وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صعدت قبل أشهر مع أحد سائقي سيارات الأجرة , فإذا به يتحدث بلهفة حول الضربة العسكرية التي كان من المقرر أن توجهها القوات الأمريكية للنظام السوري باعتبارها السبيل الأمثل للخلاص من هذا النظام وما يقوم به من جرائم ضد الجماهير السورية .
فقلت له : لا الإدارة الأمريكية , ولا أي من حلفائها سيقدم على هذه الفعلة لأسباب عديدة منها ما هو دولي , والأخر اقليمي , والثالث يتعلق بالشأن السوري . فعلى الصعيد الأول لم تعد الإدارة الأمريكية القطب الأوحد في العالم , فقبضتها بدأت تضعف لما تعانيه من أزمات اقتصادية خانقة من جهة و للرفض الداخلي لمثل هذه الأعمال العدوانية والتي كان أهم أسبابها ما حصل للشعوب التي حصل فيها التغيير بالقوة كأفغانستان و العراق وأخيراً ليبيا من فلتان أمني وفساد مالي غير مسبوقين .
وفيما يتعلق بالعامل الثاني , فله أسبابه المتعددة , أهمها أمن إسرائيل , فما يجري في سوريا يشير بوضوح إلى عدم وجود بديل قادر على طمأنة مخاوف هذه الدولة , والثاني يتعلق بحلفاء النظام السوري وأهمهما نظام الملالي في إيران وحليفه حزب الله اللبناني باعتبارهما غير مستعدان للتخلي عن حليفهما الأقوى في المنطقة لأنهما يشعران أن ذلك سيخل بموازين القوى في المنطقة , أما العراق , وإن بدت القوى السياسية المتنفذة في العملية السياسية متباينة في مواقفها , ولكنها جميعاً تخشى من عواقب سقوط النظام السوري على الأوضاع الأمنية في الداخل العراقي المتردية بالأساس .
وفي ما يتعلق بالشأن السوري الداخلي , أو بمعنى أصح في ما يتعلق في المعارضة السورية وما تعانيه من خلافات عميقة ليس فقط بين معارضة الداخل ونظيرتها في الخارج وما تعانيه من تخلخل في مواقفها نتيجة لتعدد تصوراتها و مصالحها الذاتية الضيقة , دون أن ننسى التناحر الذي بدأ يظهر على السطح بين الفصائل المسلحة . وبالتالي فلا بديل عن الحل السياسي لمنع ذهاب الأوضاع السورية إلى طريق اللا عودة وما سينجم عنه من ارتدادات خطيرة لا على المنطقة فقط , إنما ستصل تداعياتها إلى عموم دول العالم .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