ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 4249 - 2013 / 10 / 18 - 18:35
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الذاهبون الى جنيف 2 :
من حسن الفطن وزن الامور في سياقها والظروف التي تؤثر بها في وقتها . كثر الجدل حول الذاهبون والمعارضون لجنيف 2 ...رغم أن الجهات التي تؤيد الذهاب الى أقاصى الدنيا فقط بحجة وقف العنف في الثورة ووقف شلال الدماء ...كلام جميل يفتقد الى الواقعية السياسية جل تسويقات هذه الجهات هو اللغة البكائية والناقدة للعنف الصادر من كيانات الثورة ، باعتبار أن عنف النظام مدان تلقائياً فلا داعي للتطرق له .
سنحترم وجهة النظر تلك ..لكن يبرز أمامنا تساؤل مهم ماذا جمعتم في جعبتكم من أدوات للجلوس الى طاولة المفاوضات ( ولم ندري الى الان هل هي مفاوضات ام جلسات حوار ) قد يخرج علينا جهبذ مطلّع ، أن هيئة التنسيق طرحت خارطة طريق تتمحور حول نبذ العنف ووقف القتال فورا وتشكيل حكومة مؤقتة ....الخ ..في السياسة قد يقبل ذلك نظرياً ، لكن أدوات التطبيق في المفوضات ليس اللسان بل قوة يحتاجها المفاوض منها قوة الثورة الحقيقية الجيش الحر ( كواقع لايمكن انكاره ولا يمكن تجاوزه او الالتفات عنه ) وما هي صيغة الالزام قد يتغول العالم لقطع سبل الوجود والبقاء لهذا الجسم العسكري دون القدرة أو الرغبة على فعل ذات الشيء لألة القتل الممنهج لعصابات الاسد ..
كان الائتلاف يتفاخر بأنه يمتلك الشرعية في تمثيل الشعب السوري ( وهذا فيه كلام كثير ) كما يدعي النظام السوري ذلك ( وقد اسقطت شرعيته شعبياً ودولياً ..) كما تدعي جهات أخرى مشروعية التمثيل ...إذا ضاع الشعب السوري أشلاءً بين الجميع ...سيقول قائل الائتلاف ان لم يكن هو الممثل الشرعي والوحيد ..يصلح أن نطلق عليه أنه هو الاقرب لهذا التمثيل ..أو أن الجيش الحر هو الآكثر شرعية بحكم وجوده الفاعل على الارض وباعتباره الاكثر فاعلية أجبرت النظام والعالم لاستشعار خطر وجود وبقاء الاسديين وما لف لفهم ..
من نافل القول أن مسألة المشروعية والتمثيل هي أهم نقطة قد تضعف أو تقوّي الطرف الممثل للثورة ...
الاشكال الآخر ليدّعي كل طرف ما يشاء فهل استأذن أحد أو استشار الشعب السوري ...رغم صعوبة ذلك ...فأقل ما يمكن أن تخبرونا ما أنتم فاعلون في جنيف 2 ...لو كنا انتخبناكم سابقاً ( على فرض ذلك ) ..حتى هذا لايعفيكم من استفتاء الشعب ....بما ستفعلون وانتم تتحدثون باسم هذا الشعب الذي عانى ويعاني الأمرّين ..
ما يخيفني شخصياً أن بعض اعضاء الائتلاف الذاهبون الى جنيف لايتقنون الا الحديث عن نزواتهم وفتوحاتهم فكيف نثق بمن لا يثق بنفسه ويحاول تعويض عجزه ، ولم يكن عضوا الا لاستلام راتب وأن يكتب اسمه في نشرات الاخبار انه كان هناك ...وسيعود الجميع ليقول ..ما كان بالامكان أكثر مما كان ..
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