أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالله المدني - عبدالكلام في موسكو















المزيد.....

عبدالكلام في موسكو


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 06:39
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


على الرغم من أن الرئيس الهندي ابوبكر زين العابدين عبدالكلام صاحب منصب شرفي، فان زيارته إلى موسكو في الأسبوع الماضي اكتسبت أهمية خاصة لأسباب تتعلق من جهة بأجندة محادثاته مع الروس، و من جهة أخرى بطبيعة تخصصه العلمي المتفق مع طبيعة تلك الأجندة.

تفصيلا ، يمكن القول أن التعاون بين البلدين في المجالات الدفاعية والفضائية كان البند المهيمن ، إن لم يكن الوحيد ، على جدول الأعمال. وهذا موضوع يعتبر عبدالكلام خير من يستطيع الحديث فيه نيابة عن حكومته بسبب دوره المشهود في تطوير قدرات بلاده الصاروخية و النووية و الفضائية و الذي لقب بسببه بأبي القنبلة النووية و الصواريخ الباليستية الهندية، قبل أن يصبح مستشارا علميا لرئيس الحكومة فرئيسا للجمهورية. هذا ناهيك عن انه بسبب من مهامه هذه ، وروابط بلاده الاستراتيجية الطويلة في المجالين العسكري و العلمي مع الاتحاد السوفياتي زمن الحرب الباردة، ارتبط مع الروس بعلاقات عمل قديمة، وبالتالي فهو يعرفهم عن كثب و يجيد محاورتهم و الدخول معهم في مناظرات فنية من تلك التي لا يجيدها الساسة.

أهمية الزيارة تكمن في مجيئها في وقت تسعى فيه الهند إلى تحديث أسلحتها و تطويرها ضمن سياسة المحافظة على مكانتها كقوة آسيوية كبرى في ظل المنافسة الحامية من قبل الصين. وأفضل دليل على هذا المنحى الهندي هو ميزانية 2004- 2005 التي خصص منها نحو 17 بليون دولار – إضافة إلى سبعة بلايين أخرى مرحلة من ميزانية الفترة السابقة - للإنفاق على المجال الدفاعي شاملا تجديد الترسانة الحربية و التوسع في الإنتاج العسكري و تغذية الأبحاث العلمية ذات الصلة.


و الزيارة أيضا جاءت في وقت تلبدت فيه بعض الغيوم في سماء العلاقات الهندية-الأمريكية كنتيجة لقرار واشنطون مؤخرا تزويد باكستان بمقاتلات حديثة من نوع اف 16 المتطور و القادرة على حمل قنابل نووية (على الرغم من إبداء الإدارة الأمريكية استعدادها لتزويد الهند بالسلاح ذاته و تقدمها بعروض تشمل الإنتاج الحربي المشترك و التعاون النووي في الأغراض السلمية). إذ ردت نيودلهي على الخطوة الأمريكية بالإعلان عن صفقات عسكرية جديدة بمئات الملايين من الدولارات مع روسيا ، ليتجاوز حجم الإنفاق الهندي على التعاون العسكري مع الروس منذ عام 1960 الرقم 33 بليون دولار طبقا لصحيفة البرافدا. و في الوقت نفسه أفصحت الهند عن صفقات عسكرية مع ألمانيا و ايطاليا و إسرائيل ، إضافة إلى صفقة مع دولة قطر لشراء 12 طائرة من طائرات الأخيرة المستعملة من نوع ميراج 2000 .

