أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل















المزيد.....


الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الـدمـار الـشـامـل...
تناولت وسائل إعلام عالمية وعربية, أن خمسين الفا من المواطنين السوريين المسيحيي المذهب, من منطقة معلولا والقلمون, طالبوا بحماية الدولة الروسية( نعم اقول الروسية وليس السورية).. كما طالبوا بجنسيتها وجواز سفرها. نظرا للمشاكسات والاضطهاد وأوامر دفع الجزية ومحاولات منعهم من الذهاب إلى كنائسهم وممارسة طقوسهم الدينية, من قبل مختلف المنظمات الإسلامية المحاربة المسيطرة جزئيا على مناطقهم, وتطبيق تفسيراتهم الخاصة للشريعة الإسلامية عليهم...
*********
هذا الخبر أذهلني.. أدهشني.. صدمني.. جرح أحاسيسي وكرامتي وعزة مشاعري القومية, تجاه البلد الذي ولدت فيه.. ســوريا.. سوريا هذا البلد التاريخي الخالد. سوريا التي أسس المسيحيون فيها قاعدة تاريخها وثقافتها القومية ولغاتها.. وخاصة وطنيتها وآدابها وقوميتها... وها نحن نعود إلى أيام الرجل المريض, كما كانت تسمى الإمبراطورية العثمانية بنهاية القرن التاسع عشر, وتدخل الدول الكبرى آنذاك بسياساتها الداخلية والخارجية وعرقياتها المختلفة, ومحاولات التدخل عن طريق الادعاء بحماية الأقليات, التي كانت تعاني من اعتداءات العصابات التي تحرضها نفس هذه القوى الاستعمارية الخارجية المتدخلة, تبريرا لتدخلها.. وكانت الغاية إضعاف الدولة العثمانية وتفتيتها... والغاية اليوم من تحريك وتحريض وتسليح وتمويل هذه العصابات المسلحة المختلفة التي تفجر النكبات والموت والترهيب على الأرض السورية, هو تفتيت وتفجير الدولة السورية... فقط لا غير...
في مــصــر.. مصر التاريخية العظيمة... التفجيرات والقتلى تتزايد يوما عن يوم.. أكثر من أيام السادات وحسني مبارك.. ومخلفات السيد مــرســي.. انتقاما وترهيبا ضد المصريين الأقباط المسيحيين... تفجيرات مركزة مخططة.. مدروسة.. منظمة.. سياسية.. كأنما يـراد تفريغ الشرق نهائيا وكليا من مواطنيه الأصليين وزبدة منتجيه ومفكريه ومثقفيه. حتى تتم عمليات التفتيت وهدم الكيانات وخنق كل أمكانيات التفكير والبناء والتخطيط.. والعودة إلى أجندة كيسنحر بتصحير الشرق الأوسط, وتقديمه هدية ولقمة سائغة لدولة إسرائيل...وكل النتائج التخريبية الواضحة التي تفجرت مما سمي ألف مرة خطأ الربيع العربي, واستعمال التعصب الإسلامي وتحزباته وتفرعاته السرطانية, وتجنيداته الحربجية والطائفية, تثبت تأكيد هذه النظرية الهدامة. لأننا نرى تاريخيا وحضاريا وقوميا, أن المسيحيين في المشرق كانوا دائما نواة التطور الحضاري والفكري والقومي, ونواة كل الأحزاب السياسية التقدمية, ونواة المقاومة الحقيقية ضد الاستعمار العالمي عامة... والاستعمار الصهيوني وتفرعاته وعملائه ومشاريعه التوسعية.. بشكل خاص.. لهذا السبب.. تقرر ترويع المسيحيين من المنطقة بالدرجة الأولى والسعي لتهجيرهم.. منذ بدايات الأجندة الصهيونية العالمية ونتائجها بخلق دولة إسرائيل مكان فلسطين وشعبها... وكانت المنظمات الإخونجية وتفرعاتها الظاهرة والمخبوءة, بنتائج مؤامراتها ومخططاتها وتشريعاتها ومبادئها, رأس الحربة القاتلة.. لهذه المؤامرة العالمية ــ الصهيونية, لإقصاء المسيحيين وتهجيرهم.. واليوم ترويعهم وقتلهم بالمئات في ســوريــا والعراق ومصر.. دون أن ننسى فرعيا وسياسيا أحداث لبنان وتقسيم السودان, والمجازر الرهيبة التي حصلت بهذين البلدين, تحت رايات الطائفية... ولنسمي القطة.. قطة.. دون أن ندور برياء حول حقيقة الواقع والكلمة..........
