أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الحجِية .. وصورة الزعيم














المزيد.....

الحجِية .. وصورة الزعيم


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 13:28
المحور: كتابات ساخرة
    


" تَعّودَ زعيمٌ عراقي ، على رفع أصبعه خلال إلقاء الخُطَب .. وأحياناً عندما يتحّمَس ، يرفع إصبعَين .. وإنتشرتْ صُورَتَي الزعيم في المكتبات والأكشاك .. وكانتْ تُباعُ بكُثرة ولا سيما في المُناسبات .. وما أكثرها ! . في يومٍ ما .. جاءتْ إمرأة عجوز الى أحد الأكشاك ، وطلبَتْ صورةً للزعيم .. فسألها صاحب الكُشك : حجية ، تريدينها أم الإصبع أو أم الإصبعين ؟ فضحكتْ الحجية وقالتْ : أبني .. يبدو أنك إفتهمتَ خطأ .. أريد صورة .. وليسَ نعالاً " !!.
المُفارَقة تكمن ، في ان صاحب الكشك ورُبما من فرط إستياءه من الوضع الراهن .. وعدم رضاه عن الوضع الأمني المُتردي .. وفقدان ثقتهِ بالطبقة السياسية الحاكمة ، الفاسدة والمُنافقة .. فأنهُ تعّمَدَ أن يخلط بين الأمرَين : الصورة والنعال ! . فهو يعرف حق المعرفة ، ان عموم العراقيين ، وبمختلف لهجاتهم ، يصفون النِعِل ، بأم الإصبع أو أكثر ، حسب نوعية النعال . أما الحجية ، فأنها لاتعرف أساساً ، ان الزعيم ، له صورتَين ، في أحداها يرفع أصبع السبابة ، دلالة على الوعيد والتهديد .. والأخرى يرفع إصبعين ، علامة النَصر ، إقتباساً من المرحوم تشرشل ! . الذي يهًم الحجية ، فقط ، ان تشتري صورة للزعيم وتُعلقها على باب منزلها ، كإثباتٍ لولائها وعائلتها للزعيم .. فهو الذي يصرف لها شهرياً مئة ألف دينار .. فهي تعتقد حقاً ، أنه يعطيها من جيبهِ ومالهِ الخاص ! .
مَنْ مِنّا لايتذكر " أبو تحسين " وهو يضرب صورة الفاشي صدام ، بنعالهِ ، يوم 9/4/2003 ؟ أبو تحسين ، لم يَجد ما يشفي غليله ، تجاه الطاغية المُتجبِر ، غير نعاله ، لكي ينقض على صورته ضرباً .. إنتقاماً لكل الضحايا من العراقيين الأبرياء طيلة عقود .. صحيحٌ أنه إنتقامٌ رمزي .. ولكن هذا ما توّفَر لأبو تحسين حينذاك ، كانَ تصّرُفاً عفوياً وصادقاً . أكادُ أجزم .. بأن تلك اللقطة التي شاهدناها عبر التلفزيونات .. أعجبَتْ " معظم " العراقيين وأراحَتْهم !.
أما الحجية البريئة البسيطة .. فيبدو ان أحد " السادة " أخبرها ، بأن الزعيم إنسانٌ عظيم ومن الواجب تعليق صورته في كُل مكان .. وأفْهمَها وأمَرَها بأنَ عليها وعائلتها ، أن تشكر الزعيم يومياً ، على المنحة والمساعدة والهدية ، التي يُقدمها لهم شهريا ، والبالغة مئة ألف دينار ..
ذاك المبلغ الذي لايكفيهم في الواقع لإسبوعٍ واحد لتوفير الحد الأدنى من الطعام والدواء فقط .. في حين تُشفَط عشرات الملايين لإجراء عمليات تجميل لأعضاء مجلس النواب ، وملايين شهرياً لجرائدهم ومجلاتهم التي لايقرأنوها .. وملايين أخرى لكارتات الموبايل وملايين لسفراتهم وحجهم ... الخ .
................
هنالك علاقة جدلية ، بين الكثير من الطبقة السياسية الحاكمة ، والنعال .. فصاحب الكشك لم يبتعد كثيراً عن الواقع ، حيث خلط بين صورة الزعيم والنعال .. أما الحجية البسيطة .. الزايرة البريئة .. فعندما تبدأ ، بإدراك ان الزعيم وعصابته ، يسرقونها بقسوة ، ويستولون على حقوقها .. فأنها بالتأكيد .. ستتحمس أكثر من أبو تحسين .. وتُنزِل صورة الزعيم من على باب منزلها .. وتضربها بألف نعال !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
- مأزق تشكيل حكومة الأقليم
- نفطٌ .. وسوء إدارة
- الأبُ والإبن
- خطفُ رئيسٍ من فندق !
- كفى تهافُتاً .. على دُول الخليج
- عندما يتشاجر الطباخون
- خواطر .. عن دولة كردستان
- طاقات سياحية كامنة ، في جبل زاوة
- حكيم الغابة
- إنتخابات الأقليم / تحليل جزئي / العمادية نموذجاً
- أسَفي على بغداد
- الديمقراطي ، الأكثر شعبية . محاولة تفسير
- سيناريوهات تشكيل حكومة الأقليم
- الإنتخابات .. وصوت البَطة !
- هُواة سياسة
- أصحاب عوائل وأطفال
- أحلام
- المُفارَقة .. والإختيار الحُر
- إنتخابات الأقليم ، والعودة الى الصَف الوطني


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الحجِية .. وصورة الزعيم