أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد حبيب المالكي - الحداثة والكلاسيكية في أستخدام المنهج التأريخي لدى الباحثين العرب














المزيد.....

الحداثة والكلاسيكية في أستخدام المنهج التأريخي لدى الباحثين العرب


حميد حبيب المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4249 - 2013 / 10 / 18 - 20:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يعد المنهج التاريخي أحد أهم المناهج المستخدمة لدراسة العلوم الأنسانية لما لدراسة حقولها المعرفية من نطاق دراسة وبحث يقع في الماضي فمادتها الخام مجال البحث تعتمد بصورة أساسية على التاريخ البعيد أو القريب وأجراء المقارنات والوصف والتحليل والوقوف على حوادث وشواهد حصلت في الماضي.والمنهج التاريخي نفسه مثار خلاف بين المختصين بالمناهج العلمية من ناحية كونه منهجا مستقلا بحد ذاته أم لا وهل له طرقه والياته واساليبه الخاصة بما يجعله يستحق أن يصنف على أنه منهج مستقل أم أنه عملية توفيق بين عدة مناهج بأطار ومجال عمل واحد خصوصا أنه يتداخل ويستخدم المقارنات والوصف والتحليل كأساس للمنهج التاريخي.غير أنه لا يفوتنا التأكيد على أنه لا غنى تقريبا لأي باحث في المجالات الأنسانية والأجتماعية عن هذا المنهج قليلا أو كثيرا وأشتهر بأستخدامه ابن خلدون وفرانسيس بيكون وكارل ماركس وماكس فيبر وهانز ومورغانثو وغيرهم الكثير من الباحثين.
لكن ذلك لم يمنع كون هذا المنهج ذو فائدة عظيمة للبحث العلمي خصوصا وأنه برزت تيارات فلسفية في البحث العلمي حديثا في العالم الغربي تمكنت من تفجير طاقات هذا المنهج والأستفادة القصوى منه لكن بنفس الوقت بقي الباحثون العرب يعانون الضعف في هذا المجال:الضعف الأول في أستخدام المناهج البحثية بصورة عامة وبالتالي ضعف القيمة العلمية للأبحاث العربية ومن تجاوز هذا الضعف هم فقط بعض الباحثين العرب ممن درسوا بالجامعات الغربية وبالتالي أخذوا عنها طرقها البحثية كطه حسين وعبدالعزيز الدوري ومحمد أركون وهشام جعيط وعبدالله العروي ومحمد عابد الجابري,والضعف الثاني كان في الأستخدام الكلاسيكي للمناهج ولم يستغلوا التحديث الذي خضعت له المناهج ومن بينها المنهج التأريخي الذي بقي الباحثون العرب يستخدمونه بطريقة كلاسيكية عقيمة لا تعود بالفائدة و تكاد العملية تقتصر على أعادة التجميع والنقل من مكان لمكان.
ولو جئنا لأستخدام المنهجية التاريخية الحديثة في الدراسات والأبحاث فلعل أبرز من أستخدمه بين الباحثين العرب المعاصرين هو الاستاذ الدكتور عبدالعزيز الدوري استاذ التاريخ العربي ,أن استخدام الدوري للمادة التاريخية كان من الاصالة والمعاصرة بمكان مستفيدا من دراسته في الجامعات البريطانية وأخذه عنها الطريقة الحديثة في أستخدام المنهج التأريخي في الدراسات والأبحاث فهو لم يرض بقراءة التاريخ العربي الاسلامي على ما كان يقرأ عليه بل حكّم العقل والمنطق وسبر اغوار المعرفة للوصول الى الحقائق فالامور بالمحصلة هي الخروج بالنتائج المفيدة والمجيء بالجديد من دراسة التاريخ وليس مجرد النقل وأعادة الجمع.لم يعتمد الدوري طريقة مدرسة واحدة في دراسته للتاريخ كالمدرسة الوضعية او السببية او الجغرافية او الدينية او الوصفية بل اعتمدها كلها تقريبا لدراسته كونه ملم بها وركز على استخدام التاريخ كوسيلة لفهم الماضي ولم ينظر للتاريخ بمعزل عن المتغيرات والمؤثرات الموضوعية لذلك تناول أثر العامل الاقتصادي والاجتماعي في مجريات التاريخ العربي الاسلامي.ونظر للتاريخ كثقافة وبحركية واتصال بالمحيط وكعلم حيوي وليس علم جامد وفأستخدم مقاربة فلسفة التاريخ لدى الاوروبيين وأدخلها كمفهوم في دراساته وأستخدمها بنجاح في دراساته.أن الالمام الكافي بالمناهج عامة وبالمنهج التأريخي خاصة وبالتحديثات والتيارات المعاصرة في هذا المنهج والمعلومات الزاخرة والموسوعية والفكر المستنير لدى الدوري مكنته أن يكون الباحث التأريخي الأبرز في التاريخ المعاصر لدى العرب وأكثرهم تأليفا وصاحب أثر بارز وبصمة واضحة وليس ذلك في دراسته ومنهجيته العلمية في دراسة التاريخ فقط بل ايضا من خلال نقده للتاريخ العربي الاسلامي وما يستحق النقد فيه فهو لم ينظر اليه كتراث كامل مكمل غير قابل للنقد لا ياتي الباطل من بين يديه او من خلفه بل أعمل العقل ونقد الكثير من المواضيع والجزئيات في ذلك التأريخ.وكان رائدا بمعالجة موضوعة التاريخ من خلال التركيز على فئة الشعب والمحكومين بعكس ما كان سائدا في التركيز على الحكام دون المحكومين وكان واقعيا وهو ما أفادته به دراسته في موطن المناهج العلمية الحديثة والواقعية في تناول وبحث ودراسة المواضيع وهو ما لم يتأتى لمعظم الباحثين والدارسين للتاريخ العربي الذين يبتعدون كثيرا عن الواقعية في دراستهم له فحينما تقرأ كتاباتهم وأبحاثهم التأريخية تحس بتهافتها فهي لا تخرج عن أطار الكتابات التأريخية الأسطورية البعيدة عن الواقع,لقد وضع العرب الكثير من الخطوط الحمر لكثير من الأحداث والمواضيع التأريخية وغلف كثير منها بغلاف ديني جعلها غير قابلة للمسّ وهذا ترك أثره على الأبحاث التأريخية لدى العرب وجعل قيمتها العلمية قليلة.
لكي ينتج العرب نتاجا علميا ذو قيمة خصوصا وهم مغمورون لليوم في غمرة تأريخهم وحوادثه التي ما أنفكوا مرتبطين بها لليوم فأثرها واضح في دينهم ومذاهبهم وأنقسامهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وطريقة تفكيرهم وغيرها الكثير,فلو أرادوا الأستفادة الصحيحة فعليهم أن يعودوا لهذا التأريخ بالبحث العلمي الصحيح المبني على النظريات العلمية الرصينة والمناهج الحديثة كي يغربلوا هذا التأريخ والخروج منه بالفائدة ونبذ كل ما هو عديم الفائدة كما وعليهم أن يقللوا من الخطوط الحمر أن لم نقل يمسحوها كلها,أن التقدم لدى الغرب أرتبط بثورة في المناهج والنظريات العلمية أثرت كثيرا في أبحاثهم ودراساتهم في شتى العلوم والمعارف وبضمنها دراستهم للتأريخ حتى أننا نجد أن دراسة تأريخية يقوم بها باحث غربي غالبا تكون أكثر فائدة وقيمة علمية من دراسة يجريها باحث عربي لتأريخه,فالطريقة الكلاسيكية عديمة الجدوى ويجب التخلي عنها وأعتماد الطرق والمناهج والنظريات الحديثة ومثالنا كان عن طريقة الدوري والكم الكبير من الفائدة المتحصل نتيجة لمنهجيته الحديثة.



#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلازم ما بين الحضارة والمدينة
- شيعة العراق بين مطرقة العرب وسندان أيران
- أحكام الأعدام في العراق والأمم المتحدة
- البراغماتية الكردية
- الطرز المعمارية..عوامل مؤثرة وأستجابات
- العراق ودول الجوار
- الرياضة العراقية تضيع بين الفساد والسياسة
- الطموح والخيال في فكر القاعدة
- حول مارتن لوثر وحركته وأثرها السياسي
- النظام الرئاسي بوابة لحل معضلة العراق
- جامعة الدول العربية بين الفشل والتقويم
- الثورة الفرنسية..بحث في الأسباب والنتائج
- الثورة الانجليزية..الأسباب والنتائج
- الحركة الصهيونية بين الأشتراكية والرأسمالية
- حول الفكر السياسي الشيعي
- الحرية في العالم العربي بين الأسلامية والليبرالية
- من يحاسب الرقيب؟
- مظاهرات المنطقة الغربية في العراق
- غياب الهوية الوطنية العراقية
- العراق جبهة المواجهة في الصراع الأقليمي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد حبيب المالكي - الحداثة والكلاسيكية في أستخدام المنهج التأريخي لدى الباحثين العرب