وتواجه مخططات الهند لتحديث أسلحتها و تعزيز قوتها ثمة عقبات داخلية ، مما يجعل تنفيذها بطيئا و بالتالي يحبط معنويات مؤسسة الجيش القلقة من احتمالات تراجع إمكانياتها القتالية و الدفاعية لصالح قوى إقليمية منافسة. فهناك البيروقراطية التي تعيق سرعة اتخاذ القرارات. و هناك المماحكات العقيمة بين الساسة و التي غالبا ما تتخذ من مسألة احتمال وقوع فساد في صفقات الأسلحة الضخمة – كان آخره اتهام أطراف في الحكومة السابقة بقبض عمولات من وراء صفقة لشراء بنادق آلية من جنوب أفريقيا - مبررا للتريث و التدقيق الطويلين في صفقات السلاح الجديدة. وينطبق هذا على ساسة حكومة حزب المؤتمر الحالية الذين يبدون أكثر حذرا بسبب ما تعرض له حزبهم من اتهامات زمن زعيمه الراحل راجيف غاندي بجني عمولات كبيرة من وراء صفقة لشراء السلاح من السويد بقيمة 1.3 بليون دولار في عام 1986.

إضافة إلى ما سبق ، فان بطء العملية يعود في جزئية منه إلى الجدل الدائر في الأوساط السياسية و العسكرية حول الخيارات المعروضة و مصادرها. و بعبارة أخرى هناك فريق يفضل مواصلة الاعتماد بصورة رئيسية على السلاح الروسي رغم اختلاف ظروف الحاضر عن الماضي يوم كانت الهند تحصل على الأسلحة السوفياتية عبر مقايضتها بالبضائع الهندية الرخيصة أو عبر الدفع المؤجل ، ورغم أن السلاح الروسي لم يتطور كثيرا في تكنولوجياتها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. و حجة هذا الفريق الأولى هي انه يمكن من خلال الشراكة العسكرية مع الروس استثمار التقدم التكنولوجي الهندي في التصنيع العسكري الروسي ، خاصة و أن موسكو مهتمة بالأمر. أما حجته الثانية فهي أن التعاون الدفاعي مع موسكو غير مقيد بشروط من تلك التي تضعها واشنطون على زبائنها والخاصة بمجالات استخدام السلاح أو إعادة إنتاجه أو تصديره.

في مواجهة هذا الفريق هناك من يحبذ تنويع مصادر السلاح أو الاعتماد بصورة مكثفة على السلاح الأمريكي و الأوروبي للاستفادة من التقنيات الغربية الأكثر تطورا و إيفاء بالحاجات المستجدة. و يبدو أن هذا الفريق قد خسر الآن نقطة لصالح منافسيه بسبب صفقة السلاح الأخيرة بين واشنطون و إسلام آباد.

وهكذا فان زيارة عبدالكلام إلى موسكو يبدو أن هدفها هو الانتقال بالتعاون الدفاعي الهندي – الروسي من علاقة البائع بالمشترى إلى علاقة الشراكة استثمارا و إنتاجا و تسويقا ، و تسريع ما اتفق عليه في الأعوام 2001 و 2002 و 2004 من مشاريع عسكرية و نووية. أحدى هذه الاتفاقيات كانت حول بناء الروس لمحطة نووية في جنوب الهند بقوة 2000 ميغاوات ( يجري العمل فيها حاليا و ينتظر إتمامها في عام 2008) ، إضافة إلى الحصول على 140 طائرة من طراز سوخوي 30 جديدة و 300 دبابة متكورة من طراز تي 90 و ذلك في صفقة بلغت قيمتها ثمانية بلايين من الدولارات . و الاتفاقية الثانية كانت حول شراء الهند لحاملة الطائرات الروسية " أدميرال غورشكوف" من بعد إعادة تأهيلها بقيمة 2 بليون دولار شاملة عدد 12 مقاتلة من نوع ميغ 29 و ثمانية هليوكوبترات من نوع كا-31. و من المقرر أن تسلم هذه الحاملة التي دخلت الخدمة قبل 30 سنة في عام 2008 .

