|
في هذه الطريقة يُحطِّمون -مادية- المادة!
جواد البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 15:12
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
شاهدوا هذا "الفيلم"، المسيء للمادة والمادية على الرابط الآتي: https://www.youtube.com/watch?v=95xm_yoll38
في هذا الفيلم، الذي أدعو كل "الماديين" إلى مشاهدته، نَعْلم "الحقيقة" التي يريد لنا مُعِدُّو مادته أنْ نَعْلَمها، ونؤمِن بها؛ وهذه "الحقيقة"، التي لا تمتُّ إلى جِنْس "الحقيقة" بصلة، هي أنَّ "الروح" هي "السِّر الكامِن وراء (وفي) المادة". إنَّهم يأتون إليك من طريق الفيزياء، أو من طريق "الحقائق الفيزيائية (والعلمية)"، معلِّلين أنفسهم بوهم أنَّ هذه الطريق هي أقصر الطرق إلى الميتافيزياء، وإلى تمكين الأوهام الميتافيزيقية من عقلك؛ فذكَّرَتْني محاولتهم هذه بصرخة نيوتن التحذيرية "أيتها الفيزياء احترسي من الميتافيزياء". والآن سأشرح وأبسط لكم طريقتهم الفيزيائية (العلمية) لمحاربة "المادية"، ولتحطيم "مادية" المادة. أمامكَ شجرة تفاح؛ والشجر تَدُلُّ عليه ثماره. هذه الشجرة هي جزء من العالم الخارجي، أو من العالم المادي؛ وإنَّ كل شيء يُوْجَد، ويقع، في خارج "ذهنكَ (أو وعيكَ)" هو جزء من العالم الخارجي (حتى يدك هي جزء من العالم الخارجي). هل هذه الشجرة "موجودة"؟ على البديهة، ستُجيب قائلاً: "نعم، إنَّها موجودة". ما هو دليلكَ على وجودها؟ أو كيف تُثْبِت أنها موجودة؟ ستُجيب قائلاً: "إنها موجودة؛ فأنا أراها (بعيني) وألمسها (بيدي)". وللإنسان خمس حواس، بها يُدْرِك (حسِّياً) العالم الخارجي (المادي). إنَّه بعينه يرى التفاحة، ويرى لونها وشكلها وحجمها وموقعها ومكانها؛ وبيده وأصابعه (مثلاً) يلمسها ويتأكَّد نعومة ملمسها مثلاً، وبلسانه يذوق طعمها، فيتأكَّد، مثلاً، أنَّها حلوة؛ وبأنفه يشمُّ رائحتها؛ ولو كانت تُصْدِر صوتاً لسمعه بأذنه. "المادة" هي كل شيء نُدْرِكه، أو يمكن أنْ نُدْرِكه، حسِّياً، أيْ بواسطة الحواس الخمس، أو بواسطة بعضها (أو إحداها). لكنَّ هذا القول يحتاج إلى توضيح؛ فجزيء الماء، مثلاً، لا أراه بعيني، ولا ألمسه بيدي؛ ومع ذلك هو "مادة". إنَّ عيني لا ترى (مباشرة) ولا يمكنها أنْ ترى جزيء الماء؛ لكنها بـ "امتدادها الاصطناعي (المجهر، أو العين الاصطناعية)" يمكنها رؤيته (ورؤية الذرَّة..). ونحن لم نُطوِّر إلى الآن "عيناً اصطناعية" تسمح لنا برؤية المادة المتناهية في الصِّغَر كجسيم "الكوارك". لِنَفْتَرِضْ أنَّ وجود جسيم "الكوارك" أصبح أمراً مُثْبَتاً مؤكَّداً لا ريب فيه، وأننا لم نتمكن من رؤيته بواسطة "عين اصطناعية متطورة"؛ فكيف لنا، عندئذٍ، أنْ ننسب "الكوارك" إلى عالم المادة؟ إذا لم نَرَهُ هو بواسطة "عين اصطناعية متطورة" فلا بدَّ لنا من أنْ نرى تأثيره (المادي) في غيره من الأشياء؛ فما هو "التأثير المادي (أو الفيزيائي)"؟ إنَّ المادة على نوعين اثنين: نوع لا يمكنه أبداً أنْ يسير بسرعة الضوء (300 ألف كيلومتر في الثانية) كالنجم أو الكوكب أو الصاروخ أو الحجر أو البروتون أو الإلكترون، ونوع يسير بسرعة الضوء كالفوتون. نقول إنَّ جسماً أثَّر في جسم، أو جسيماً أثَّر في جسيم، فما معنى هذا القول؟ "التأثير (أو القوة Force)"، بمعناه الفيزيائي هو مادة؛ فثمة مواد متناهية في الصغر (يُمْكنكَ تخيلها على شكل "كريَّات") تسير بسرعة الضوء، تنطلق من جسم (أو جسيم) ما، فتُصيب (بعد اجتيازها مسافة معيَّنة) جسماً (أو جسيماً) آخر، مُحْدِثةً فيه تأثيراً معيَّناً. وهذه المواد (أو الكريَّات) تسمَّى "الجسيمات الحاملة (أو الناقلة) للقوَّة (أي للتأثير)". إنها جسيمات عديمة الكتلة (أيْ ليس لها كتلة سكونية) تشبه "العربات" التي تَحْمِل، أو تنقل، على متنها "التأثير الفيزيائي". هذه الجسيمات (ومنها "الفوتون") تَحْمِل، أو تنقل، "التأثير" من جسم إلى آخر، عبر الفضاء، مُحْدِثةً تغييراً ما في الجسم الذي أَفْرَغَت فيه شحنتها، أو حمولتها. لِنَعُدْ الآن إلى مثال "شجرة التفاح" التي أراها أمامي. إنني وبفضل الضوء الصادِر عنها أراها؛ فلو أنَّ هذه الشجرة انعدم، فجأةً، الضوء الصادِر عنها، لانعدمت رؤيتي لها؛ فلا رؤية لجسم لا يَصْدُر عنه ضوء (ولكَ أنْ تتخيَّل هذا الضوء على شكل سَيْلٍ من الكريَّات). هذا الضوء الصادِر عن شجرة التفاح يَدْخُل في عيني؛ وهو يَدْخُل فيها على شكل "نسخة ضوئية من شجرة التفاح"؛ فليست شجرة التفاح هي التي تدخل في عيني (قَبْل، ومن أجل، أنْ أراها) وإنَّما نسختها (أو صورتها) الضوئية. وكلَّما زادت كمية هذا الضوء رأَيْتُ الشجرة أوضح، ورأَيْتُ مزيداً من تفاصيلها. ولعملية الرؤية مكوِّناتها المادية في رأسي؛ وتشمل هذه المكوِّنات: عدسة العين، والشبكية الموجودة في الجهة الخلفية من العين، وعصب الرؤية، ومركز الرؤية الموجود خلف الدماغ، والذي فيه تتحقَّق الرؤية. هذه المكوِّنات جميعاً هي مادة؛ هي مادة حيَّة؛ هي مادة من خلايا وأنسجة. النسخة الضوئية من شجرة التفاح (أو الضوء الصادِر عن شجرة التفاح) ما أنْ تَدْخُل في عيني حتى تتفاعل (تتبادل التأثير) مع المكوِّنات المادية لعملية الرؤية، فيَنْتُج من هذا التفاعل "كهرباء (إشارات، أو منبِّهات، كهربائية)"؛ والدماغ يشبه غرفة مُظْلِمة لا تضيء مهما دخل فيها من ضوء؛ فالضوء الصادِر عن الأجسام، والذي دخل في عيني، لا يظل ضوءاً في داخل الدماغ؛ لأنَّه يتفاعل مع المكوِّنات المادية لعملية الرؤية، مُنْتِجاً إشارات كهربائية، تنتقل عبر عصب الرؤية إلى مركز الرؤية في الدماغ؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ "النسخة الضوئية" من شجرة التفاح تتحوَّل، في داخل الدماغ، إلى "نسخة كهربائية"؛ وإنَّ وجود هذه "النسخة الكهربائية" في داخل مركز الرؤية (في الدماغ) هو ما يجعلنا نرى شجرة التفاح؛ فمركز الرؤية لا يتعامل إلاَّ مع "النُّسَخ الكهربائية" من الأجسام الموجودة في العالم الخارجي. هذا الشَّرح لعملية الرؤية إنَّما يؤكِّد أنَّها عملية مادية من ألفها حتى يائها؛ فهذه العملية تبدأ بجسم موجود في العالم الخارجي، أي في العالم المادي الموجود في خارج الذهن، أو الوعي. وهذا الجسم هو في مثالنا شجرة التفاح. والرؤية لن تكون أبداً إذا لم يَصْدُر عن هذا الجسم ضوء؛ والضوء هو مادة. وينبغي لهذا الضوء (أيْ النسخة الضوئية من شجرة التفاح) أنْ يدخل في العين؛ ومكوِّنات عملية الرؤية (عدسة العين، والشبكية، وعصب الرؤية، ومركز الرؤية في الدماغ، والإشارات