أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - هل سيخرج التونسيون إلى الشارع؟














المزيد.....

هل سيخرج التونسيون إلى الشارع؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 02:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يبدو لنا أنّ حكومة النهضة لم تجلب مساوئها من العدم وإنما سلوكها يظهر للعيان كتضخيم فج وركيك لمساوئ فئات عديدة من الشعب. فعَبرَ ما نلمسه من تعامل "أقوى حكومة في التاريخ" مع الشأن العام ومع المجريات في المجالات كافة نلاحظ استنساخ هذه الحكومة بصفة مُركزة لأهم العيوب التي تنخر المجتمع التونسي والذي يتحمل مسؤوليتها الفرد والمجموعة على حدٍّ سواء. وما حزب النهضة إلا حمّال متطوع لهذا العبء أي أنّ "أقوى حكومة" هي أقوى انعكاس لأقوى المساوئ المجتمعية.

من خلال مماطلتها في تناول مختلف الملفات المطروحة للتدارس وللحلحلة ومن خلال تلكئها بشأن الحوار الوطني ومن خلال سياسة التسويف واستراتيجيا ربح الوقت التي تنتهجها ومن خلال الإخلال بالواجب ونكث العهود، وكأنّ النهضة تشهر بالبند العريض الوجه البغيض دون سواه للإنسان التونسي عموما.

و قبول النهضة بأن تنتحل شخصية حمالة الحطب في بلد يأوي للأسف الآلاف من أبي لهب، إنْ في مجال تبييض الأموال و الفساد الجبائي أم في مجال الاحتكار التجاري والغش الصناعي وغيرها من المجالات التي تشكل دولةً داخل الدولة و يتهرب أسيادها من المحاسبة القانونية والشعبية، هذا القبول هو في الآن ذاته قبول غير معلن من طرف المجموعة بدوام الحال الفاسد.

بينما الحل في مثل هذه الحالة الفُصامية لا يكمن حسب اعتقادنا لا في اللجوء إلى الشارع في يوم 23 أكتوبر الجاري (إحدى القنوات الخاصة تبث ومضة إشهارية بشان ضرورة النزول إلى الشارع، مما يجعلنا نرتب الحدث كظاهرة إشهارية أكثر منه نضالا سياسيا حقيقيا)، ولا في التظاهر الفاقد للوعي بالمشكلات الحقيقية ولا في تنظيم حلقات هي أقرب للحوار البيزنطي منه للحوار الجدي.

بينما الحل يتمثل بكل بساطة في توليد روح جدية تتكفل بتكريسها في السلوك السياسي حكومة فكروقراط تعيد للأخلاق تحديدا المكانة التي تتناسب مع الخراب متعدد الأبعاد الذي وصفنا البعض منه.

ولكي تكون الحكومة متمتعة بأوفر حظوظ القبول الشعبي وكذلك النجاح لا بد من عقلنة السياسة. ولن يكون هذا ممكنا إلا بفضل ثورة ثقافية تقتسم فعالياتها الحكومة الجديدة مع النخب المثقفة عضويا. كما لن يتوفر المناخ الملائم لحَوكمة عقلانية نافذة إلا بتنظير العقلانية السياسية مع العقلانية الدينية، علما وأنّ المسألة الدينية، و لو أنها استُخدمت كشماعة من طرف الحزب الإسلامي الحاكم، لم تفرض نفسها سبَهللا وإنما لتبعث رسالة تُشعر بها الحاكم والمحكوم معا باستفحال الأزمة الأخلاقية.

في الختام لا يسعنا إلا أن نلازم التفاؤل بشأن ما يجري في تونس الآن آملين أن ينتقل المجتمع من نمط عيش عدائي وعنيف و وحشي إلى نمط سلس مع أنه صارم أخلاقيا ومنطقي مع أنه حالم وطموح.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بلاد ما وراء الشرعية والانقلاب
- تونس: في ضرورة الانقلاب الثالث
- تونس: الإسلام بين اليمين و اليسار والحوار بين النفاق والوفاق
- إدماج الإسلاميين لإنجاح المبادرة الوطنية التونسية !
- تونس على ذيل وزغة !
- تونس وكل العرب: اليوم سهرٌ وغدا أمرٌ
- نحن وأمريكا والربع ساعة الأخير
- تونس أكبر من الأحزاب وأغنى من النواب
- الإسلام السياسي فُضَّ فماذا بقي؟
- تونس ومصر: واقعٌ متأسلم ودامٍ، ونخب منتهية الصلوحية
- تونس: اقتراح بعث سلطة من الفكر الإسلامي لتعديل السياسة
- تونس: إنقاذ وطني بلا سلطة للتجديد الديني؟
- المجتمع والإخوان: طرقُ الباب بلا تطرّق إلى الأسباب؟
- مصر وتونس: انقلاب الضلالة أم انقلاب على العمالة؟
- تونس: على النهضة أن تغير اسمها أو أن تتحول إلى جمعية
- تونس: توحيد العقيدة التشريعية ضمانة الإنقاذ الوطني
- تونس: اعتصام الرحيل وعربة بلا سبيل؟
- لماذا هناك سلفيون وإخوان وما البديل؟
- الاغتيال السياسي في بلاد الإسلام والإسلام الموازي
- هل اغتيلت الديمقراطية باغتيال محمد براهمي؟


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد الحمّار - هل سيخرج التونسيون إلى الشارع؟