توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:19
المحور:
الادب والفن
تدنيس..!!
توصلت مند زمن طويل للأسف الى نتيجة مفادها أن عرب ومسلمي اليوم -وأنا منهم -مع كل الاحترام ليسوا اكثر من ظاهرة صوتية..!!
وتوصلت أيضا إلى نتيجة أكثر عمقا ألما وهي أنه لو قصفت إسرائيل فجأة الكعبة المشرفة ودمرت المسجد الأقصى فلن يتغير في الأمر شيء...فقط بضع مظاهرات هنا وهناك واستعراضات لحرس الشرف احتفالا بأحدث صواريخ الاستنكار
وأقوى طائرات الشجب..ثم يسلم الشرف الرفيع من الاذى عندما يراق على جوانبه البلاك اند وايت..!!
اليوم..نصحو على تدنيس القرأن الكريم في جوانتانامو..وكأننا لم نصح من قبل على تدنيس شرفنا في ابو غريب ..وجنين..!!
ولست أدري ..هل دنس القرآن قبلا في جوانتانامو أم في بلاد الذين ناموا على نسخة أمريكية مطبعة لكتاب لاريب فيه..؟!!
اليوم أيضا تنشر صور مهينة في كبريات الصحف والفضائيات لزعيم عربي أسير لطالما صفق له المنافقون وتغنى به الحالمون
اليوم ..يشرب العربي والمسلم"نسكافي"الصباح محلى بطعم المهانة ويتناول شرائح الخيبة والإحباط في جو مشبع بالمذلة الصافية وينهي نهاره بسماع أخبار تضاعف من شعوره بالضآلة..
إن الحقيقة التي يجب ألا تخفى على أحد هي أن التدنيس قد طال أرواحنا وتاريخنا وقيمنا قبل ان يطال الورق بزمن طويل فما أكثر مساجدنا التي تشكو قلة المرتادين وما أكثر مشايخنا الذين يفصلون الفتاوى على مقاس الحاكمين.. وما أبعد فصاحة اللسان عن محك الايمان
قد ينبري لي متشنج و يتهمني بجلد مبالغ للذات والسوداوية يذكرني بالتاريخ والأمجاد ولكن ماذا يجدي تسكين الوجع العضال بحبة أكامول ..أو مقولة مخدرة..!!
لست متشائما إلى الحد الذي لا أراهن فيه على مستقبل عربي و إسلامي أفضل ولكن مابين يدي وأمام عيني من مشاهدات لايوحي بأننا سنخرج من نفق الهوان والضياع في المدى المنظور
ولا أدري لماذا أتذكر بقوة ماتوصل اليه الشاعر العربي منذ زمن طويل
لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