سالم اسماعيل نوركه
الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 16:43
المحور:
الادب والفن
أقفلت الأبواب بوجه كل النصائح
مثلما أقفلت حقيبة السفر
أقفلت كل النقاشات
أقفلت عقلي
وقررت أن أمضي بعيدا عبر المسافات
وكنت أهرب من العقبات والإعاقات
فهجرت وطني ،فأصبحت في الغربة ذكرياتي
وطني الذي لا أستطيع أن أهجره أبدا
وأدركت بأن هنا أفتراسي مباح
أنا فريسة لهمومي هنا وذكرياتي هناك
وكأني بين أنياب الضباع
هنا لا يأتي من أنتظر
ويأتي من لا أنتظر
هنا الماضي يعيق حاضري
وحاضري أوجاع وكأنه خنجر في خاصري
هنا لا إضافات
هنا الحياة معاناة
ظننت بأني أهرب من الإعاقات والعقبات
وبأني قد أخسر أشياء فهناك أفوز بأشياء
والآن أدركت بأن هنا يكمن اللاشياء
لايمكن لي هنا أن أعيش الحياة كما أريد
هنا ك تعيش الحياة رغم رتابتها كما تريد
هناك ناضلت من أجل التحرر من العبودية
عبودية اليأس والملل والفشل
هنا أطالب بتحسين شروط العبودية
لم أفعل ما كان أن أفعل
لم يكن ينقصني إلا الثورة على واقعي
إلا إني قررت الهرب، وفي الغربة بدأ بعضي يأكل بعضي
تركت هناك بأقدامي وظلت فيه قلبي
فالغربة في كل يوم ،كل ثانية
تطحن ضلوعي
فللغربة أوجاع لا يعلم بها إلا من عاشها
أحيانا بعض الضياع يكون مفيدا
يوم تترك للآخرين رسالتك وتقول
هنا لا أحد يسأل عني ،لا أحد يرى يومه
ناقصا بدوني
هناك بدأت من القاع ولم أبقى فيه،هنا أرحل إلى القاع
الهموم هنا مثل ناطحات سحابهم
التي بدأت بسلة من التراب
وموتي بدأت بخطوة صوب السراب
كل شيء هنا يذكرني بهناك أولهم أنا
في ضياعي أكتشفت كان هناك يمكن
تجاوز كل الإعاقات والعقبات
لأن (الإعاقة الحقيقية في العقول المغلقة)*
*غاندي
#سالم_اسماعيل_نوركه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