أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أسماء حديد - محاورات مع المفكر المصري محمود السماسيري (أجرى الحوار: أسماء حديد/باحثة)















المزيد.....

محاورات مع المفكر المصري محمود السماسيري (أجرى الحوار: أسماء حديد/باحثة)


أسماء حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 11:09
المحور: مقابلات و حوارات
    


س: السلام عليكم أستاذنا الفاضل...
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...أهلا بحضرتك...
س: نتشرف بمحاورتكم سيدي، في محاورة جديدة من سلسلتنا (محاورات فكرية وأدبية شاملة) والتي افتتحناها بإذن الله مع مولانا العارف بالله "أحمد الجُرفي آل مبارك"، وأردنا أن تتواصل بفضل الله تعالى إلى ما لا نهاية من الحوارات التنويرية ...
ونحن في سياق الكلام عن الخطابات الفكرية (الإسلامية) العربية المعاصرة، نود أولا التعرف على المفكر (محمود السّماسيري)، فتفضلوا بإعطاء نبذة عن سيرتكم المعرفية حتى نقترب من عالمكم الخاص قليلا ونهيء الجو للحوار ؟
ج: ما يتعلق بالسيرة العلمية لن اسردها بالشكل التقليدي، لكن سيدتي أكاد أجزم أنّ الفكر الإسلامي وإصلاح الفكر الإسلامي وإصلاح واقع المسلمين، هو محور همي الفكري و العلمي منذ أن كنت في الجامعة وتخرجي منها عام 1991
أنا الآن أستاذ مساعد للإعلام في كليتي الإعلام بجامعة اليرموك بالأردن وسوهاج بمصر، من مواليد 3-5-1969، درست في جامعة سوهاج بمصر، بكاليروس 91، وماستر 99، دكتوراه عام 2006، منهم سنتان في ألمانيا في معهد علوم الاتصال الجماهيري، بجامعة مونستر...
ومنذ تعييني في الجامعة في نفس العام معيدا،كان همي هو وضع اليد علي طبيعة الفكر (العلماني)، الذي ينظّر للفكر الإعلامي، الذي يغزو عقول علماء وممارسي الإعلام في الوطن العربي و العالم الإسلامي المعاصر...
وأثناء تتبعي لجذور الفكر الإعلامي –العلمانية- و محاولتي هدم هذا الفكر من جذوره، اكتشفت أن الفكر (العلماني) يمثل التصور الكوني العلماني،) القائم علي عدم الإيمان بوجود اله مهمين وفاعل في هذا الكون وما ينبثق عن هذه المقدمة من عدم الإيمان بحياة أخرى أو بأنبياء ورسل...، وما يتشكل على ضوء هذه المقدمات، من حصر غايات الإنسان العلماني في حيز هذه الدنيا ومتعها الحسية، وما يعني ذلك من ضرورة أن يكون البناء الاجتماعي ليس إلا وسيلة لتحقيق هذه المتع الحسية...
إن هذا التصور الكوني -سيدتي- لا يحكم فقط الفكر الإعلامي العلماني، وإنما يحكم شتي مناحي الفكر الاجتماعي: السياسية- الاقتصادية- الاجتماعية - العسكرية ...إلي آخر إفرازات الفكر الاجتماعي، ...وهو ما يعني أن كل العلوم التي ينتجها العقل العلماني، لا يمكن أن تخرج عن كليات هذا التصور الكوني، الذي لا يجعل للآخرة أي وزن في أي طرح من طروحه، لأنه في الأساس ليس بمؤمن بها...
س: وهو إذن محور كتابكم القيم (نظرية الخطاب الإسلامي قراءة علمية تأسيسية) وهو الكتاب الذي طالعت إلى حد الآن...؟
ج: لم يتوقف همي في هذا المؤلف عند هدم بنية الفكر (العلماني)، متمثلا في التصور الكوني الذي يتبناه، وإنما طرح ملامح التصور الكوني الإسلامي، الذي ينبغي أن يهيمن علي شتي أنواع العلوم التي يفرزها العقل المسلم، لترسيم سبل بناء المجتمع الإسلامي...

