سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 02:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رفح المصرية، المدينة التاريخية ، تعود للظهور، لكن هذه المرة غير مجلله بالانتصارات أو منكسرة بالهزائم ، فالمدن المنتصرة ترفرف عليها الأعلام وترقص من الفرحة ، والمدن المهزومة يغلفها السواد وتبدأ فيها أعمال المقاومة التي تغذيها بالحياة .
ورفح بلدا ليست منتصرة أو مهزومة ، هي بلدا تغطيها الكآبة ويعمها السخط.
ومن الخامسة مساء تنسحب الحياة من الشوارع ، وفى السادسة لا تكاد تجد أحدا ، وفى السابعة يخيم الظلام والصمت المطبق عليها، كأنها مدينة مهجورة ....!!
في ميدان صلاح الدين تقف سيارات الأجرة من السادسة صباحا، ويتشاجر السائقين على ثلاث ركاب ..وفى الطريق من الميدان متجها لمجلس المدينة، تجد البيوت المدمرة. ومثلها على خط الحدود أيضا .
و في الكمائن على الطريق حتى العريش ، تنحرف السيارات وتدور، كأنها في سباق حواجز، لكن بتشجيع جمهور من الجنود حاملي والرشاشات .
في عام 1982 ، كان امتداد صلاح الدين مليء بالبضائع والحركة ،
انقسمت المدينة بسلك شائك لأول مرة في التاريخ ، وتراجعت الحركة في شارع صلاح الدين ، وغيره من الشوارع الجانبية ، لكن الفلسطينيون بحي كندا برفح المصرية حافظوا على النشاط التجاري بقدراتهم التجارية .
وعندما بدا ينشط الاهالى في التجارة، كان الفلسطينيون قد انتقلوا الى غزة بدير السلطان .
رفح الآن المفتوحة على مصر كلها ، مدينة بلا تجارة حقيقية .. مدينة أهملت ومن عام 1982 وضعت بركن منزوي على الحدود ، وبركن أكثر انزواء على الخريطة الاقتصادية ومعها سيناء كلها.
بينما شقيقتها التوأم رفح الفلسطينية .. المفتوحة فقط حتى حدود غزة الشمالية والمحاصرة من كل الجهات، والتي واجهت غارات وتدميرا من العدو الصهيوني، امتدت العمارة فيها، ونشطت حركة التجارة بها، بمستوى اكبر من مدينة العريش .. !!!!
و الظاهر أننا بارعون في الهدم أكثر من البناء !!
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