أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الوردي وأشكالية الفهم الديني














المزيد.....


الوردي وأشكالية الفهم الديني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 09:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لم يكن الوردي عالم أجتماع فقط بل كان باحثا فكريا وناقدا سيسيووجيا من طراز فريد,أستفاد من مقدماته التكوينية الدينية وفهمه الحقيقي للدين, ومزج بين دعوته الإصلاحية النقدية وبين منهجه العلمي وتأثيرات عالم النظريات الحداثية التي عايشها وتفهم دوافعها وأسسها الفلسفية والفكرية وما تلمسه من حلول ظن أنها قادره على إحداث التصليح والتصحيح بين الواقع والهدف الغائي منها,وبين أمانيه كونه يمثل جزءا مهما من النخبة التنويرية التي تتحسس وتعي مسؤليتها في قيادة المجتمع,دون أن يترك مجالا يمكنه الدلف منه إلى نشر تلك الدعوة التنويريه,مما أفرد له مكانه خاصة في عالم الحرية الإنسانية ومراميها في أستعادة الوعي بإنسانية الإنسان كونه غاية الفكر والعلم والفلسفة.
الجانب المشرق الأخر من فكرة ونظرة الدكتور الوردي ومن سياق تحليلاته التي ركز عليها كثيرا مسألة النظرة إلى الدين ,أو ظاهرة التدين واصفا بحدية عالية كل أشكال المظهر السلبي منها رادا ذلك إلى نفس العامل الأول وهو صراع البداوة والحضارة معتبرا أن أس الصراع هو الميل المحافظ البدوي الذي لا يستسيغ الحرية والتطور ومسايرة الزمن في استحقاقاته على القراءة الدينية ,وبين الحضارة كقيمة قادرة على ترجمة الدين بإحساس زمنه مما يجعله قادر على التوظيف والتحديث الذاتي دون أن يفقد الدين سماته الأساسية .
لم يسمي الدكتور الوردي صراحة المجتمع العراقي بالمجتمع المنافق الذي يضمر شيء ويفعل شيء, النفاق الذي أستق مصدريته من فهمه للكلمة كما وردت في القرآن الكريم متخذا منها ومن مجموعة من المظاهر اتي شخصها وصفا عموميا للشخصية العراقية, لكن لم يصرح باسمها لا حقيقة ولا تلميح {كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف3, هذا الوصف هو الأقرب لتحليلات الوردي وتشخيصاته خاصة عندما يقرأها من طور تدينها وتعاملها مع الدين ,ومع أنه يحذر من أن العراقي بهذه الصفات ليس منافقاً أو مرائياً كما يحب البعض أن يسميه بذلك وفقا لما جاء في مخاطبة الحجاج لأهل العراق وتسميتهم بـ أهل اللجاج والنفاق أو مفهوم التقية لدى البعض، لكنه يعود ليكشف عن إيمانه بنفاقية المجتمع العراقي وخاصة في شقه الديني والاجتماعي في تأكيده على أن العراقي يعمل بإحدى شخصيتيه ينسى ما فعل آنفا بالشخصية الأخرى أي أنه منافق بالطبيعة وليس بالإختيار..
لقد اتخذت الدكتور الوردي من العقل الجمعي العراقي الذي يعيش الطائفية والإلحاد على مستوى واحد من التعاطي وعلى نفس المستوى من الإدراك عيبا أساسيا قاد لشخصية العرقية للنتيجة التي ألت إليها تحليلاته , وبالتالي فإن إعادة صياغة قواعد الشخصية غير ممكنة ما لم يتخلص العقل العراقي من ازدواجيته هذه ,وهذا التقرير مرتبط ايضا بتحرر المؤسسة الدينية من بدويتها المفرطة لتعود لفكرة الرسالة الأولى أي العيش في عقلية حرة ومتحررة من إرثها, ليعود مرة أخرى ليلقي اللوم على العقل البدوي البدائي وكأن البداوة هو الطبع الأصل في لشخصية العراقية غير قادر على الانفكاك منها و التخلي عنها.
