أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)














المزيد.....


عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 09:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


حين نتابع حراك القيادات السياسية في منطقة الخليج والجزيرة العربية على مدى عقود نقرأ الخطوط العريضة لوعي الفئات الوسطى الصغيرة في مختلف الدول والتجارب، ونرى تدهورَ الأوضاع السياسية والاجتماعية للسكان بسبب تلك الآراء والممارسات، كما نرى بعض الممارسات الإصلاحية القومية والليبرالية المختلفة الصعبة وسط الضواري.
وقد قرأنا في سيرة عبدالفتاح إسماعيل ثقافةً أدبية سياسية متفتحة لم تستطع اختراق الشموليات، بل راحت ضحيةً لها. إن الفارس الرومانسي القادم فوق دبابة من الشمال راح ضحيةً لنتائجها في أزقة عدن الدامية.
كانت اختلافات الرفاق في الجبهة القومية معبرة عن شمولية عسكرية بدأت منذ تنحية ومطاردة جبهة التحرير اليمنية الجنوبية التي كانت تمثل وعياً سياسياً أكثر تفتحاً حتى تصفيتها من الجنوب.
وحين قاربت الجبهةُ القومية جبهةَ التحرير في لحظات سياسية وامضة فإن القائدَ اليمني الجنوبي علي سالم البيض انسحب من التنظيم ولم يعد إلا بعد أن طُردت جماعة التحرير.
ولكن هذه المركزية الشمولية القومية راحت تصارع بعضها بشكل فردي داخل المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني الوريث التنظيمي للجبهة وليس منتج الحداثة والديمقراطية والعلمانية من عناصرها الأولية في التربة اليمنية.
إن عدم تحوله إلى أن يكون منتج الحداثة والديمقراطية الوطنية لكونه استمات في الحفاظ على السلطة وتركيز النفوذ الاقتصادي السياسي بين يديه، مما أدى به للحفاظ على المكونات القبلية والطائفية واستثمارها في دعم شموليته.
كان نقيض ذلك يحتاح لتفتح ديمقراطي على جبهة التحرير وغيرها من القوى السياسية الاجتماعية، في أفق نظري سياسي لدولة ديمقراطية تحديثية.
ولهذا فإن الصراع بين علي ناصر وعلى عنتر ويكمن وراءه(علي سالم البيض) هو صراع بين تفتح أولي وشمولية حادة. فعلي ناصر لم يستطع أن يحول تفتحه الفكري إلى رؤية سياسية وعلاقة شعبية، واعتمد على نفس أدوات السلطة العسكرية في القضاء الإجرامي على خصومه، والتي كانت كارثة على الجنوب والشعب اليمني عامة، والذي يقابله علي عنتر الذي كان أشبه بأمي عسكري شعبي في دائرة الصراع بين متعلمين خبثاء.
إن ممثلي الفئات الوسطى الصغيرة هذه لا تملك جذوراً حضارية، وهي عامية، وحين ركبت على عبّارة العنف تفجرت غرائزُها وأبنيتُها الشخصية المتورمة، ولهذا فإن انقساماتها هي عبارة عن شِللٍ وعصابات وشعارات سياسيةٍ مقطوعة السياقات عن الطبقات الاجتماعية، وكونتْ جماعات من مصالح حكومية وأهلية وشخصية متضافرةٍ في دائرة الاستغلال المباشر لموارد الشعب العامة.
وحين يتفاقم الصراع ثم ينفجر فإن هذه الدوائر التي ارتبطت بالمنافع سرعان ما تتحلل، ويعود المجتمع لفئات وطبقاته المتخلفة التي لم تتطور في طبقات تحديثية جديدة.
إن كل منها يهرب بالغنائم التي استطاع الحصول عليها زمن التسلط، ويعود المجتمع لمكوناته سواءً كان شمالاً أم جنوباً، إقطاعياً عسكرياً أم رأسمالياً صغيراً، ولا تستطيع لافتاتُ القومي والاشتراكي والتحريري أن تمكثَ في الأرض رؤىً وتيارات متأصلة.
حين نقارن هذه القومية التي ركبت على أدوات العنف والتجريب الحارق السياسي بقوميةٍ شخصية مثلّها الدكتور أحمد الخطيب في الكويت الذي تخرج من نفس الخلية القومية في بيروت التي ضمت معه جورج حبش وآخرين، وثقفها قسطنطين زريق وكانت مادة الوحدتين الألمانية والإيطالية العنيفة مقرراً نضالياً فيها، سنجد التراكمَ الديمقراطي التحديثي يبرز عبر العقود في تطور العملية الديمقراطية الوطنية والنهوض الثقافي وحدوث تغيرات سلمية عبر ذلك، ولم يأت النكوص سوى من القوى السائدة، التي عززت الجماعات العشائرية والطائفية لحَرف التطور الديمقراطي الأمر الذي جعل المسار الإصلاحي يتعثر ويدخل في دروب شائكة.
ثم جاءت الوحدة التسريعية من قبل نفس النزعة عبر العراق لتجسد خطورة التوحيد العنيف ومشكلاته على المنطقة من جانب آخر في الجزيرة العربية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)