الكهربائية المنتقلة عبر عصب الرؤية إلى مركز الرؤية) هي جميعاً مادة. والنتيجة النهائية لهذه العملية هي "الرؤية"، أيْ رؤيتكَ شجرة التفاح. شجرة التفاح موجودة الآن في داخل رأسك؛ لكنها ليست الشجرة نفسها الموجودة في العالم الخارجي. لقد دخلت هذه الشجرة إلى رأسكَ على شكل "نسخة ضوئية" من شجرة التفاح؛ وهذه النسخة الضوئية تحولت إلى نسخة كهربائية، تَعَامَل معها مركز الرؤية في الدماغ، فتحققت الرؤية. وتحقُّق الرؤية إنما يعني أنَّ شجرة التفاح موجودة الآن في رأسكَ على شكل "صورة ذهنية"؛ وهذه الصورة ليست في حدِّ ذاتها مادة (ليست من جنس المادة، ولا تملك شيئاً من خصائص المادة). وأنتَ لو أغمضت عينيكَ (بعد رؤيتكَ شجرة التفاح) لـ "رَاَيْتَ" الصورة الذهنية لشجرة التفاح. وهذه "الرؤية (التي ليست بالعين)" ترتبط بقوة ذهنية تسمَّى "الذاكرة". إنَّ شجرة التفاح موجودة، بصورتها الذهنية، في رأسكَ؛ ولو أنَّكَ لم ترَ في حياتكَ شجرة تفاح في العالم الخارجي لَمَا وُجِدت صورتها الذهنية في رأسكَ. هل تشعر بالحزن؟ هل تستطيع تمييز شعورك بالحزن من شعورك بالفرح؟ سأفْتَرِضْ أنَّكَ تشعر بالحزن؛ وإنِّي لمتأكِّد، في الوقت نفسه، أنَّكَ تستطيع تمييز شعوركَ بالحزن من شعورك بالفرح. هذا الشعور (شعورك بالحزن) موجود بالفعل؛ وإنَّ أحداً لا يستطيع إنكار وجود الشعور (والإحساس والرغبة والإرادة والفكر..). "الشعور" موجود وجوداً لا ريب فيه؛ لكنه ليس كوجود المادة؛ لأننا لا نراه، ولا نلمسه، ولا نسمعه، ولا نشمه، ولا نذوقه. أنْ ترى شجرة التفاح فهذا "إحساس (نوع من أنواع الإحساس)"؛ والإحساس الذي أنْتَجَتْه هذه العملية المادية للرؤية، والذي لا ريب في وجوده، ليس مادة. إنَّه نشاط وعمل ووظيفة وخاصية "مادة خاصة"، "مادة مفكِرة (وعاقلة)"، هي الدماغ البشري الحي. "النسخة الضوئية" من شجرة التفاح اخترقت أجسام وأشياء كثيرة؛ اخترقت الماء مثلاً؛ لكنها لم تُنْتِج ما أنْتَجَتْه في رأس الإنسان، وهو الإحساس (إحساس الرؤية). أمَّا السبب فهو أنَّها تتفاعل في داخل الجسم الذي اخترقته، معطيةً نتائج تتَّفِق وطبيعة (وماهية) هذا الجسم؛ فالضوء نفسه، في اختراقه أجسام مختلفة الماهية، يعطي نتائج مختلفة. أُنْظروا مثلاً إلى الكهرباء (التيار الكهربائي في المنازل). إنَّه يعطي في الأجسام المختلفة نتائج مختلفة (نتائجه في الثلاجة أو الغسالة أو الراديو أو الكمبيوتر أو المدفأة..). لقد رَأَينا كيف يؤثِّر العالم الخارجي (المادي) في رأس الإنسان الحي (في حواسه ودماغه بأقسامه المختلفة) بما يؤدِّي إلى إنتاج الأحاسيس والمشاعر والأفكار؛ واتَّضَح لنا، وتأكَّد، أنَّ هذه الأحاسيس والمشاعر والأفكار لا تُنْتَج، ولا تُوْجَد، إذا ما فُقِدَ أحد طرفيِّ العملية المادية الخاصة بها، وهما: العالَم الخارجي (المادي) ورأس الإنسان الحي (بحواسه الخمس، ودماغه، وأعصابه). ونحن لو جئنا برأس إنسان وفتحناه فلن نَجِد في داخله أفكار ومشاعر وأحاسيس؛ مع أنَّها أشياء موجودة؛ وهذا إنَّما يشبه أنْ تَفْتَح وتُكسِّر مرآة بحثاً عن صور الأجسام المنعكسة فيها؛ مع أنَّ هذه الصور أشياء موجودة. "المثاليون الذاتيون"، وعلى رأسهم الفيلسوف باركلي، لن يختلفوا معنا إلاَّ بدءاً