أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - أوبريت الهروب إلى الهلاك !














المزيد.....


أوبريت الهروب إلى الهلاك !


محمد السودي

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ماذا يقول الفلسطيني التائه مرات ومرات بلا وطن يأويه أيام العيد هل يحقّ له الفرح وتبادل التهاني وتناول الحلوى أو اصطحاب أطفاله بملابس العيد المزركشة الألوان إلى مدن الملاهي مثله مثل باقي الشعوب المحتفلة بهذه المناسبة الدينية الجليلة وسط زحام الموت القادم من الإتجاهات الأربع ؟ هل يتمكن الأسرى فضلاً عن المفقودين والمهجّرين إلى بلاد الله الواسعة من رؤية عوائلهم ومعانقة أطفالهم لتعويضهم عن الحرمان لبضع ساعات كما كفلته القوانين الدولية والشرائع الإنسانية ؟ حين يبلغ الجنون مداه اللامتناهي فلا مكان أو زمان يتّسع لشظايا الغضب الممزوج بحالة العجزالتي تدمي القلوب ولا جرحٍ نازفٍ يلتئم مع مرور الأيام إن لم يجد العلاج الشافي البعيد عن متناول الأيدي بحكم غياب الإرادات المرهونة لأشياء أخرى، ولا حضنٍ دافيءٍ من ذوي القربى يخفف ألام الوجع المزمن منذ ثلثي قرن بالرغم من فائض الموارد الطبيعية التي تجبى عوائدها هدراً لألات القتل والدمار أو صالات القمار، كأنما شرور الدنيا كلها اجتمعت كي تصبّ جام غضبها المكبوت دفعةً واحدة ، حمماً تلاحق الضحايا الهاربين من جحيم الحقد الأسود خلال رحلة التيه الإجبارية غير المحسوبة العواقب تكون نتائجها المحتومة فاجعةً تلو أخرى دون أن تحرّك لهم ساكناً ، إنهم يجعلون البراءة فريسة سهلة أمام طقوس مصاصي دماء المنكوبين وتقديمهم قرابين مجانية لألهة البحار ، لامفاضلة بين أشكال الموت نحراً على أيدي أحفاد ابن العلقمي أو غـرقاً أوجوعاً نتيجة الحصار ، أوأسراً في أقفاص الظلام الموصومة برسم العدالة الدولية ولجان حقوق الإنسان الغائبة عن أبسط الأبجديات الإنسانية ، أو لهواً على سبيل التسلية بين صراعات الخارجين عن القوانين اتباع أحلاف الغزاة الملتحين باسم الربيع العربي وحرية الشعوب كونها تفي بالغرض المطلوب .
ثمة جوقـةً متعددة الأطراف يقودها المايسترو المخضرم تعزف لحناً هجيناً على مزاميرالموت البطيء ترنو لطمس معالم جريمة التطهير العرقي وطرد شعبٍ أصيل من دياره إلى مخيمات اللجوء التي يشكّل بقاءها عقبة كأداء بوجه التوّطين البديل ، بانتهاء ذلك يكتمل الإستعداد لرفع الأنخاب "الهرتزلية" على أنقاض شتات الغنيمة الشرق أوسطية المريضة حيث صنعوها وقسّموها ثم نصبّوا أصناماً عليها لاحول لهم ولا قوّة تدار بأجهزة التحكم عن بعد إذ اختزلوا كل شيء لأجل أساطير شـذّاذ الأفاق القادمين من كل فجٍّ عميق لضمان سلامة أمنهم وتفوقهم الإستراتيجي ، على حساب مقومات كبريائنا وتضحياتنا الجسام وثقافتنا التي أثرت البشرية العلوم وأول الحروف وغيرتنا الوطنية والقومية المتأصلة عمقها عمق الأزل ، لا يستوي الهتاف في غير موضعه لوهم السلام المزعوم المغمّس بدم الأطفال في أعالي البحار وجرائم القتل الممنهج داخل مخيمات الإنتظارالطويل والمدن المستباحة أمام المحتلـّين وانتهاك المقدسات على أيدي الطغاة مع قتامة المشهد المأساوي المربك ، كما لا زال يصعب الفهم أيضاً جدوى تمجـيد الإنقسام حتى لوكان على كومة خراب ، لهذا حقّ الأغلبية الصامتة أن يتمردّوا يوجهّوا أصابع الإتهام نحو الشركاء عمداً أوجهلاً بالجريمة المستمرّة التي جعلت ربوعنا من غير سياج ولا رقيب ، ميادين تجارب وتصفية حسابات إقليمية ودولية في ظل التهليل والتكبير لمن يلبسون عباءة الرجولة المفقودة منذ أمدٍ طويل أو الحالمون بإحياء رميم الأمبراطوريات المندثرة لقاء حفنة مكتسبات زائلةً لاتعيد حقاً مسلوباً أو تبني أوطاناً على أسسٍ متينة .
لايريد هذا الشعب صانع الأنتفاضات رغيف خبزٍمحقون بعقاقير المسكنات المهدئة منّةً من الدول المانحة مقابل أن يتخلى عن حقّه بالعودة إلى أرضه طواعية أو بالإكراه ، فلا محيطات العالم ولا بحارها ولا طغيان القوة الغاشمة قادرة على وأد الحلم المشروع الذي تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل وهم أكثر تمسكاً وإصراراً على تحقيق الهدف ، دم أهلنا النازف وجرحه المفتوح سينتصر على سيوفهم طال الزمن أم قصر ........ عيدكم مبارك !!!
كاتب سياسي



#محمد_السودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء المفاوضات الراهنة !
- المخيمات... السؤال المشروع
- الأمم تنبذ الحروب
- خريف الجامعة العربية !
- الشراكة تعني مغادرة الإنقسام
- العزف المنفرد على وتر المفاوضات...
- سقوف السياسات التائهة
- جاذبية التهويل !
- ربيع الجليل يزهر يوم الأرض ..
- الأسرى عنوان ملحمة الصمود
- المصالحة الفلسطينية تدخل موسوعة غينتس
- نهاية الذرائع بداية الحقائق !
- تدمير المخيمات جزء من مخطط مريب ...!
- كرنفال المخيم ليلة رأس السنة
- حصاد البيدر الفلسطيني ...
- رسالة قوية بحجم العزلة
- الابحار الفلسطيني المنتظر !
- نساء فلسطين في عين القمع !
- من يصنع هؤلاء


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السودي - أوبريت الهروب إلى الهلاك !