س: وإذن في هذا الكتاب رؤية فكرية جديدة تستشرف مستقبل المجتمع والعقل المسلم...أرى أنكم متخصصون في بحث مجال كلي يتجاوز الخطاب الإعلامي إلى الفكر الإسلامي بوجه عام...؟
ج: نعم كانت هذه المرحلة الأولى في المشروع الفكري، وطبعا لا اقصد الحديث هنا عن موضوع كتاب بعينه، وإنما عن تطور الفكرة...فكرة هذا المشروع المعرفي... وأراعي التعريف هنا، -للتمهيد- بالفكرة المحورية التي تسعي إلي (إعادة بناء الخطاب الإسلامي)، وليس تجديده فقط..
س: جميل، وهذا حتى نراعي التمهيد بدقة قبل الدخول في صلب موضوعات كل مؤلف من مؤلفاتكم...فالمحور العام إذن الذي يقوم عليه مشروعكم الفكري هو(إعادة البناء)... وقلتم أن مرحلة نقد الخطاب الإعلامي كانت أولى المراحل على مستوى مشروعكم...هل تشرحونها بإيجاز حتى نكون مع القراء على تواصل واضح...؟
ج: عملي يتجاوز الخطاب الإعلامي إلى هدم الفكر الإعلامي، الذي يهيمن علي العقل الإعلامي العربي والمسلم، والذي يُدرّس في جامعاتنا ويسود بين علماء الإعلام فيها، فليس هناك شيء يسمي الخطاب الإعلامي، الإعلام فقط ناقل لخطاب سياسي اقتصادي ديني عسكري...بمعنى ناقل لخطاب فكري ثقافي معين...
س: إذن ليس الإعلام مقتصرا على الفضائيات فقط، هل تدققون في مفهوم الإعلام؟
ج: الإعلام عموما، هو علم يدرس بنية عملية الاتصال المؤثر، لكل أشكال التواصل البشري دون استثناء...
س: ذكرتم أيضا قبل قليل أن خطابكم (إصلاحي) ؟
ج: أقول هنا إصلاحيا، أي إصلاح لعلم الاتصال أو الإعلام...
س: وهل يمكن تصنيفه في إطار الفكر النقدي أو الإصلاحي...هل ترون توافقا بين المصطلحين؟
ج: هنا هو نقد للعقل الاتصالي العربي، ويمكن أن نقول انه إصلاحي، لكن ليس كل نقد قادر علي الإصلاح، حتى لو حسنت نوايا صاحبه...
س: وهو نقد يستهدف الهدم وإعادة البناء من جديد، و هذا يدخله في إطار الفكر(التأسيسي)؟
ج: ربما في الجانب الإعلامي ...من هنا جاءت المرحلة الثانية في المشروع ، ألا وهي حاجتنا إلي بناء فكر إسلامي كلي سليم، حتى يمكن أن نضمن سلامة الفكر الإعلامي أو السياسي أو الاقتصادي إلى آخر الأبنية الفكرية المجتمعية...
س: وهذا يجعلنا نتساءل عن مؤلفاتكم والتي هي عناوين ومفاتيح مشروعكم الفكري؟
ج: فما ذكرته سابقا من نقد للخطاب الإعلامي العربي وما يحمل من فكر كوني علماني الجذور، مجسد في كتابي الأول:
فلسفات الإعلام المعاصرة:
قراءة نقدية في ضوء المنظور الإسلامي
و هذا المؤلف لا يقف عند هدم بنية الفكر العلماني، متمثلا في التصور الكوني الذي يتبناه، وإنما طرح ملامح التصور الكوني الإسلامي، الذي ينبغي أن يهيمن علي شتي أنواع العلوم التي يفرزها العقل المسلم، لترسيم سبل بناء المجتمع الإسلامي.
والمؤلف الثاني، والذي يمثل المرحلة الثانية من المشروع، استغرق أكثر من 7 سنوات، ناهيك عن اعتماده على المرحلة الأولى، التي خرجت في الكتاب الأول واستغرقت حوالي 6 سنوات، هذا المؤلف نشر في 2012 في سلسلة اعتزم إن شاء الله إكمالها، عنوانها:نحو إعادة بناء الفكر الإسلامي .. والاسم الفرعي للكتاب كان:
نظرية الخطاب( الفكر) الإسلامي:
قراءة علمية تأسيسة
وهو مجلد يتكون من 770 صفحة
أما الكتاب الثالث، وهو إن شاء الله يجمل المشروع الذي يطرح حلولا تأسيس، فهو إن شاء الله سوف يكون الكتاب الثاني في سلسلة: نحو إعادة بناء الفكر الإسلامي (2) بعنوان
نظرية التفسير التكاملي للقرآن الكريم
مقاربة أولية
وهو يطرح رؤية لإعادة تفسير القرآن الكريم، على منهج تكاملي قادر على تفعليه، لقيادة الأمة المسلمة إلى المكانة التي تليق بها بين أمم الدنيا، كخير أُمة أُخرجت للناس، وبالطبع فان هذا التفسير يتطلب جهدا مؤسّسيا ضخما ومستمرا، وهو ما نهدف له إن شاء الله تعالي من بناء المجمع الدولي لإعادة بناء الفكر الإسلامي، حيث يمثل إعادة تفسير القرآن الهم الأول لهذا المجمع...
