أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - اعتذار.. لفنان محترم














المزيد.....

اعتذار.. لفنان محترم


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قلوبنا مع الفنان المبدع والمحترم، عبدالعزيز مخيون، الذي تعرض لاعتداءين وحشيين في وقت واحد.
العدوان الأول.. هو ذلك العدوان الجسدي الذي تعرض له، ونجم عنه إصابة هذا الفنان الرقيق والمسالم ودمث الأخلاق بإصابات بليغة مازال يعالج منها في أحد المستشفيات.. وهو العدوان الغاشم الذي مازال قيد التحقيق.
أما العدوان الثاني، والأكثر قسوة، فهو ذلك الاغتيال المعنوي لعبدالعزيز مخيون علي يد صحف كثيرة يحمل معظمها لقب »الصحف القومية«، والتي طالما تشدق المسئولون عنها بالحديث عن »الأخلاق« المهنية، وتباكوا علي إهدار هذه »الأخلاق« علي يد الصحف المنافسة لها، وذرفوا دموع التماسيح علي ميثاق الشرف الصحفي الذي طالبوا بتفعيله وتطبيقه علي خصومهم.
لكن واقعة عبدالعزيز مخيون أثبتت أن هذه الدموع كاذبة، وأن هذه الغيرة المزعومة علي الأخلاق ــ بمناسبة ودون مناسبة ــ مجرد سحابة دخان تخفي وراءها انحطاطاً أخلاقياً ومهنياً في ذات الوقت.
فالتغطية الخبرية للحادث الذي تعرض له عبدالعزيز مخيون جاءت مشوبة بكل العيوب المهنية التي يتم تحذير أي مبتدئ وأي وافد جديد لبلاط صاحبة الجلالة من عدم الوقوع فيها.
حيث حفلت بالتضارب، وعدم الدقة، والخلط بين الوقائع والانطباعات الشخصية، والانتقائية، والاجتزاء.
هذه الصحف التي دأبت علي وصف الصحف المعارضة للسياسة التي تعبر عنها بأنها صحف صفراء، لم يكتف بعضها بهذه التغطية الخبرية الرديئة والمنافية لأبسط القواعد المهنية، وإنما شاء بعض المتنفذين فيها إلي انتهاز فرصة هذا الحادث الإجرامي لشن هجوم بالغ الضراوة علي الفنان المجني عليه، ينطلق من المواقف السياسية لعبدالعزيز مخيون لنهش شرفه والخوض في عرضه بغلظة غير مألوفة وغير مقبولة لدي كل المصريين.
ولم يكن من باب المصادفة أن هذا الانزلاق إلي هذا الدرك قد قوبل من الجماعة المصرية ـ علي اختلاف توجهاتها الفكرية والسياسية والحزبية ـ باستهجان شديد وصل إلي حد الاشمئزاز.
بيد أن هذا العدوان، الذي يصل إلي حد الاغتيال المعنوي بكل ما في الكلمة من معني، والذي يتناقض مع التقاليد المهنية للصحافة المصرية، لا يجب أن يمر مرور الكرام، ولابد لنقابة الصحفيين، والمجلس الأعلي للصحافة، أن يتحركا، وأن يكون لهما موقف واضح وحاسم في مواجهة هذا التردي الذي يسيء إلي مهنة الصحافة قبل أن يسيء إلي فنان محترم اسمه عبدالعزيز مخيون.
ومما يزيد من إلحاح هذه الدعوة.. أن التراخي في مواجهة تلك الجريمة التي حملتها صفحات بضعة جرائد في حالة محنة عبدالعزيز مخيون، من شأنه أن يشجع ضعاف النفوس علي استمرار هذا التدني.. الذي يلطخ سمعة الصحافة المصرية ويؤذي مشاعر ملايين المصريين ويسيء إلي الوطن.
وفي فترة يتصاعد فيه الجدل الصحي حول قضية الإصلاح السياسي الاقتصادي ينبغي تنقية التربة المصرية من هذه الأعشاب السامة، والغريبة عن السماحة المصرية والتحضر المصري والذوق المصري، حتي نقطع الطريق علي الغوغاء الذين يكرهون لغة الحوار الراقي ولا يجدون لأنفسهم مكاناً إلا في أجواء البلطجة والغثاثة المرادفة دائماً وأبداً لفلول الفساد والاستبداد التي تقاوم ــ عبثاً ــ من أجل البقاء.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة المصرية خرجت من غرفة الإنعاش.. وهذا هو المهم
- مبادرات علي الهواء
- !الحقونا : لماذا يبيع المصريون أعضاءهم؟
- لماذا نتفاوض مع أمريكا.. ولا نتحاور مع أنفسنا؟!
- مفاجآت من الوزن الثقيل فى استطلاع رأى رجال الأعمال
- !فضيحة العرب بجلاجل.. حتي في برازيليا
- أخيراً .. شئ يستحق القراءة !
- إرهابيون عشوائيون .. وإعلاميون على باب الله
- البريطانيون يقاطعون.. والعرب يطبّعون !
- القرن الآسيوي .. يدق الأبواب
- عناد الوزير الذى تجاهل وعد الرئيس
- علمـاء بـريطـانيا يهـددون بمقـاطعة الإسـرائيليين المتـواطئين ...
- ! ومازالت صاحبة الجلالة فى بيت الطاعة
- هل يحمل أخطبوط الإرهاب شهادة منشأ مصرية؟
- حوار عراقي.. بدون سلاح.. في القاهرة
- ثورة السوسن .. واللوز.. والليمون
- »ولفويتز« يقتحم البنك الدولي بأسلحة الدمار الشامل
- قاطرة مشروع الشرق الأوسط الكبير .. تدخل المحطة اللبنانية
- الفشل التاسع والعشرون
- يد تقود ثورة البرمجيات .. ويد تحمي الحرف التقليدية


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - اعتذار.. لفنان محترم