أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لن يموت فينا الأمل … ولكن!














المزيد.....


لن يموت فينا الأمل … ولكن!


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 14:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا أستطيع حتى أن أسترجع ما حدث يوم الأربعاء الحزين، يوم الاستفتاء المسخرة على تعديل المادة 76 من الدستور، وما جرى فيه على الملأ.

كلنا نعلم أن مصر تحكمها عصابة، لصوص وبلطجية لا تردعهم قيم ولا أخلاق ولا قوانين، وأنهم يمارسون أبشع ألوان التعذيب والتنكيل بالمعارضين وغير المعارضين، والذي يصل إلى حد القتل في أقسام الشرطة على أيدي الزبانية، وفي السجون.

ولم يكن ما حدث لمظاهرة كفاية أمام نقابة الصحفيين وضريح سعد زغلول أو مرة تمارس فيها العصابة التي تحكم مصر هذا السلوك، فقد قام نفس نوعية البلطجية بنفس الممارسات البشعة ضد فلاحي قرية سراندو ونسائهم، وتواطأت الشرطة والمحافظة ضدهم. ولكن الفرق أن فلاحي سراندو ردوا على هجوم البلطجية الذين قتل أحدهم في الأحداث، كما قتلت إحدى الفلاحات لدى ضربها في بطنها وهي حامل.

وهناك فرق ثاني، أن ما حدث لمظاهرة كفاية حظي بتغطية إعلامية واسعة، على عكس ما حدث لفلاحي سراندو الذين لفقت ضدهم التهم وتعرضوا وما زالوا يتعرضون لترويع وإرهاب الشرطة والعصابات.

ومهما يكن، فما زالت هذه الفضيحة وصمة عار أخرى تضاف إلى عار سلطة العصابات التي تحكمنا، ولكن من يستطيع مواجهة هذه السلطة؟ وهل نواجهها بالبطولات الفردية أم تحتاج القوى السياسية التي تسعى حقا إلى رفع هذا الكابوس إلى إعادة التفكير في رؤيتها وبرنامجها واستراتيجيتها وتكتيكاتها وأهدافها؟ لن أستطيع الآن الحديث باستفاضة في هذا الموضوع بسبب الشعور الشديد بالغضب والحزن الذي يطغى على أعصابي، وإنما فقط أسجل ملاحظات بسيطة.

ربما يساهم في توضيح ما أقصده بالمواجهة التي لا تعتمد على مفهوم "البطل" النخبوي أن أشير إلى أن مظاهرات الإخوان المسلمين لم يحدث أن ووجهت بمجموعة من الحثالة والبلطجية والمسجلين خطر الذين يستأجرهم الأمن والحزب الوطني، ذلك أن مظاهرات الإخوان غالبا ما تضم أعداد تصل إلى الآلاف، ولا يمكن لمثل هؤلاء البلطجية أن يواجهوها، لأنهم ببساطة سيموتون فيها، ولن يستطيع الأمن حمايتهم. هذا مقابل مظاهرات كفاية الضعيفة التي اعتمدت على تسامح السلطة معها لفترة، وعندما بدأت هذه السلطة تتخذ قرارا حاسما في عدم التسامح معها، تعاملت معها بهذا الأسلوب القذر، وهو أسلوب ليس بغريب على هذه العصابة. هذه ملاحظة.

أما الملاحظة الثانية فتتمثل في فكرة الرهان على تحالف النخب، وهنا أقصد تحديدا مجموعة مركز الدراسات الاشتراكية المشاركة في "كفاية"، بدلا من الرهان على الجماهير، وذلك الوهم الذي تحاول هذه المجموعة ترويجه بأن الإخوان المسلمين متحالفة مع هذه النخب التي تشكل "كفاية"، والذي نصطدم بزيفه باستمرار كلما رأينا مظاهرات الإخوان المستقلة وحجمها بغض النظر عن القضية التي يرفعونها في هذه المظاهرات. فقد خرج الإخوان بمظاهرات مستقلة لهم ضمت الآلاف في عشر محافظات على الأقل رغم أنها رفعت نفس شعارات المطالبة بالإصلاح السياسي، ثم أنهم لم يشاركوا في مظاهرة "كفاية" يوم الأربعاء الحزين مشاركة حقيقية، حيث لم يزد عدد المتظاهرين عن 100 في أكثر التقديرات تفاؤلا. وفي يوم الجمعة الماضي قام الإخوان بمظاهرات كبيرة في الإسكندرية والقاهرة ضد تدنيس الجيش الأمريكي للمصحف في جوانتنامو! فهل مازلتم تصرون على الرهان على مشاركة الإخوان في "كفاية"؟

ملاحظة ثالثة، إذا كان لا يوجد بديل للمراهنة على حركة الجماهير، وإذا كان البطل النخبوي لا يستطيع أن يحقق أكثر مما حققه دون كيشوت في معاركه الوهمية ضد طواحين الهواء، ألا ينبغي أن نقترب من جماهير العمال والفلاحين وفقراء المدن ومن مشكلاتها الحقيقية وآمالها وطموحاتها وأن نتبنى مصالحها ومطالبها هي بدلا من مطالب ومصالح النخب من أمثال أيمن نور وأبو العلا ماضي التي ترغب في نصيب من كعكة السلطان؟ حتى وإن كان ذلك لن يحظى بنفس الضجيج الإعلامي الذي تحظى به "كفاية"؟

ملاحظة رابعة، وإذا كنا ندعي أننا نريد ذلك، ألا يجب أن نبدأ من حيث يقف هؤلاء الناس، وألا نسبقهم أو نتخلف وراءهم بآلاف الخطوات؟ هل يطالب هؤلاء الناس بجمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد؟ هل يطالبون بإصلاحات انتخابية وبرلمانية في إطار النظام القائم؟ أم أنهم لا يثقون في هذه اللعبة تماما؟ أم أنهم لا يشعرون بأنهم قادرون عليها؟ وهل هذه الإصلاحات قابلة للتحقق؟ وهل تمثل حلا لمشكلات الجماهير التي نزعم أننا نرغب في تمثيلها؟ كل هذه أسئلة ينبغي أن نجيب عليها حتى نتسق مع أنفسنا، ثم يجب علينا بعد ذلك أن نجيب عن سؤال بم نبدأ؟ وكيف نبدأ؟

إنها دعوة لأن نكون أمناء مع أنفسنا، ومع الرؤية التي نزعم أننا نتبناها إذا كنا اشتراكيين، فهل من مجيب؟!

القاهرة في 29 – 5 – 2005



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة
- كفاية ظاهرة إعلامية وخطابها مسخرة، وأسعد التعيس سعيد باغتراب ...
- كفاية – دجل الرؤية الذاتية للتغيير وجدل الواقع
- الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان
- عام على الاحتلال الأمريكي للعراق نهاية الحرب الباردة والإمبر ...
- رسالة سندباد اليانكي – أيها الراعي، لابد أن تنسى
- الأزمة في هايتي وخرافة الديمقراطية الأمريكية في العراق - تصح ...
- أوهام وحقائق مشروع الشرق الأوسط الكبير
- تفجيرات أربيل وحق الأكراد في تقرير المصير
- أحيانا أندهش!
- متى تكون الديمقراطية من مصلحة الأمريكيين في العراق؟
- محكمة بلا ذراعين، وقادة بلا أنصار!
- طريق التغيير لا يمر عبر -مرآة أليس
- الطريق إلى الحرية – معادلة لم تجد لها حلا بعد!


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - لن يموت فينا الأمل … ولكن!