من بدايات القرن الماضي كانت الطائفية والحقد والحذر من الآخر, تستعمل كسلاح دمار شامل من أصحاب المطامع الاستعمارية في المنطقة. ولعبت بعض التفسيرات الغيبية الدينية وكلماتها وجملها, كالبارود الضروري لتفجير المخبوء في أعماق بعض النفوس المريضة من تجار الدين والأحزاب الدينية, لإثارة الكراهية والحقد ضد الأخر, الآخر الذي لم يولد طائفيا مثلهم, حتى يحملونه مسببات الكوارث والفقر والاستعمار والنكبات الاجتماعية... والحقد الطائفي ضد الآخر.. كان دوما أخطر الأسلحة المدمرة, لبقاء دولنا وشعوبنا وأنظمتنا وتشريعاتنا, غير قابلة لاتباع عجلات الحضارات المتسارعة المتنافسة.. ورغم غنى خيراتنا وبترولنا, بقينا عبيد حمايات المظلات الأجنبية التي بدلا من حمايتنا, مارست تفعيل هذا الحقد وكراهية الآخر, حتى تستمر ممارسة جميع أشكال السيطرة علينا, وامتصاص خيراتنا... وغالب بعض محاولات الأنتليجنسيا المشرقية أو العربية النادرة.. والنادرة جدا.. مثل محاولة أكبر شهداء منتصف القرن الماضي أنطون سعادة الذي حاول لفت أنظارنا إلى أخطار التعصب الطائفي على قوميتنا وحضارتنا وثقافتنا وقوميتنا.. فاغتالته الصهيونية العالمية بواسطة بعض العملاء اللبنانيين والسوريين آنذاك.. حتى يسكتوه...
واليوم.. أكثر من أي يوم آخر.. كل هذه التهجمات من منظمات, تحمل ألف ألف مرة خــطــأ رايات إسلامية, وأســام إسـلامية, في ســوريا أو في مــصــر... هي نفس الأفعى الاستعمارية الغريبة, عن روح خلق أمتنا وشعوبنا وبلداننا, التي تعايشت بأمان وسلام وتآخ وقوة بين المسلمين والمسيحيين... وكل عملية حربجية أو سياسية أو مؤامراتية معتمة ضد هذه الوحدة القومية على الأرض بين المسيحيين والمسلمين هي خيانة.. خيانة ضد الوطن.. يجب أن نتعاون كلنا أينما كنا على أرض بلاد مولدنا.. أو في أي مكان من إقامتنا على محاربتها بكل ما نملك من إمكانيات. وهذا واجب إنساني... لأنه لا خلاص ولا أي مستقبل لهذه البلاد المنكوبة, سوى تخليصها نهائيا من هذه الجحافل التي تحارب على اراضينا باســم الدين.. وتشريع الدين... وكل ديانات العالم منهم بــراء...
العلمانية... العلمانية.. ثـم العلمانية الصحيحة الكاملة.. تبقى طريق الخلاص والأمان الوحيد لمستقبل بلادنا وشـــعــوبــنــا!!!.......
ملاحظة عــابــرة أخيرة
كالعادة سوف يتهمني بعض المتربصين من المتعصبين الطائفيين, بالدفاع عن جهة طائفية أو أخرى. وجوابي لهم كالعادة من أنني منذ بدأت أفكر.. بدايات شبابي, لا ألتزم على الإطلاق بأية طائفة أو عرق أو دين, ولا أقدس أية آلهة... سوى آلهة الحب بين البشر... وهذه فلسفة وطريقة تفكير وحياة.. وليست ديانة.............
بـــــالانـــــتـــــظـــــار........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي... وأصدق تحية طيبة.. مــهــذبــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب وحرمان.. واحتلال واضطهاد.. فيلم فلسطيني اسمه عمر
- مجند سوري.. ضحية بريئة...
- تسعة أيام عطلة
- معايدة و نداء
- جائزة نوبل للسلام.. والزيوان البعثي...
- تجارة الرقيق السوري.. الأبيض و الأسود.
- رسالة إلى السيدة الرائعة فلورنس غزلان
- أحجار دمشق...
- ماذا يجري على الأرض السورية؟.. وهامش حزين آخر
- رد على مسائيات فيسبوكي بعثي مخضرم
- حالتنا اليوم... نكبة!!!...
- توقف الضرب؟؟؟...لمتى؟؟؟...
- صديقتي.. وخلافاتنا المتوازية...
- خطاب أوباما.. وبعده خطاب هولاند في الأمم المتحدة
- تحية من الفكر والقلب إلى.. جوليا بطرس
- الدكتور هيثم مناع.. وجنيف 2.. والبابا فرانسوا
- الماريشال فرانسوا هولاند...
- الكاهن.. فيسبوك.. وأنا...
- جنيف 299
- هل تسمعنا المحاكم الدولية.. والمنظمات الحقوقية.. وهل تعدل؟؟؟ ...


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الطائفية... آخر وأخطر أسلحة الدمار الشامل