أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - صليبا جبرا طويل - تقتل غسلا للعار














المزيد.....

تقتل غسلا للعار


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 13:28
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


المجتمع القبلي عبد لأفكار جامدة تتوارثها وتتناقلها الأجيال. قتل المرأة على خلفية الشرف غسل للعار، موروث قبلي لا يستند على مرجعية دينية، وان كان وما زال قائما في الدول العربية والإسلامية.

الدين الإسلامي، وفي حال تم إقامة الدولة الدينية الإسلامية فان تنفيذ حد الرجم على كل من الزاني والزانية يتطلب شروط، ليست سهلة لإثبات فعل ألزني وهي: الإقرار بالفعل، والحمل، وشهادة أربع رجال شاهدوا بأم أعينهم العلاقة كاملة. فأين تقف القبيلة من هذه التعاليم.

من المحيط إلى الخليج ما زلنا نقدس القبيلة ونعيش روحها، وما زال دورها بارزا في الحياة الاجتماعية، وما زال أبنائها يجتمعون ويتداولون في أمور حياتهم اليومية وانتخاباتهم البلدية والبرلمانية والحكومية... حتى أنها أصبحت حكومة داخل دولة لها مقوماتها وعزوتها، والتسلسل الهرمي بها قائما، وعاداتها قائمة، وحلولها مطروحة، وإحكامها نافذة كالقانون. القبيلة ماضية في جمودها. ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وروح القبيلة لم تتغير بالسلوك وبالجوهر، فقط تغيرت بالمظهر، وامتلكت التكنولوجيا ولم تمتلك التقدم، وان اختلف المكان فما زلنا نعيش الزمن القبلي. القبيلة منذ ناشئاتها الصحراوية القاسية كان صراع البقاء هو الدافع الوحيد للعيش والحصول على الكلاء والماء. قامت القبائل يغزوا بعضهم لبعض، ونهب وسلب وقتل وسبي النساء والأنعام كمقوم، وكشريعة واجبة، لاستمرار الوجود والحياة.

مجتمعات تعتبر المرأة شيطان وبوابة جحيم، و تسعي في نفس الوقت للتطور والنمو، وبناء دولة حضارية، علمية قائمة على القانون والحق والعدل والمساواة. لا يمكن ألا أن تكون أكذوبة يرددها أشرار كذبة، تهيم عليهم روح القبلية الجاهلية. فالنظرة الدونية للمرأة، والنعوت السلبية التي توصف بها يجب أن تزول من قاموسنا العربي.

عاصفة من الاشمئزاز تثار في العقول حينما نسمع أن فتاة لا تتجاوز ربيع العمر أو اكبر قد قتلت على خلفية الشرف، قتلت لأن الأهل ظنوا بها سوءا، وقتلتهم الإشاعة المغرضة التي تطلق على ابنتهم وسمعتها. وأحيانا يكون القتل تسترا على فضيحة سببها سفاح القربى، أخ، أو أب، أو عم، أو خال، أو جد نفذها. فبدل من محاسبة الجاني تدان الضحية كي لا تفضح عرض العائلة... الحكم الجائر هو هدر دمها لأن العرف القبلي لا يغسل العار إلا بالدم... تصرخ، تستنجد يموت صوتها اختناقا متوسلة، متمسكة بخيط من الحياة كي تبقى حية....ما من سامع، ما من مجيب، السماء صدت أبوابها. يتوقف الزمن وتنحر الضحية..... قبلية ما أتفهها من قبلية، وما أرعبها وأقساها بها تجلد الضحية، والذكورة المتمرغة بالفضيحة طليقة عنترية، والأسوأ أن تقوم الأم أو الأخت بالإنابة عن الذكور بتصفية الضحية. أنثى تقبع في نير العبودية، أتقتل عبدا مثلها؟ أليس من واجبها الدفاع عن الضحية؟ عن بنات جنسها؟.... بفعلها تقهر ذاتها بذاتها وتهزم روحها وتزيد من عبوديتها لتعيش ألما ومرارة وحسرة حتى أخر دقيقة من حياتها. وان كانت الفتاة قد غرر بها، وان كانت قد قامت بفعلتها. أيستوجب ذلك قتلها؟ فلماذا تكون الضحية؟ أليس ما يحدث إفراز مجتمع منغلق، يخشى التغير.