لم يطرح الوردي حلا لا إجماليا ولا تفصلي لهذه الإشكالية بل تعرض لها بالنقد والتحليل مما أفقد مشروعه الفكري القدرة على المعالجة ,والظن عندي أن الدكتور الوردي في لحظات صفاء فكري كان يؤمن لحد ما أن بعض تحليلاته كان يسودها التطرف أحيانا أو التجني إن لم نزيد, لآنه وإن يسوق الظاهرة للنقد لكنه غير قادر على إيجاد لبديل للواقع المنتقد, ولم يكن على استعداد للمساهمة في إيجاد منهج يقود للبديل أو يؤسس له , وهذا شكل أيضا إخفاقه للفكر النخبوي في مسعاه نحو إعادة صياغة هوية جديدة.
ليس المهم أن تكتشف الخطأ بقدر ما أن تجد أسباب الوقوع في الخطأ ,لأن في الحالة الأولى قد تفشل في التجاوز لأنك أصلا لم تهتدي للأسباب, أما لو أكتشفت الأسباب فمن البديهي العقلي أنك ستكون في حذر إن لم نقل في مأمن من الوقوع في نفس تلك المؤديات وتكرر نفس الفشل السابق ,هنا نؤاخذ على فكر الدكتور الوردي نه أكتشف الخطأ الذي عراه وجاهر به علنا ولكنه لم يكن بوسعه البحث عن واقعية الأسباب وعلات وقوعيتها بنفس الجرأة التي كشف بها الأخطاء وخاصة في موضوع الدين والتدين.
لقد أسس الدكتور الوردي فكرته العامة في دراسة المجتمع العراقي على نقد العقل العراقي الذي لم يوفق في الكثير من مضامين نتاجه المعرفي على أدراك أساسيات التوافق بين العقل المجرد والنتائج السلوكية بأعتبارها الممثل الحقيقي لما يمكن أن تكون علية من أنعكاس صادق وحقيقي له, وحمل العقل الجمعي والذاتي مسئولية هذا الفشل رابطا بينه وبين الفيما حولية التي أعزى لها علة التعطيل وأحال عليها المردود والموروث النسقي في أشكالية الأزدواج في شخصية الفرد العراقي.
المزج بين نظرية فرويد ومنهجه في التحليل النفسي، في التناقض بين العقل الظاهر والعقل الباطن، بين الأنا العليا والأنا السفلى مع إيمان الوردي بصراع البداوة والحضارة, قدم لفهم مركب عنده أقام عليه مسألة الصراع وتصوريها كأنها تمثل البداوة في الأنا السفلى والحضارة في الأنا العليا, هو ذات الصراع بين العقل الباطن البداوة وبين العقل الظاهر الحضارة ,وتبني الوردي لفكرة تنشز الأجتماعي التي مفادها أن الفرد في المجتمعات البشرية سريع التحرك والاستجابة والتفاعل في ما يتعلق بالجوانب المادية والحسية المرتبطة بشهواته ونزواته ومما يحرص عليه كحاجة وجودية طبيعية ,وبين تكاسله وتثاقله في المجلات الأخرى التي تتعلف بالجانب الفكري والعقيدي, كلها صبها الدكتور الوردي في نظرية واحدة ليبني نظريته عن تدين المجتمع العراقي واصفا إياه أيضا بالنفاق والشقاق والتخلف المحافظ على طائفيته وإلحاديته في آن واحد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع
- الوردي ونظرية المعرفة
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2
- لماذا نكره النساء
- الإنسان الكوني وأشكالية الهوية
- مفهوم الجنون في علم السلوك
- أين نزرع الأشجار _قصة قصيرة
- الشعور والشعورية
- الذاكرة الشرقية والتجربة الغربية
- الديمقراطية فلسفيا
- لا تنتظروا عودة كاظم _ قصة قصيرة
- الحس و الإحساسية
- الشخصية الإنسانية _ تعريف ومفهوم
- وداع مريم الاخير
- حقوق الأقليات _ قراءة في الفكر الإسلامي
- أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس
- عقلنة العلم أم علمنة العقل
- في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الوردي وأشكالية الفهم الديني