أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - صناعة سوفييتية - في النقد الذاتي














المزيد.....


صناعة سوفييتية - في النقد الذاتي


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4249 - 2013 / 10 / 18 - 10:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حينما أتصدى للكتابة ،فان أكثر ما يُشغلني ، هو الواقع ، الواقع بكل تعقيداته وتنوع مركباته ، ولا يهمني كثيرا ولا قليلا الانشغال بالنظريات الفلسفية أو الاقتصادية ولا بالنصوص ، أو قال فلان وكتب علان . رغم اني على اطلاع واسع على كثير منها !!
فالنظريات ،على الورق دائما جميلة وعظيمة ، وخطابات الزعماء تحمل دائما وعودا بغد افضل وحاضر زاهر ، لكن ، ولكي نكتشف مدى نجاح هذه النظريات والرؤى ، علينا فحصها على ارض الواقع . فالنظريات التي تسعى لتحقيق مجتمع العدل المُطلق ، بينما وعلى ارض الواقع يموت الناس من الجوع ، لا أُعيرها التفاتا ، بينما النظريات التي لا تنثر الوعود يمينا وشمالا ، لكن الناس لا تنام على الطوى وتجد كفاف يومها وما تحتاجه لحياة حرة كريمة ، هي التي اضع فيها ثقتي !! ولو كانت تتعارض مع مبادئي ومُثلي العليا .
كذلك ايضا ،لأنني اعتقد بأنه قد حان الوقت الى القيام بمراجعة جدية أو عملية نقد ذاتي صارمة وقاسية "لخطابنا الفكري " وممارساتنا السياسية ، واقصد ب"نحن " ، كل الاحزاب و "قياداتها المعصومة " التي "حكمت " باسم الاشتراكية والعدالة الاجتماعية ، وكل الاحزاب التي اصطفت في جوقة "مدح "تردد شعارات خالية من كل مضمون ولا رصيد لها على ارض الواقع !!
ورغم انهيار منظومة الدول الاشتراكية ، (والتي اعتقد شخصيا بأنها مأساة وكارثة حلت بكل المناضلين من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية )، الا ان البعض ما زال يُردد نصوصا ثبت بأنها فارغة من كل مضمون وكانت مجرد نشرة دعائية للزعيم المعصوم ، لقد تحول قسم كبير منا الى سدنة وكهنة في "هيكل " عبادة المعصوم " وقدسية النص وازليته " ، بدلا أو عوضا عن مراجعة النص ومحاولة نقده ، فأنهم يطلبون من أن ننتقد انفسنا نقدا ذاتيا ، لأننا لا نُقدس نصا ولا شخصا !!
وتعود بي الذاكرة الى حادثتين أو قصتين تُمثلان خير تمثيل ، ما قصدته في "ديباجتي " الطويلة اعلاه ، الاولى حينما ،استمعنا الى محاضرة من المرحوم خالد الذكر ،الدكتور اميل توما ، في نادي الحزب الشيوعي ،تحدث فيها عن المبالغات التي استعان بها الشيوعيون لإظهار عظمة الاتحاد السوفياتي فقال : " سمعت ُ احد الرفاق يصف حجم حبة القمح السوفياتية بأنها بحجم حبة الاجاص في بلادنا " !! ضجت القاعة بالضحكات !!
ولكن ، نستطيع أن نفهم "العوامل النفسية " وراء مبالغة بهذا الحجم ، انها الرغبة في اثبات تفوق الاشتراكية ، والرغبة في الانتماء والتماهي مع معسكر المستقبل والغد ، والتباهي بإنجازات بلاد "الطبقة العاملة "!!!
وعلى صعيد أخر ، فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وقبلها بقليل ، هاجر الى اسرائيل ما يقارب المليون ونصف المليون من اليهود وغير اليهود من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق . ورغم ان الحكومة الاسرائيلية خرجت من جلدها فرحا ، بهذا الكم الكبير من القوة العاملة الجيدة واصحاب الاختصاص في كافة المجالات اضافة الى ان المهاجرين سيرجحون كفة التوازن الديموغرافي بين العرب واليهود في البلاد ، وهي قضية تقض مضاجع "صناع القرار" في الدولة ، الا انها لم تستطع توفير العمل للجميع كل حسب اختصاصه . وواجهتها مشكلة مع كبار السن الذين يقتربون من سن التقاعد .
لقد تم استيعابهم في شركات نظافة كبرى ، وقامت بإرسالهم الى المؤسسات والبلديات ليقوموا بعملهم في كنس الشوارع وما شابه ذلك . لقد كان من بين هؤلاء ،الكثير من الاكاديميين !!
وذات يوم جلس احد اصدقائي على شرفة احد المقاهي التي تُطل على ميدان عام في مدينتنا ، في نفس الوقت الذي كان "عمال " النظافة الروس يكنسون الميدان في مدينتنا العربية ، سمع صديقي صوتا يناديه من رواد المقهى ، قائلا له : " يا رفيق فلان .. هؤلاء هم جنود الجيش الاحمر، الذي صدعت رؤوسنا به " !! طبعا قالها ساخرا مستهزئا ،وأحس صديقي بالمرارة و"جرحته" شظايا الحلم !!
لكن ، أود أن اقول ، بأن الصورة ليست قاتمة كليا ، فعلى عدة صُعد حققت الاشتراكية انجازات هائلة ، وهذا يتجلى واضحا من خلال الانسان . وبما أن اسرائيل دولة استوعبت عددا كبيرا من المُهاجرين "السوفييت " ، فيُمكننا الحكم على النظام السوفياتي من خلال الناس ، مقارنة " الروس " بغيرهم من مواطني اسرائيل ، وهذا موضوع مقال قادم .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدية الحكومة للرأسمال الكبير ..
- السعيد ، كل يوم عنده عيد .
- ألحق (الذنب ) على الامبريالية ..!!
- لماذا جيفارا ؟؟
- لا لتعدد الزوجات ...لا للزواج المبكر
- جحا أولى بلحم ثوره
- الأزمة المُفتعلة ورأسمالية القوة ..
- النعي المبكر للرأسمالية
- تعلق قلبي في ...الخليجيات !!
- موسم خروج العفاريت ..!!
- القاموس الفلسفي للطبقة العاملة الحداثوية !!!
- الديالكتيك وعمال العمار
- في انتظار عبرة
- كونك عربيا يعني ... تقصير عمرك !!
- سفير .. وسفيرة فوق العادة !!
- يتسحاق بيشفيتس زينغر ...كاتب وتاريخ أضاءة على مقال الاستاذ ...
- -الرقصة في قطر ..!!-
- ابوس الأرض تحت نعالكن م ..
- نفي النفي ..والفرق بين النكاح والمناكحة
- مجاهد شهيد أم مغامر قتيل ؟؟!!


المزيد.....




- تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج ...
- التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر ...
- Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
- هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح ...
- مقترح ترامب للتطهير العرقي
- برلماني روسي يستنكر تصريحات سيناتورة تشيكية حول حصار لينينغر ...
- غزة: لماذا تختار الفصائل الفلسطينية أماكن مختلفة لتسليم الره ...
- نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو ...
- الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر ...
- موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم حسن محاجنة - صناعة سوفييتية - في النقد الذاتي