أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال الربضي - قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟














المزيد.....

قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 19:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟

لا أستطيع أن أصف شعوري إلا بالدهشة الشديدة الممزوجة بالغضب إزاء القانون الجديد الذي أقره مجلس الوزراء المصري و الذي أرسله للتصديق من مؤسسة الرئاسة بختم و مهر الرئيس المؤقت عدلي منصور. في الحقيقة لا أفهم هذا الإصرار على مضغ الحلول الكارثية و بلعها ثم تقيؤها في وجوه الشعب المصري من قبل السياسين الذين من المفروض أنهم اتعظوا من تجارب غيرهم الخائبة السابقة.

يا سادة يا كرام، ألم يطح بمبارك استحماره للمصرين و رغبته في وضع بردعة التوريث على ظهورهم ثم استقدام جمال ليقفز راكبا ً الدولة المصرية إلا ما لا نهاية في جمهورية ملكية هجينة لا تعرفها ديموقراطيات العالم و لا حتى جمهوريات الموز.

يا سادة يا كرام ألم يطح بمرسي الإعلان الدستوري سئ الذكر الذي كان النسخة الإخوانية من حق الوصاية الإلهي الممهور بإيمانه و إيمان جماعته أنه ربكم الأعلى الذي لا يُسأل و أنتم تُسألون؟

هل أنتم من الحماقة بمكان لكي تكرروا حماقات تجربتين مرتا على مصر في ثلاث سنين عجاف أحرقت الاقتصاد و الإنسان؟ أم أن سياسة "أنا مختلف" جعلت الغرور يطمس على أعينكم و عقولكم و قلوبكم لتعتقدوا أن الشعب المصري أحبكم من أجل سواد عيونكم و تقاطيعكم المسمسمة و ذقونكم الحليقة و بدلاتكم الأنيقة و لذلك سيقبل منكم ما رفضه من مبارك و مرسي؟

لا يا سادة!

الشعب أتى بكم لأنه رأى أنكم سائرون على درب ثورتيه 25 يناير و 30 يونيو و أمَّنكم على حريته و كرامته و مصريته الكاملة غير المنقوصة، و على مستقبله و مستقبل أجياله، و على بناء اقتصاده و معالجات مشكلاته في البطالة و الفقر و التعليم و الاقتصاد.

الشعب أتى بكم لأنه يريد أن يُكمل ثورته التي تجعل الإنسان المصري المقدس الأول و القومية المصرية الجامع الأعظم و المانع الأمنع، لأنه يثق أنكم ستمضون نحو القصاص ممن خانوا الشعب و ممن امتهنوا سفك دماء الشهداء و تجارة بيع مؤسسات الوطن و اختطاف دين الشعب و هوية الأمة و مصرية المصري.

أفهم أنكم تريدون تقنين مظاهر الإرهاب و العنف و التظاهر لأجل التظاهر و حتى تسدوا المنافذ على الذين يستغلون التظاهر لإرهاب الدولة و المواطن، لكنني لا أفهم كيف استطعتم أن تكرروا خطأ مبارك و مرسي بوضع حق المواطن في آخر سلم الأولويات ووضع الحلول المؤقتة و البديلة في أول السلم.

أليس السلم أوله المواطن و يليه كل شئ آخر؟ أم أن لديكم رأيا ً آخر؟

يبدو أنكم لا تدركون من هو المواطن المصري و ما هي حقوقه، فإن كان هذا الحال فهي ثورة ٌ ثالثة ٌ آتية، لكنها هذه المرة ثورة انتحارية مُدمرة لمصر و للمصرين و لما تبقى من ثقة المصري في أي شئ اسمه قانون و دولة و ثورة.

أو أنكم تدركون لكنكم تعتقدون أن هذا الإجراء و إن كان فيه تحقير للمصري و انتقاص من حقوقه لكنه ضروري لحمايته، و هذه طامة كبرى و خطيئة عظمى وويل و ثبور و عظيمة من عظائم الأمور! هذا معناه أنكم مفلسون من الحلول، غير قادرين على إدارة دولة بما يحفظ حقوق الناس، لا تملكون طريقة لحماية الناس سوى في احتقارها و تعجيزها و إضعافها، و يا لها من حماية!

يا سادة يا كرام عليكم أن تقهموا أن المصري مقدس و لم يعد يقبل ما كان يقبله في السابق، و عليكم أن تفهموا أن الظلم بالنسبة للمصري هو ظلم بغض النظر عن اسم الجهة الظالمة أو عنوانها:حزب حاكم، جماعة الإخوان، إرهابيو السلفين، المجلس العسكري، مجلس الوزراء أو أي إسم آخر، كل هذه الأسماء سواسية لها نفس القامة و التأثير و عليها نفس المسؤولية.

