صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 03:25
المحور:
الادب والفن
تنسَى ما لم ترَ
ربما لأنى رأيتُ قلبك مفتوحا
وربما حجبت عنك النظر
فلم تفتحي في عينيّ رؤياك
ولم تعثري على كل ربطات عنقي المتورّدة في انتظارك
لكأنك نجمة
و تنسَى
كغسيل ماء العين بماء القوارص
أعانق رغوة البقاء ليبقى الهواء في دمى منعشا
و أنت تنسى ما أعددته لي
وتنسى أن لا نعش لي
كأنك نجمة لم تحلم أنها ألقت كلها حَملها على حبالي
ونست أنها تنسى
وأنها ليست لي كالمجرد للمجرد
و أني ما تجردت لأصبح نجما محنطا
ولا منحوتة كريستيون ديور رياضية
ولا كمانا معدا لسهرة رسمية
في التجريد المطلق رأيتُ :
رأيت لا شيئ في يد النجمة ولا نجمة كالشيئ
لا شباك معلق على جدار القمر
ولا اللغة رأت ولا سمعت ولا قرأت
مهندس الصوت يفعل كلّ ما ينبغي للإخلال بما أثقلته الصور
وما يُنسب للقدر
ومُعالجُ الظلال من أمراض الأرض يفعل كل ما ينبغي لتخليص النجوم من كُحلها المحتوم
ورغم كل شيئ،
هنالك حلم محدق يقتل كل شيئ كالمؤلِّف
لا نجمة في يد المؤلف
ولا يد خفية بين النجوم
ولا يد في يد النجمة
لكأنك نجمة
والمؤلف يدخل بيت الاستحمام يشمّس جسمه
ويهامسه:
ربما هنا النجمة
ربما سوف نرقص ثلاثتنا والنجم المثلث
لا نجم في بيت الاستحمام ولا نجم مخمّس
لا نجم في بيت الشمس ولا نجم
الشمس التي في الجسم كالنمل في القطبين
غير أني،
كلما صحوت صحوت وفيا:
حدس الثقة نجم
والوفاء المجرد للوفاء المجرد نجم
وحب الحلم الى آخره نجم
ومع أنك تنسى،
لا أدعوا لك بغير الحب
هكذا انا عبثا
بحب أو من غير حب
هكذا أنا عبثا
رخام طري
سوف يبقى ما بين ثيابك والرمل
ولسوف يبقى
هكذا عبثا
كرائحة الليمون في الصابون الذي تحت ثيابك
هنا في مرقدي المؤقت الأثيري
في علبة الصابون التي اشتريتها لك من شجر غرناطة
هكذا أنا عبثا
في علبة الصابون التي أصبحت بيتي
لا أفلت من يد المجرد
ولا نجم في يدي
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