وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 21:01
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
(( جمعية مكافحة الأمية ))
ونظراً لأن معظم مريدي (( الأهالي )) كانوا موظفين مدنيين ولم يكن يسمح لهم , بموجب القانون , الانتساب إلى الأحزاب السياسية , فإنهم أسسوا في أيلول ( سبتمبر ) 1933 ما كان في ظاهره جمعية مكافحة الأمية الثقافية , وتحت هذا الستار كسبوا دعماً متزايداً وأعضاء جددا في البصرة و بلدات أخرى . وكان لهم أن يشكروا على هذا التوسع جعفر أبو التمن الذي وضع يده في أيديهم في هذه الفترة , وقبل رئاسة الجمعية , الأمر الذي زاد بشكل ملحوظ من وزنهم المعنوي . وكانوا محظوظين كذلك في تبني كامل الجادرجي لقضيتهم في السنة نفسها , إذ كان الجادرجي محامياً ـ صحفياً غير هياب , وفي السادسة و الثلاثين من عمره , ابناً لعائلة تنتمي إلى (( الأرستقراطية )) القديمة للمسؤولين ولأب كان ذات مرة رئيساً لبلدية بغداد العثمانية . أما الكسب المشكوك به فكان حكمت سليمان , الذي جاء المجموعة سنة 1935 . وكان حكمت سليمان وزيراً سابقاً للداخلية , وسياسياً محترفاً من ملاك الأراضي , ابنا لقائمقام عثماني . وكان سليمان يشعر بالمرارة لشطبه من وزارة ياسين الهاشمي .
وكان لانضمام هؤلاء الثلاثة أن يحوّل رجال الأهالي من مجموعة ذات توجه ايدلوجي إلى مجموعة ذات توجه عملي . وكذلك فقد تضائل بعض الشيء دور قادتها الأصليين . ويمكن النظر إلى انفصال عبد الفتاح ابراهيم عن الحركة , جزئياً , كنتيجة لعدم التوافق المزاجي مع الجادرجي . وأوضح الجادرجي في وقت لاحق أن (( عبد الفتاح ابراهيم انسان يفتقر إلى الصبر ولا يملك نعمة الضحك . والأسوأ من هذا أنه ينظر إلى آرائه على أنها غير قابلة للمناقشة وإلى أي اختلاف معها على أنه عداء شخصي )) . أما رأي عبد الفتاح إبراهيم , فقد كان (( الجادرجي شديد الميل إلى الجانب التكتيكي الآني للأمور )) . وهو يعزو إليه الارتباط مع حكمت سليمان (( الذي لا يمكن الاعتماد عليه )) . وقال : (( لقد أردت المحافظة على هوية مميزة لمجموعتنا )) . وكذلك فقد أكد أن السبب الحقيقي لانسحابه كان معارضته (( لربط الجياد بعربة )) اللواء بكر صدقي . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