عليكم أن تضعوا المصري فوق كل شئ و أن تسخروا كل شئ لخدمته و خدمته فقط، ثم بعد أن تربعوه فرعونا ً على رؤوسكم و قلوبكم و داخل أمخاخكم تبدأون في إيجاد الحلول للمشاكل، لأن المصري هو السيد و أنتم في الدولة و الرئاسة خدام مصر و خدام السيد المصري، من هنا تبدأون و إلى هنا تنتهون، و لا شئ فوق ذلك أو بعده.

إن محاولات الرئاسة المصرية طرح القانون لنقاش مجتمعي هو استفتاء تخجيلي خجول من نوعية "أيه رأيكم يا جماعة؟" لكن السؤال في حد ذاته مُهين لأن الأصل ألا يتم التفكير مجرد التفكير في هكذا قانون بعد كل ما مرت به مصر في ثورتين برئيسين مخلوعين بمثات الشهداء بأنهار الدم بورد تقتح في جناين مصر، بكل الألم و الأسى و اللوعة، و بعد كل هذا ترتكبون الإثم الأعظم و هو الكفر بالمصري و تأتونه بقانون ٍ يسلب منه أهم مكتسبات ثورته و هي قدرته و حقه في رفض الظالم و بكل نطاعة و بجاحة تقولون له "إيه رأيك"

"المواطن مصري" يا سادة، ألا زلتم تذكرون هذا الفلم أم نسيتم؟ و هوَ هو هو "عبد الموجود"، و أنتم أتيتم بثورته ميتة في صندوق و تسألونه بكل وقاحة "أبنك ده يا عبد الموجود؟"

"إبنك ده و لا مش ابنك"؟

و تريدون منه أن يقول "نعم".

عبد الموجود، لن يقول نعم، و ستكون لاؤه فعلا ً مُزلزلا ً.

هل تريدون هذا؟ أعلم أنكم لا تريدونه، فعودا عن غيكم، و بلاش غباء، البلد مش مستحمله!

حركة تمرد أسقطت مرسي و هي قادرة على إسقاطكم إن حكمت. نتمنى أن لا تحكم!

يا الله ما هذا البلاء الأعظم، هل يفقد السياسي عقله بمجرد أن يضع مؤخرته على الكرسي ليحكم؟

ما يحكمشي!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيكلوب
- من يستطيع النهوض بالمجتمعات العربية؟ - السؤال الخاطئ
- السنة و الشيعة – هل هؤلاء مجموعات جديدة؟
- قراءة في أدب حنة مينة – البحر وجودا ً و الفردية في رحلة الكش ...
- السينما بين السبكي و الأخوين واتشسكي – طرفا البعد الإنساني
- -قد سمعتم أنه قيل أما أنا فأقول لكم- – الرسالة الجديدة للعهد ...
- الشرق العربي حين ينبش ليقتلع الأساس - هجرة المسيحين العرب
- الوطن العربي – الكوكب الآخر – مأساة مدينة الأشباح.
- نجيب محفوظ – ما بين الفينامولوجيا و الأنثروبولوجيا الدينية و ...
- حميمية العلاقة بين الله و الإنسان – النبي إرميا نموذجا ً
- -أعطني لأشرب- – لماذا نحب المسيح، من وحي اللقاء مع السامرية.
- ثرثرة في الثورة المصرية
- ظاهرة التحرش بالفتيات – بين نظرة المجتمع، التشخيص و الحلول.
- التأريخ الأنثروبولوجي الديني في روايات نجيب محفوظ – الثلاثية ...
- التأريخ الأنثروبولوجي الديني في روايات نجيب محفوظ – الثلاثية ...
- عقل العربي – جولة في مساحة الاطمئنان كردة فعل على العجز
- نظرة للإعلانات التسويقية المتلفزة و علاقتها بالنمط الاستهلاك ...
- السلطان شرف الدين – احتكار الله و استعباد البشر – بين الانفص ...
- مسيرة المسجد الحسيني– خليط التعاطف المذهبي و تجاوز الدولة كم ...
- المرأة كملكية ذكورية – ما بين جرائم الشرف و إعفاء المُغتصب ش ...


المزيد.....




- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نضال الربضي - قانون التظاهر المصري الجديد – ألا تتعلمون أبدا ً؟