من "النتيجة النهائية" لهذه العملية المادية؛ فهُم يُحوِّلون هذه "النتيجة"، أيْ الأحاسيس والمشاعر والأفكار، إلى "سبب"؛ فبدلاً من أنْ يقولوا إنَّ الأفكار هي نُتاج (نتيجة) هذه العملية المادية، بطرفيها، يقولون إنَّ هذه الأفكار هي السبب الذي يجعلنا نتوهم أنَّ ما يقابلها ويمثِّلها من مادة له وجود حقيقي؛ فأنتَ، مثلاً، إذا رأَيْتَ وردة حمراء، فهذه الوردة لا وجود لها إلاَّ في ذهنكَ ووعيكَ؛ ووجودها هذا ليس وجوداً مادياً، وإنَّما وجود ذهني فكري؛ فلا يُوْجَد، ولا يمكن أنْ يُوْجَد، في الذهن (أو الوعي) إلاَّ ما هو من جنسه. يقول باركلي: نحن نصدِّق بوجود الأشياء؛ لأننا نراها ونلمسها؛ وحواسنا هي التي أعطتنا إياها؛ لكن حواسنا (إحساساتنا) هي فقط الأفكار الموجودة في أذهاننا. كل الأشياء موجودة في أذهاننا فقط؛ وإنَّه لخطأ فادح أنْ نظن أنَّ الكون والمادة موجودان في خارج أفكارنا. وفي تبسيط أكثر أقول (شارِحاً مذهب باركلي): لا وجود إلاَّ لذهني (ووعيي) أنا؛ وإنَّ كل الأشياء والأجسام التي أظن أنَّها موجودة هي أشياء وأجسام لا وجود لها إلاَّ في ذهني، وعلى هيئة أفكار. أنا الآن أَكتب هذه المقالة. و"أنا" إنَّما تعني "ذهني (ووعيي). القلم والورق والمكتب ويدي وجسمي وكل ما حولي من أشياء وأجسام (تسمَّى مادة، أو العالَم الخارجي) إنَّما هي "أفكار" موجودة في ذهني فقط. وذهني (الخادِع) يُوْهمني أنَّ كل هذه الأشياء موجودة في خارجه؛ لكنها غير موجودة إلاَّ في داخله. حتى إدراكي أنَّ ذهني يخدعني هو أيضاً جزء من عمله ونشاطه! إنَّ كل العالم، وكل التاريخ، وكل الأحداث، وكل الأشياء والظواهر؛ كل ما أراه وأسمعه وألمسه وأشمه وأذوقه، لا وجود له إلاَّ على شكل أفكار وأحاسيس في داخل ذهني (وعيي) الذي لا وجود لغيره؛ فهو الواحد الأحد. الله نفسه هو فكرة موجودة في ذهني، ولا وجود له في خارجه، أو في استقلال عنه. الأنبياء والرُّسل والأديان والعقائد؛ موسى وعيسى ومحمد، التوراة والإنجيل والقرآن؛ ماركس وهيجل وداروين؛ الولايات المتحدة ورئيسها أوباما؛ مجزرة الغوطة الكيميائية التي ارتكبها بشار الأسد؛ هبوط الإنسان على سطح القمر؛ نظرية "الانفجار الكبير"؛ إنَّ كل ذلك، وغيره، لا يعدو كونه أفكاراً في ذهني. إنَّها أفكار تَظْهَر وتختفي، تتغيَّر وتتطوَّر، تتعاقب وتتفرَّع؛ فالعالَم كله ليس سوى لعبة ذهنية؛ لعبة خداع، يخدع فيه الذهن نفسه، ويُدْرِك، في الوقت نفسه، أنَّه يخدع نفسه! و"أنا (الذي لا شريك لي)" لستُ سوى ذهني ووعيي؛ لستُ سوى الإحساسات المختلفة، والتي يُوْهمني ذهني أنَّها متأتية من حواسي الخمس؛ فهذه الحواس (مع دماغي، ومع سائر جسمي) لا وجود لها إلاَّ في داخل ذهني، وعلى شكل أفكار. هل رأيتم الآن النتيجة النهائية لسعيهم إلى نفي مادية العالم، وإلى تحطيم "مادية" المادة؟! "الإحساس (أو الأحاسيس، أو الإحساسات)"، بأعضائه (مصادِرِه، قواه) الخمسة، هو أصل، ومنبع، "المعرفة (العقلية)"، بأشكالها وصورها كافَّة؛ فليس من "فِكْرَة" في رأس الإنسان إلاَّ ولها أصلٌ، وجِذْر، ومنبع، أو عناصر، في أحاسيسه، أو في معطياته الحِسِّيَّة (أيْ ما تعطيه إيَّاه الحواس الخمس، أو إحداها، من أحاسيس). بحاسة البصر، مثلاً، تُدْرِك أنَّ "هذا" الشيء هو "شجرة برتقال" أو "شجرة تفاح" أو "شجرة زيتون".. وبها تُدْرِك شجرة البرتقال "هذه"، أيْ "فَرْداً" من شجر البرتقال؛ وهذا "الفَرْد" كـ "البصمة"، لجهة كونه شيئاً "لا مثيل (لا نظير) له". لكنَّ "الشجرة العامَّة (الشجرة على وجه العموم)"، أو الشجرة، مفهوماً، فكرةً، تعريفاً، لا يمكن إدراكها بالحاسَّة نفسها (حاسَّة البصر) ولا بغيرها من الحواس الخمس. إنَّها تُدْرَك، فحسب، بـ "عَيْن العقل"، ومن طريق "التجريد (الفكري)"؛ فبفضل المُكْتَشَف من السمات والخواص المشترَكة بين الشجر جميعاً نتوصَّل إلى "مفهوم (فكرة، تعريف)" الشجرة، أو إلى "الشجرة العامَّة". "الفَرْد" من الأشياء، أو "الشيء بعينه"، هو وحده الذي نُدْرِكه، أو يمكننا إدراكه، حسِّيَّاً؛ فهذا الإنسان الذي اسمه "زَيْد.."، والذي..، والذي..، هو، مثلاً، "إنسانٌ بعينه"، نُدْرِكه حسِّيَّاً؛ أمَّا "الإنسان العام" فلا وجود له "في الواقع الحيِّ". لكنَّ "الفَرْد" من الأشياء لا يوجد، ولا يمكن أنْ يوجد، إلاَّ بصفة كونه "جزءاً من كل"، أو "فَرْداً من جنس (أو نوع)"؛ وهذه "الصلة الحتمية" نتوصَّل إليها، ونكتشفها، من طريق "التجريد (الفكري)"، الذي يضرب جذورها عميقاً في "المعطيات الحسِّيَّة". و"التجريد" كمثل "الهَرَم المقلوب"، نَصْعَد فيه (أو نرتقي) من "القمة" إلى "القاعدة"؛ فـ "هذه" الشجرة التي أراها الآن هي شجرة برتقال؛ إنَّها "فَرْد" من "جنس (من الشجر)"، هو "شجر البرتقال". في "التجريد (الفكري)"، الصاعِد من "القمة" إلى "القاعدة"، نقول إنَّها "شجرة برتقال"؛ ثمَّ نقول إنَّها "شجرة"؛ ثمَّ نقول إنَّها "نبات"؛ ثمَّ نقول إنَّها "كائن حي"؛ ثمَّ نقول إنَّها "جسم"؛ ثمَّ نقول إنَّها "مادة". ومن طريق "التجريد"، نتوصَّل إلى "التعريف"؛ فنُعَرِّف "الإنسان"، مثلاً، على أنَّه "حيوان ناطق.."؛ فلتتأمَّلوا (فلسفياً) هذا "التعريف". إنَّ قوام "التعريف" هو "ضدَّان متَّحِدان اتِّحاداً لا انفصام فيه"؛ وهما: "التماثُل" و"الاختلاف". "التماثُل"، في هذا المثال، نراه في كلمة "حيوان"؛ و"الاختلاف" نراه في كلمة "ناطق"؛ فـ "الإنسان"، تعريفاً، أو في تعريف ما، هو "حيوان"، يشتَرِك، ولا بدَّ له من أنْ يشتَرِك، مع سائر أنواع الحيوان، في صفات وسمات وخواص، نبتني منها جميعاً مفهوم "الحيوان (العام)". لكنَّ هذا الحيوان، أيْ الإنسان، يختلف، ولا بدَّ له من أنْ يختلف، عن سائر أنواع الحيوان في كونه "ناطقاً"، أيْ "يُفكِّر تفكيراً منطقياً"؛ و"الفكرة" تَظْهَر في رأسه، وتُنْقَل إلى خارج رأسه، وهي في "غلافٍ ماديٍّ"، هو "الكلام المنطوق (ثمَّ المكتوب)". وليس من "تعريف" لأيِّ شيء إلاَّ ويُمثِّل هذا الاتِّحاد الذي لا انفصام فيه بين "التماثُل" و"الاختلاف"؛ فكل إنسان يجب أنْ يكون حيواناً (ناطقاً) لكن ليس كل حيوان يجب أنْ يكون إنساناً. قُلْنا لا وجود في "الواقع الحي" إلاَّ لـ "الفَرْد" من الأشياء، والذي يشبه "البصمة"؛ لكنَّ هذا "الفَرْد" من الأشياء لا يوجد، ولا يمكنه أنْ يوجد، في "الواقع الحي"، إلاَّ على هيئة، أو بصفة كونه، "سيرورة" Process. إنَّ "نبات الشعير"، مثلاً، هو، في أصله"، "حَبَّة (من حبوب الشعير)"؛ لكنَّ هذه "الحَبَّة" لا يمكنها أنْ تكون "الشعير (أو نبات الشعير)" إلاَّ إذا كانت على "هيئة خاصة"؛ فهي أوَّلاً يجب أنْ تُزْرَع، ويجب، من ثمَّ، أنْ يُهيَّأ لها "أسباب نموٍّ"، كالحرارة والماء والرطوبة. إنَّها يجب أنْ تكون في تفاعُل مستمر مع "بيئة خاصة"؛ فإذا انْتُزِعَت من بيئتها، ومُنِعَت من التفاعُل مع أشياء خاصة، تكفُّ عن كونها "حبَّة تعطي نبتة، تعطي سنبلة (شعير)". وهذا إنَّما يعني أنَّ "الفَرْد" من الأشياء لا يكون، ولا يمكنه أنْ يكون، هو نفسه إلاَّ بصفة كونه "ابن بيئة خاصة"، يتفاعَل معها، ويتبادل التأثير، في استمرار. إنَّ "الفَرْد" من الأشياء، وبصفة كونه "سيرورة"، هو وحده الموجود في "الواقع الحي"، الذي ينتقل إلينا، من طريق الحواس الخمس، على هيئة "أحاسيس"، منها ننطلق في "التجريد (الفكري)"، فنتوصَّل إلى "المفاهيم". والآن، لنَنْظُر بـ "عين جدلية" إلى "الإحساس"، الذي يأتي إلينا من طرق إحدى الحواس الخمس، ولنَسْأل "كيف يتولَّد الإحساس؟". ضَعْ يدك في ماء بارد، فتحسُّ بـ "البرودة". لقد تولَّد لديك الآن إحساسٌ (بالبرودة). يدك، نسبياً، أيْ نسبةً إلى هذا الماء، كانت "حارة"؛ فلو لم تكن حارة (نسبةً إلى هذا الماء) لَمَا أحْسَسْتَ بالبرودة. أنْ تكون يدك حارة (مِنْ قَبْل) فهذا هو "نصف الجواب"؛ أمَّا "نصفه الآخر" فهو أنْ "تُنْفى (تُلْغى)" حرارة يدك؛ فـ "يدكَ الحارة، التي تتعرَّض حرارتها للنفي" هي سبب إحساسك بالبرودة. "الواقع الموضوعي"، أيْ الواقع (المادي) الموجود في خارج الذِّهْن، وفي استقلال عنه، هو الذي، بتأثيره بأعضاء الحِسِّ فينا، يُولِّد لدينا أحاسيس مختلفة؛ وكل إحساس لا يتولَّد فينا إلاَّ ومعه نقيضه، أو ضديده؛ وإنَّ تناقُض الإحساس يَعْكِس تناقُض الواقع الموضوعي الذي ولَّده (فينا إذ أثَّر بحواسِّنا). وصلة "الإحساس" بـ "المحسوس" إنَّما هي نفسها صلة "الوعي" بـ "المادة"؛ فأنتَ تحسُّ باللون الأخضر (مثلاً) إذا ما أثَّر ورق الشَّجَر بعينك، التي هي عضو (مادي) من وظائفه الإحساس باللون؛ و"المحسوس"، في هذا المثال، هو "ورق الشَّجَر". "إحساسك باللون الأخضر" إنَّما هو كـ "الفكرة"، "صورة ذهنية"؛ و"الصورة الذهنية" تُوْجَد في "الذِّهْن (أو الوعي)" فحسب؛ فهي لا توجد في خارجه، ولا توجد مستقلةً عنه؛ أمَّا "المحسوس"، أيْ "ورق الشَّجَر"، في مثالنا، فهو "مادة"، أيْ "واقع موضوعي". إنَّه "واقع موضوعي"؛ لأنَّ "ورق الشَّجَر" موجود في خارج ذهنكَ، وفي استقلال عنه. إنَّه مستقل عنه في وجوده، وفي تطوُّره؛ وهذا لا يتعارض مع "تأثُّر ورق الشَّجَر بقوَّة ما من قواك المادية"؛ فأنتَ، مثلاً، يمكنك أنْ تخدش بظفركَ إحدى أوراق الشَّجَر؛ وهذا "تغيير" تأتَّى من تفاعُل "الذَّات" مع "الموضوع". إنَّ "الحِسَّ (أو الإحساس)" هو ثمرة التفاعُل بين شيئين هما "الحاس"، أيْ عضو الإحساس، والذي هو "مادة"، و"المحسوس"، والذي هو "مادة" أيضاً؛ لكنَّ هذه "الثمرة" ليست، لجهة ماهيتها، بـ "مادة". "الإحساس"، والذي منه تنشأ وتُوْلَد "الأفكار" و"المفاهيم"..