أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - أوجاع قريتي-4














المزيد.....

أوجاع قريتي-4


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 16:51
المحور: الادب والفن
    



الفصل الرابع (أوجاع قريتي)
يوم سعيد

فارق البغل في دلك اليوم الذي لا يشبه في شيئ سائر ايامه. استقبلته زنوبة بابتسامة عريضة يتطاير الفرح من عيونها السوداوين . لم يعتاد عل رؤية ذلك البريق الجديد في عيونه .اخبرته وهي تنظر في عينيه المتعبتين بالخبر السعيد ... انها حامل في شهرها الاول... ثم استدركت ان القابلة امي عائشة تشهد لهاعلى ما تقول .ظنها في بداية الامر تمزح او انها تريد جس نبضه لتوهمه بقليل من السعادة ...وبالتدريج اخد يطمئن للخبر السعيد .فقرر ان يعود من حيث اتى ليتبضع بعض الحاجيات و الهدايا لهذه المناسبة التي لا تتكرر في العمر الا قليلا ...مناسبة انتظرها طويلا....
زنوبة حبيبته صادقة على الدوام وعشرتها الطويلة معه كانت طيبة كانها تربة غريبة في أرض لا تنبت الا النفاق والكذب والخداع.. تلك ارض القرية المعزولة عن باقي العالم . سيضعها منذ اليوم في مركز إهتمامه هي والطفل او الطفلة التي سيصنعها الرب في الرحم الطيب ..رحمها ,,ولو طلبت منه المستحيل لفعله لاجلها ..فهي حامل بفلذة كبده وسيكون في مستوى المسؤولية وسيسعى الى اسعادها مهما كان وكيفما كانت امكانياته...حلم الليالي بدات تباشيرها تحقق و اصبح قاب قوسين اواذنى ..وستيسر السموات أمر باقي المراحل التالية ..حلمه الطويل في التحقق بانجاب الذرية الطيبة طل عليه اليوم وترانيم السعادة تدق عليه الابواب وتفتح عليه النوافذ...نوافد السعد والافراح..
كم من مرة كشف حلمه هذا للبغل صديقه الوفي وكان لا يبالي به ولا يهتم لامره .. ولا يكشفه لزنوبة خوفا من ان تسخر منه او ترميه بالعقر خاصة وانه يرفض الكشف الطبي عند اقرب طبيب في القرية ..وينتظر الفرج من رب السموات والارض.
في الحين نفسه كان يخشى من سخرية الغراب الاسود واستهزائه من صبره الطويل عليها .وهو الذي يعرض عليه كلما التقي به الزواج من احدى بناته العانسات ...انجاب وجاه وسلطة ومال ...
كان يغريه بهم لاجل الطلاق من زنوبة زوجته العاقر ...
يدخل السوق مرة ثانية هذا اليوم السعيد .... ويتحسس جيبه تم يشتري اشياء لم يعتاد على شرئها ...عطور ...قماش حرير..لحاف جديد من صنع صيني ...وحلوى وفواكه ...وسمع الاصدقاء يتحدون عنه ...ساله احدهم:
- هل نويت السي عمر ؟
- نويت ماذا ...اني اشتري بعض حاجيات البيت ؟ كما تفعل باقي الناس ....؟
- هي سلع تصلح للزواج ....هل قررت مصاهرة الغراب الاسود.؟
- اعود بالله ..لن افكر في ذلك يوما ......
- اذن لمن الهدايا ؟
- قلت للبيت ...اليس لي الحق في العطور ..والحلوى ؟ مثلكم ؟
- لا..لا... لكن للمرة الاولى نراك تفعل ذلك ؟
- صمت ولم يعقب..
لم يهتم بما كانوا يبدونه من غرابة في سلوكه ولم يبالي باستهزائهم واستمر يتسوق الاشياء الجميلة ..اكواب زجاجية نفيسة ..حصير بلاستيكي ..حمل تلك البضاعة على ساعده وتوجه الى العربة ليجد صديقة البغل في انتظاره .على الاقل البغل يحترم اختياراته ..ففكر في اهدائه شيئا في هده المناسبة ...فاشترى له رطلين من الفصة وشيئا من الشعير ...ثم همس في اذنيه لن انساك ياصديقي صديقي وساحسن عشرتك ما طال الزمن ...تذكر ان المعلم المهدي كثيرا ما نبهه الى اصلاح العربة ...والتخلص من البغل بشراء سيارة صغيرة لحمل السلع ..يسترزق بها في السوق...عوض العربة المترهلة .والبغل الهرم .. السي المهدي المعلم ذلك الغريب في افكاره يدعو على الدوام الى التغيير . ..وهو يعد نفسه تلميذا له و لابد ان يتغيرهو كذلك ويستقبل مولوده الاول بنمط جديد في العيش واسلوب جديد في الحياة . سيهتم بهندامه ويجمع النقود لتغيير العربة وحتى التخلص من البغل ....الذي بدات تظهر عليه أثار السنون ...وسيغير من أثاث المنزل الصغير بالتدريج ....سيغير كل شيئ الى الافضل ...
كانت زنوبة تنتظره أمام البيت ...تريد أن تعرف أسباب عودته الى السوق عند سماعه الخبر السعيد ..
- اين كنت السي عمر ؟
- عدت من السوق حبيبتي ..نسيت ان اشتري لك بعض الحاجيات ..وأحتفل معك بالخبر السعيد ..
- فهمت لكن لا أريدك ان تبذر نقودك في أمور تافهة ... ..نحتاج الى توفيرالمال ليوم الولادة وما بعدها حين ستكثر عليك المصاريف ؟
- ربنا كبير ..ومن اليوم سأضاعف العمل لاسعا دك وإسعاد الجنين الذي في بطنك ..
سيحصل التغيير وسأخد نصيبي منه ان شاء الله مثلي مثل باقي رجال القرية وبوسائل الحلال ..لن استغل حملة الانتخابات ولن اتملق للقايد ولا لبيادق المخزن المتربصين بي في كل مكان من القرية ساعمل بجد من الفجر الى غروب السمش سواء على عربتي او على سواعدي العارية ...
الاشخاص الذين سيعاندون في التغيير يعرفهم جيدا هما البغل والغراب الاسود ...البغل لا يحب الانجاب ..وسيتقاعد بعد مدة عند شراء الدوكر ..بينما الغراب الاسود سيقطع الامل في زواجي باحدى بناته العانسات ..وكلاهما لهما يبرر اعتراضة في علاقتهما بالانجاب ...
التغيير المرتقب سيكون في صالح زنوبة وستوافق عليه بل ستشارك فيه باقتراحاتها وتشجيعها لانه في الاول والاخير سيساير مصالحها....كما سيوافق عليه المعلم المهدي صديقه الوفي واخيه الذي لم تلده امه معلم ثقافة التغيير في القرية ...



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة العيد
- مجتمع يتغير ..ومدارس ثابتة
- زفة في مراكش
- هو......انا
- حيث لا ينتهي الزمان ابدا....
- ربيع الفايس ..قادم
- وعلى الفايس ...السلام
- مطر ..ملوث
- رياح اكتوبر...
- رياح اكتوبر.
- ماذا حل بي
- همسات في وجه البحر
- على أعتاب سايكس بيكو 2 سنة 2016
- على اعتاب سايكس بيكو 2 سنة 2016
- اقواس ملتهبة
- من تراث الشيخ برونشتاين
- شاهدة
- رأيته اليوم....
- القضية الفلسطينية : انحصارات و انكسارات ..
- في ساعات الليل الطويل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - أوجاع قريتي-4