كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 12:06
المحور:
الادب والفن
طوقت رأسه بكفيها و صوّبت في عينيه عينيها. قررت أن تضرب حصارها عليه حتى لا يهرب بنظراته أو يكذب.
كم عانت من صمته كلّما جاءت تلك اللحظة التي تتوقع فيها أن يُسمعها أحلى ما يطربها... كم من الزمن مرّ عليها و هي تلهث خلفه لتنتزع منه ذلك الاعتراف الذي ليس أكثر منه استهلاكا لدى جمهور العاشقين و مع ذلك أصرّ على الصمت.
و ما زادها صمته إلا إصرارا على سماع ما تبغي و كانت عنيدة حدّ إنهاكه و كان مستبسلا رغم إعياءه.
سألته بصوت دامع:
"مازلت بانتظار الكلمة التي تنتظرها أي امرأة من الرجل التي تحبه؟"
وراوغها بلباقة:" و لكنك لست أيّ امرأة‼-;-"
لم يقنعها إطراءه و إن راق لها فزادت في إلحاحها:" لكنني الآن أريد أن أكون كأي امرأة ففي الحب تستوي، رغم كل الفروق، النساء‼-;-"
و واصل في مراوغاته: "ومن قال أنك مثل كل النساء؟ أنت في الحب غير كل النساء"
و رنّ جرس هاتفه لينقذه من حصارها ففكّ برفق طوق يديها و خرج للنافذة يستنشق نسمات الحرية...
و تأكدت أنه لم يحن بعد وقت اعترافه فإذا كانت هي عنيدة فصمته بات أعند.
ابتلعت مرارة خيبة اعتادت تذوقها معه منذ أن أحبّته فها هي ككل مرة تحاصره بكل ما تملك من أسلحة و ها هو كالعادة يراوغها بفنياته الساحرة فلا يعترف لها تماما بحبه و لا يفصح لها أبدا عن سره.
و جاءت التكنولوجيا السائبة التي تُشَرّع السطو على ممتلكات القلب دون عقاب... جاءت هذه التقنية الفاضحة لتهتك جمالية الأسرار: استغلت مرة غيابه وفتحت ذاكرة جوّاله... وقعت على رسالة أودعها حبيبته و هي على فراش العلاج الكيمياوي قبل أن ترحل، كان يعِدُها بأن لا يقول أبدا كلمة أحبك لامرأة بعدها...٪-;-
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