، إنَّما "يَعْكِس" الواقع (المادي) الموضوعي المتناقِض بطبيعته. وهذا "العَكْس" هو "صورة (حسِّيَّة، ذهنية)" لا تَظْهَر، ولا يمكنها أنْ تَظْهَر، إلاَّ في "مرآة خاصة" هي مِنْ مادة؛ وهذه "المادة" قوامها "الدماغ" و"أعضاء الحس الخمسة" و"الأعصاب". تأمَّل صورة شيء أو جسم ما في المرآة العادية. افْتَرِضْ أنَّ الصورة التي تراها في المرآة هي صورة شجرة برتقال. إنَّكَ لا تحتاج إلى تأمُّل طويل وعميق لتُدْرِك أنَّ وجود صورة شجرة البرتقال في المرآة لا يعني، ويجب ألاَّ يعني، أنَّ شجرة البرتقال نفسها موجودة في هذه المرآة؛ فهذه الشجرة ما كان لصورتها أنْ تَظْهَر في المرآة لو لم تكن هي نفسها موجودة في خارج المرآة، ومستقلةً في وجودها وتغيُّرها عن المرآة؛ كما أنَّك لا تحتاج إلى مثل هذا التأمُّل لتُدْرِك أنَّ المرآة لا تُريكَ، ولا يمكنها أنْ تُريكَ، إلاَّ ما "تراهُ" هي؛ فلا صورة فيها لجسم ليس في متناوَل "عينها"؛ وتلك "المرآة الخاصة"، أو دماغ الإنسان، لا صورة (ذهنية) فيها إلاَّ لجسمٍ يقع في مدى مداركها الحسِّيَّة؛ فالمستحيل بعينه أنْ تَعْثُر في رأس الإنسان على "فكرة" لا وجود لها، ولو على هيئة عناصر ومكوِّنات، في الواقع (المادي) الموضوعي. حتى الفكرة المتطرفة في خياليتها، أو في بُعْدها عن الواقع، وتعارُضِها معه، يجب أنْ تُبْنى من "حجارة موجودة في الواقع الموضوعي". إنَّ كل "إحساس" يتولَّد فيك يجب أنْ يُفْهَم ويُفَسَّر على أنَّه انعكاس لـ "تناقُض واقعي موضوعي"؛ وإنَّ لحظة تغلُّب أحد طرفيِّ تناقُض (واقعي موضوعي) ما على الآخر هي عينها لحظة ولادة إحساسٍ ما؛ وينبغي لكَ أنْ تَفْهَم بنيتكَ الجسدية على أنَّها جزء من "الواقع (المادي) الموضوعي"؛ فهذا الواقع إنَّما يشمل كل ما هو موجود في خارج ذهنك، وفي استقلال عنه؛ وليس أدل على ذلك من "عملية الهضم"؛ فهذه العملية تَحْكُمها وتُنَظِّمها "قوانين (مادية) موضوعية"؛ وهذه القوانين لا يتأثَّر وجودها وعملها بجهلكَ بها، أو بمعرفتك لها؛ فما أكثر القوانين (المادية) الموضوعية التي تؤثِّر فينا، وفي حياتنا بأوجهها كافة، ولم نكتشفها، أو ندركها، بَعْد! "الطبيعة" أدهشت وتُدْهِش الإنسان بظواهرها وأحداثها ونظامها وقواها، وبما تَصْنَع من أشياء. إنَّها دائما، وفي كلِّ عَمَلٍ تؤدِّيه، وبكل ما تَصْنَع من أشياء، تقول لنا: هذه أنا؛ وهذه هي حقيقتي؛ وهذه هي خصائصي؛ منذ الأزل أنا هكذا، وإلى الأبد سأبقى هكذا؛ لا يمكنني إلاَّ أنْ أكون هكذا؛ افْهَموني واعرفوني كما أنا، بلا زيادة، ولا نقصان؛ فأنا أَكُون هكذا، أو لا أَكُون. لكنَّ الإنسان يأبى ويَسْتَكْبِر ويُعانِد، وكأنَّه لا يريد الاعتراف. لقد تَصَوَّروا "الطبيعة" على أنَّها شيء "مَيِّت"، "جامِد"، "خامِل"، "عاجِز"، لا يُمْكِنها أنْ تكون على ما هي عليه إلاَّ بـ "قوى"، من خارجها، ومن غير جنسها، تُكْسبها كل ما نراه فيها من قوى وخصائص ونظام.. تَصَوَّروها على أنَّها كذاك التمثال من الطِّين اللازب، لن تَدُبَّ فيه الحياة إلاَّ إذا نُفِخَ فيه من "الرُّوح الأسمى". إنَّهم كمثل من رأى مغناطيس يجذب الحديد إليه، فقال: هذا لا يَحْدُث، ولا يُمْكِن أنْ يَحْدُث، من تلقائه؛ فـ "المغناطيس في حدِّ ذاته" لا يَفْعَل هذا؛ لا يَجْذِب إليه الحديد؛ وثمَّة ما جعله على هذه الحال، وبهذه الخاصية. أين مَكْمَن "الخلل"؟ في "الصورة (الذهنية)" يَكْمُن "الخلل"؛ فَهُمْ تَصَوَّروا "الطبيعة" بما أعْجَزَهم عن فهمها، وبما قادهم، من ثمَّ، إلى الإيمان بالمعجزات؛ ولو رأوا "الطبيعة" كما تُرينا هي نفسها، لَمَا تشوَّشِت أذهانهم، واضطَّربت رؤاهم. إنَّهم أَبوا إلاَّ أنْ يروا "الطبيعة" بـ "عَيْنٍ"، لا تُريهم منها شيئاً؛ وهذه "العَيْن" إنَّما هي "الصورة الذهنية". وأنتَ يكفي أنْ تَنْظُر إلى "الطبيعة" بـ "عَيْن" هذه "الصورة" حتى "تَقْتَنِع" بـ "الرُّوح" سبباً وعِلَّةً. هذه هي "الطبيعة" كما تُقَدِّم هي نفسها إلينا؛ فهل لكم أنْ تجيبوا عن السؤال الآتي: ما هي، وكيف تكون، "الطبيعة" إذا ما نُزِعَت منها "الرُّوح" التي تجعلها على ما هي عليه من "حيوية" و"نشاط" و"نظام"؟ إنَّ "الطبيعة" لا تحتاج إلى أيِّ شيء من غير جنسها حتى تُنْتِج نجوماً وكواكب وكائنات حيَّة و"مادة تُفَكِّر وتَعي"، هي الدِّماغ البشري. العجز" ليس في "الطبيعة"، وإنَّما في "طريقة فَهْمهم لها"، وفي "الصورة الذِّهنية" التي رسموها لها. إنَّهم كمثل من يقول بوجود "ماءٍ"، كان مِنْ قَبْل، لا يروي العطشان إذا ما شربه، ولا يطفئ النار إذا ما صببناه عليها، ولا يذيب الملح إذا ما وضعناه فيه، ولا يُفْقِد الجسم شيئاً من وزنه إذا ما غمرناه فيه، لا يتبخَّر بالحرارة، ولا يتجمَّد بالبرودة. أين هو هذا "الماء" الذي كان فاقِداً كل تلك الخصائص إلى أنْ أَكْسَبَتْه إيِّاها "الرُّوح الأسمى"؟! لو سألت "من أين جاءت الأرض؟"، أو "من أين جاءت الشمس؟"، أو "من أين جاء النظام الشمسي؟"، أو "من أين جاءت مجرَّتنا، مجرَّة درب التبانة؟"، أو "من أين جاء الكون الذي نعرف؟"، لكان سؤالك سليماً. إنَّ "الشيء الفَرْد"، كالأرض، أو الشمس، أو النظام الشمسي، أو مجرَّتنا، أو الكون الذي نَعْرِف، هو "مادة" جاءت من "مادة" أخرى.. هو مادة نشأت من زوال مادة أخرى. أمَّا إذا أصْرَرتَ على سؤالكَ الفاسِد "من أين جاءت المادة؟"، فالجواب هو "لقد جاءت المادة من مادة، جاءت هي أيضاً من مادة.."! ثمَّ أين هو هذا الشيء الذي تستطيع الفيزياء أن تقيم الدليل على أنَّه قد جاء من لاشيء، أو من العدم، أو ذهب بلا أثر؟!
#جواد_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل في القرآن ما يُشير إلى -كروية- الأرض؟!
-
-المادية-.. هذا هو معناها!
-
-تجاربهم العلمية- لدحض -المادية-!
-
بشار الذي جَعَل من تدمير -ترسانته الكيميائية- سبباً للبقاء!
-
نُذُر أزمة اقتصادية عالمية جديدة!
-
-تَمَدُّد الكون- في تفسير آخر ومضاد أَتَقَدَّم به!
-
الأُمُّ الأصغر من ابْنَتها!
-
إيران التي -ساعَدَت- أوباما في سورية!
-
لنتعلَّم -الديمقراطية- في -مدرسة الطبيعة-!
-
هل يَشْهَد العالَم ولادة -قيادة جماعية-؟
-
هل يَتَّحِد -المعتدلون- من الحكومة- و-المعارضة- في قتال -الم
...
-
-الطبيعة- كما تُقَدِّم إلينا نفسها!
-
حياتنا الاقتصادية.. حقائق بسيطة وأوَّلية
-
أخطر ما في هذا العداء لمرسي!
-
لماذا يبدو الشعب الأردني أَحْكَم وأَعْقَل من حكومته؟
-
-تمثيلية أردنية-.. العمدة والزَّبَّال!
-
مصر.. عندما ينادي خَصْما -الدولة المدنية- بها!
-
بعضٌ من حقيقة -الحقيقة-!
-
شيء من -الجدل- ينعش الذِّهْن
-
الصراع السوري في -تركيبه الكيميائي الجديد-!
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|