القبلية أسوأ التشكيلات الاجتماعية؟ ووجودها برهان على وجود خلل عميق في الأنظمة السياسية. أيضا وبشكل خاص الاجتماعية والفكرية منها كون الدولة لم تستطع الخروج والتخلص من سلطة القبيلة. التغير لا يحتاج إلى تفكير، بل يحتاج إلى استعداد ورغبة في إحداثه. السيف لا يحمي الشرف، ما يحميه هو التربية، التربية لكلا الجنسين بالقدر نفسه ،والأسلوب نفسه، والتعليم نفسه، وعطاء الفرص نفسها.

أسفي على مجتمعات تتئد بناتها وتربط شرفها، حضارتها بغشاء بكاره. لم نتعلم من تلاقح الثقافات، ولا من التاريخ، والحضارات الأخرى، واختلاف الأجناس. فالعقلية البدوية والذهنية البدوية لا تستطيع أن تعيش روح العصر. والنتيجة الدول العربية ستخنقها وتفككها القبلية.

تنتقل الضحية من عالمنا لأخر... ونمنى أنفسنا بنوع من الفرح الممزوج بضمير شبه صاح مخدر . ونقول أن ماتت الضحية بغير ذنب، فما أسعدها لان الجنة في انتظارها. انه نوع من سخافة لا تستند ألا على جهل وعمى لألون الطبيعة الجميلة التي عطلناها وهدرنا كرامتها. فالذكرى لن تمحى بموت الضحية بل تبقي عالقة في قلب وعقل من رحلها عن هذه الدنيا، لن تغيب الذكرى سوى عن من كان معتوها آو مجنونا. علينا العبور والتخلي عن قبليتنا التي تجعل من خطأ الأنثى عارا ومن خطأ الذكر رجولة. وتفوق الفساد، والسرقة، وإسقاط الأنثى شطارة، المجتمعات التي تتعامل بازدواجية المفاهيم وتطبيق الأحكام رجعية وغير حضارية.

السكين يتألم ويبكي دما، والضحية تتألم من الظلم، والقاتل يتألم من بشاعة الموت، والمجتمع يتألم من جهالته، ينام الجميع ثم يصحو الجميع لأن الآلام أصبح طقسا من الشعوذة وعرفا وقانونا من صنع أيد أبنائه ويصبح القتل على خلفية الشرف عيدا... جريمة تستدعى الخجل، لا شرف في هكذا جريمة.

تدفن الضحية ونظن أن العار قد انمحى واختفى، لكنه ينمو من جديد في عقول الناس، ليزهر بعد مئة عام قصة يتداول سردها كبار السن، والخارجون المعرضون عن القوانين البغيضة التي أقرتها القبيلة، ليقصوا حكاية الشرف المرتبطة بشرف العائلة والقبيلة.... تقول الفتيات في سرّهن ما أقبح الذكور... ويقول الذكور في سرّهم ما أقبح الإناث...وهكذا تستمر الحكاية من جديد وتبعث وتتجسد...ويستمر القتل والتفنن في سرد الحكاية كي نخيف الأنثى ونقوى سلطة الذكورة، إلى أن نصلح همنا القبلي ونجد حلا يدخلنا لفجر جديد أكثر أشرقا ... وما يدعى بعار الشرف لن يمنعه، أو يوقفه القتل بل التجرد من روح القبلية القابع فينا.ومعاملة مرتكبها كمجرم قاتل دون تخفيف الأحكام عنه.




#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصفة مبعثرة من الأفكار
- تضخم الأنا الديني
- العرب وشعوب العالم
- من حقنا معرفة تاريخنا
- ألحرية ألفكرية -أم الحريات-
- الرجال الحقيقيون
- تعددت آلهة الربيع العربي
- العرب في ربيع
- حسناوات في الربيع العربي
- أديان اليوم مع ماركس ونتشه
- ربيع الثورة عورة
- القيامة مع الربيع العربي
- مسيحيون على صليب الثورات العربية
- الانسانية منطق وعقل
- المرأة وكيف نريدها؟
- توافق او شرق اوسط جديد


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - صليبا جبرا طويل - تقتل غسلا للعار