أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال الربضي - كيف نفهم حادث كنيسة الوراق – بين أميرة و مريم و محمد.














المزيد.....

كيف نفهم حادث كنيسة الوراق – بين أميرة و مريم و محمد.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 00:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


.
بين الأبيض الذي ترتديه العروس أميرة و بين الرصاصات الثماني اللواتي كن شمعات موت على كعكة حياة مريم و بين محمد الراقد في العناية المركزة مشترك واحد يرقص بين الحياة و الموت رقصة الحب، هذا الرباط الروحي المنساب في الحنايا و الضلوع و النابض في الدماء التي جفت موادها على الصدور و الثياب و أرض الكنيسة هو مصر بكل حبها، مصر التي هي وطن ٌ يعيش فيه أبناؤه قبل أن يكونوا أبناء ً يعيشون فيه، هناك فقط تفهم أن الدم واحد و الأصل واحد و الدموع واحدة و القلب واحد نابض إلى الأبد.

الجبناء فقط يكرهون الحياة، لأن الفرح يخيفهم، لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذا الذعر الناتج عن قبول الطبيعة الإنسانية التي تحب نفسها في حب الآخر فتندمج معه في سلوك بشري قويم يؤكد هذه الوحدة و يرتقي بها إلى كمال معناها و تمام اكتمالها و اكتمال تجليها واضحة ً بهية ً في العلاقة الرابطة للناس مع الناس في الناس من أجل الناس.

هؤلاء الجبناء الذين يتلثمون ثم يمرون بسرعة خاطفة على دراجة و يطلقون النار هم شهداء على أنفسهم، إن الشهادة من الفعل العربي شهد أي أعطى فعله معنى إيمانه و أظهره و أوضحه، فهؤلاء القتلة يتلثمون لأنهم لا يرغبون أن تُرى وجوههم ليس فقط خوفا ً و لا حرصا ً و لا اتباعا ً لقواعد العمل الإجرامي لكن هو أخطر من ذلك، إنها حياتهم ذاتها تتجلى في إخفاء وجوههم و الوجه هو باب الشخصية و مُظهر الهوية للآخر إيذانا ً بقبول التفاعل معه، إنه الخوف الجبان المرعوب أشد الرعب و الراهب أشد الرهبة للآخر مكشوف الوجه، إنه عجز الملثم الجبان الخائف من الحياة من الناس من الهوية البشرية نفسها الذي يكرهها و يخافها و يريد زوالها لأنه تبعث فيه التوتر الخوف الألم الرهبة التذكير بضعفه بعجزه بقلة حيلته عن قبول الحياة و الناس و الواقع فيتلثم ليختفي و يُخفي قبحه لا عن الناس فقط لكن عن الحياة و الحقيقة.

ثم يمرون بسرعة خاطفة على دراجة، لماذا دراجة؟ هل فقط لأنها سريعة صغيرة يمكنها المناورة و الدخول بين الأزقة و في المضائق في الحواري، ربما لكني أرى فيها صغر النفس عند الجبان، إتمام عجزه و ضعفه و خوفه الذي لا يسعفه حتى أن ينتقي الوسيلة التي تتناسب مع الحدث الكبير نفسه، فهو لا يرى في الحدث أي كبر، هو مجرد حدث قتل يريد أن يريح به نفسه الصغيرة من الآخر، فيختار وسيلة ركوب ٍ صغيرة، أسلوبا ً حقيرا ً يتناسب مع وضاعة مكنون ذاته و ضحالة فكره و محدودية تفكيره الذي لا يسعفه بأكثر، فالمهم أن يقتل و يدمر و يخرب و يرتاح بعد ذلك من هذا الضجيج الذي يزعج نفسه الوضيعة في حقارتها اللامتناهية.