هذه هي المؤلفات الرئيسة التي تتعلق بمشروع إعادة بناء الفكر الإسلامي...
س: إذن مشروعكم يتمركز في نقطة هي (إعادة بناء الفكر الإسلامي)، وهو المشروع الذي جسدته مؤلفاتكم في مراحلها الثلاثة من جهة، و في بناء المجمع الدولي لإعادة بناء الفكر الإسلامي كثمرة لهذه الأبحاث... و ذكرتم أن تجديد فهم القرآن أهمّ غاياته المعرفية، هل تحدثوننا عن خطورة هذه القضية راهنا أعني الفهم الجديد للقرآن...وتأسيس فكر كوني على أسس ربانية(الوحي)؟
ج: بل هو المنطلق الرئيس...
س: إذن منه تتفرع نتاجات معرفية شتى مثلا... أود أن تبينوا المسألة لنسلط الضوء على تطلعات المشروع المستقبلية...
ج: سيدتي، القرآن هو المحور الذي ينطلق منه الإسلام، هو والسنة الشارحة له. ليس هناك إسلام صحيح دون فهم صحيح لهما، وليس هناك إسلام متكامل دون فهم متكامل لهما، السؤال هنا ما هو واقع الخطاب التفسيري؟
الخطاب التفسيري يفتقد للفهم الصحيح من ناحية، والفهم المتكامل من ناحية ثانية، ولو كان يمتلك هذين الشرطين لما كان واقع الأمة كما هو عليه الآن، ولما كان القرآن اعجز من أن يبني امة كتلك التي بنتها كتابات بشرية لفلاسفة الليبرالية أو الاشتراكية...
وهنا علينا أن نبحث عن علل الخلل في هذا الخطاب التفسيري، الذي جعل الوحي الإلهي يبدوا أقلّ شأنا مما حققه العقل البشري، أو بمعنى أدق: مما أنجزه العقل البشري (الوضعي)...
س: يستوقفني هنا مصطلح مركزي في خطابكم المعرفي: الفهم "المتكامل"، هل تشرحونه للقراء؟
ج: لو لديك جهاز مكونات سليمة لجهاز كومبيوتر، لكنها مفككة وليس بوسعك تركيبها بشكل سليم، هل بإمكانك أن تنجزي به شيئا ؟ إذن، لابد أن تتكامل أجزاء بنية الجهاز، وان يوضع كل جزء في مكانه الصحيح، حتى يقوم بالمهام المنوطة به.
القرآن هو بنية تتكون من 6236 آية، كل آية جاءت لتقوم بمهمة لا يمكن أن تقوم بها آية غيرها، وهو ما يعني أنها تحتل موضعا لا يمكن أن تحتله غيرها، وهو ما يعني أن إخلال في فهم موضع هذه الآية يمكن أن يخل بفهمي لبنية القرآن كاملة، لاسيما لو كان موضع هذه الآية محوريا، وهذا هو محور الخلل الذي أصاب تعامل العقل المسلم مع القرآن...
س: وهل يمكن أن نستخدم مصطلحا آخر: الفهم السياقي؟
ج: لا ...اكبر من سياقي. "السياقي" يعني: أن نتوقف عند فهم نص جزئي، كان نقول أن هذا الجزء هو مكمل أو يقع في المكان الفلاني، وتكتفي. أما الفهم التكاملي، فيحتاج إلي وضع كل آية موضعها، وتفعيلها في ضوء المجموع،كل المجموع ... هنا ينجز مهمة واحدة في لحظة ما،كما ينجز جهاز الحاسوب مجتمعا مهمة ما في لحظة واحدة، بل لا يمكن أن ينجز أي جزء من الحاسوب مهمة إلا إذا كان الكل يتفاعل معه...
وما قولكم في مصطلح البنيوي؟
س: إذن أستاذ فيمكن ألقول أنه فهم(كلي)، أو (كلياني)؟
ج: نعم. لكن الفهم الكلي قد يكون فوق قدرة العقل البشري لذا نكتفي بمصطلح "التكاملي"
و منذ متى وأنتم مهتمون بالبحث في إطار هذا المشروع؟
ج: منذ المرحلة الجامعية، يعني منذ فترة مبكرة، منذ هذه الفترة وأنا اأرى صناعة الفكر لا بد أن تكون مؤسسية
س: أود التعبير سيدي عن إعجابي الكبير بهذا المشروع...
ج: سلمتي سيدتي...لكن هل الإعجاب يكفي...
س: لا. ينبغي الإسهام بما في طاقتنا، لأجل غاياته الكونية.................
ج: ان شاء الله تكوني نواة لنشر هذا الفكر في الجزائر الحبيبة ، بل وفي بلاد المغرب كلها...
س: اللهم اجعلنا أهلا للعلم ونشر العلم، وثبت أقدامنا على طريق المعرفة....
ونواصل في الجزء الموالي إن شاء الله...



#أسماء_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أسماء حديد - محاورات مع المفكر المصري محمود السماسيري (أجرى الحوار: أسماء حديد/باحثة)