غير أن الزيارة كانت أيضا ذات علاقة بالتعاون مع الروس في المجال الفضائي و الذي يرتبط في الهند ارتباطا وثيقا ببرامج التصنيع العسكري و بسياسات الردع النووي ضد باكستان و الصين. حيث تستثمر الهند التكنولوجيات و المعارف ذاتها المستخدمة في برامج إطلاق الأقمار الصناعية في صناعة و إطلاق الصواريخ الباليستية و لاسيما من نوع أغني القادر على حمل رؤوس نووية و الذي يتوقع ظهور الجيل الثالث منه في نهاية العام الجاري و بمدى يصل إلى 3000 كيلومتر.

و يتضح هذا الهدف من الزيارة بصورة أفضل حينما نعلم أن الهند مهتمة بالحصول على عقود من موسكو لإطلاق الأقمار الصناعية الروسية، وذلك ضمن حملتها الرامية إلى المنافسة في هذا المجال و استهداف حصة 10 بالمئة من عائدات المشاريع الفضائية التجارية في العالم خلال السنوات الخمس القادمة ، خاصة بعدما برزت الصين على هذا الصعيد بحصولها على صفقة لإطلاق قمر صناعي لصالح البرازيل و صفقة أخرى لبناء و إطلاق قمر اتصالات لحساب نيجيريا. و الجدير بالذكر أن مؤسسة الأبحاث الفضائية الهندية استطاعت حتى الآن أن تفوز بعقود بملايين الدولارات لإطلاق أقمار صناعية لحساب الجماعة الأوروبية و ألمانيا و بلجيكا وايطاليا و كوريا الجنوبية و اندونيسيا. كما أنها كررت مؤخرا التزامها بإنزال محطة أبحاث فضائية على القمر في غضون عامين.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب التحرير
- سر اهتمام الصين بآسيا الوسطى
- نادي القهوة
- الأصل يشدد قبضته على الفرع
- نظام الكوتا النسائية آسيويا
- بلوشستان كبؤرة توتر جديدة
- لا تزال أفغانستان هدفا للتنافس الإقليمي
- من الخلاف حول العراق إلى الخلاف حول الصين
- عندما تغضب كبرى الديمقراطيات ممن يمسون الديمقراطية
- نجاح جديد للهند في سباقها على مصادر الطاقة
- الأخ الآسيوي الأكبر يضيع فرصة ذهبية لتأكيد نفوذه
- التسونامي يخلق فرصا للسلام في آسيا
- 2004 ، عام آسيوي متميز لولا -التسونامي-
- استراليا كنموذج للحيرة ما بين الشرق و الغرب
- آسيا تتجه نحو التوحد على خطى أوروبا
- آسيا تفتح باب الترشيحات لخلافة كوفي عنان
- نزع صور - الزعيم المبجل-
- فيما العرب مكانك سر الآسيويون يتجاوزن ثورة المعلوماتية إلى - ...
- عظيمة أنت يا بلاد غاندي - الهند إذ تمنح قيادتها لسيخي من الأ ...
- في الذكرى الأولى لاستشهاد الزعيم بعد تحرير العراق من جلاديه ...


المزيد.....




- فيضانات مدمرة تجتاح المنازل وتقتل العشرات في جنوب الصين
- -ظلال السافانا-..لقطات عجيبة للحياة البرية من قلب إفريقيا
- ??مباشر: غالانت في واشنطن ومخاوف متزايدة من صراع أوسع بين حز ...
- مصدر مصري: القاهرة تجدد شرطها بشأن إعادة تشغيل معبر رفح لدخو ...
- سودانيون يروون تفاصيل رحلة الهروب غير الشرعية إلى مصر
- مستشار ترامب السابق يدعو إلى تشديد العقوبات على روسيا دعما ل ...
- روسيا.. ابتكار -أنبوب هوائي- يحاكي ظروف الانفجارات والحرائق ...
- روسيا تختبر درونات -بيرون- المجهزة بصواريخ مضادة للدبابات (ف ...
- لأول مرة.. الحكومة ترد على أزمة قطع الأشجار وتوجه اتهاما
- ارتفاع قتلى هجمات القوقاز إلى 15 شرطيا و4 مدنيين بينهم كاهن ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالله المدني - عبدالكلام في موسكو