هؤلاء جنود ٌ حفاة من العقيدة التي ينتعلونها تارة ً و يخلعونها تارة ً أخرى بين يدي أربابهم من المدبرين و الراسمين لهم نهج الظلام و القتل و التدمير و التشريد، خائفون مرعوبون من أنفسهم و من إنسانيتهم التي قتلوها في أنفسهم فيسعون لقتلها في الآخر، أرهابيون يخيف إرهابهم أول ما يخيف عقولهم المرعوبة فيكون فعل الإرهاب هو انعكاس عقل مضطرب و قلب خائف، يعتقدان في مرضهما أن الآخر سيستجيب للإرهاب الجسدي كما استجابوا هم لمن مارس عليهم إرهاب العقيدة المريضة فجردهم من إنسانيتهم ثم خدعهم و أوهمهم بأن الآخر سيهابهم إن أرهبوه بالفعل، فكان المريض يصنع مريضا ً و يقنعه أن يجعل الناس مرضى، لكن هذا الهذيان الذهاني الفصامي الموجود في عقولهم لا يمت إلى الحقبقة بشئ لأن كل أفعالهم ترتد عليهم سلبا ً، فقط هم المرعوبون أم الناس فحزينة و غاضبة و هذه وصفة لا تعرف الخوف، خليط ٌ منه يخرج الثائر الإنساني القابع في أعماق النفس البشرية، منه يخرج المحارب الذي لا يلين، الإنسان المقتدر الأصيل الذي أصبح كل ما فيه يمقتهم و يمقت مرضهم و يسعى لأن يستأصلهم تماما ً بدون هوادة.

أبو محمد، و أبو أميرة، هما مصر، مصر المصرية الفرعونية العربية القبطية القومية المسلمة المسيحية، أبو محمد و أبو أميرة هما أبو الهول و معبد أبي سنبل و أحمس طارد الهكسوس ذوي العربات التي تثير دراجات الجبناء ذكرياتها فيثور الغضب و العزم في قلب كل أحمسي مصري لكي يستأصلهم استئصالاٌ لا بقاء لهم بعده، هما في محمد و أميرة و روح مريم كل آلهة مصر القديمة التي تعانق صليبها بينما يظللهم الهلال بضوئه في ملحمة ٍ لها اسم ٌ واحد: مصر.

كان بودهم أن يفسدوا العُرس، لكن رصاصتهم صنعت عرسا ً أكبر، فعرس أميرة كان لأهل أميرة و لأهل عروسها و للأصدقاء و المعارف، أما بعد الرصاص فإن العرس هو لمصر، زغردي كل أم ٍ في مصر، إن أبناءك ِ مزروعون فيكِ للأبد، كل بنت عروس ٌ منذورة ٌلك ِ و كل ذكر ٍ عروس ٌ لحبك ِ و كل مصري هو مصرك ِ.

http://www.youtube.com/watch?v=xrxtq4djMQI



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقة بالله – خاطرة قصيرة جداً.
- قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟
- رسالة إلى السيكلوب
- من يستطيع النهوض بالمجتمعات العربية؟ - السؤال الخاطئ
- السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟
- قراءة في أدب حنة مينة – البحر وجودا ً و الفردية في رحلة الكش ...
- السينما بين السبكي و الأخوين واتشسكي – طرفا البعد الإنساني
- -قد سمعتم أنه قيل أما أنا فأقول لكم- – الرسالة الجديدة للعهد ...
- الشرق العربي حين ينبش ليقتلع الأساس - هجرة المسيحين العرب
- الوطن العربي – الكوكب الآخر – مأساة مدينة الأشباح.
- نجيب محفوظ – ما بين الفينامولوجيا و الأنثروبولوجيا الدينية و ...
- حميمية العلاقة بين الله و الإنسان – النبي إرميا نموذجا ً
- -أعطني لأشرب- – لماذا نحب المسيح، من وحي اللقاء مع السامرية.
- ثرثرة في الثورة المصرية
- ظاهرة التحرش بالفتيات – بين نظرة المجتمع، التشخيص و الحلول.
- التأريخ الأنثروبولوجي الديني في روايات نجيب محفوظ – الثلاثية ...
- التأريخ الأنثروبولوجي الديني في روايات نجيب محفوظ – الثلاثية ...
- عقل العربي – جولة في مساحة الاطمئنان كردة فعل على العجز
- نظرة للإعلانات التسويقية المتلفزة و علاقتها بالنمط الاستهلاك ...
- السلطان شرف الدين – احتكار الله و استعباد البشر – بين الانفص ...


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال الربضي - كيف نفهم حادث كنيسة الوراق – بين أميرة و مريم و محمد.