دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 09:48
المحور:
الادب والفن
الصبيّ الصغير، " أدونيس "، كان كما قيل إحدى بدع الطبيعة، بسحر ملامحه وفتنة محيّاه؛ وهي الطبيعة، التي لم يكن يعرف غيرها ومخلوقاتها.
ذات أمسية ربيعية، مقمرة، كان صبيّنا مطرقاً يتأمل الظلال المتكاثفة للأشجار والأجمات. من مجلسه، فوق صخرة منيفة، كان باستطاعته رؤية القمر بشكل جيّد لو شاء رفع رأسه قليلاً إلى الأعلى. فكرتنا هذه، يبدو أنها ما لبثت أن راقت للصبيّ البهيّ.
" عجباً! إن القمرَ لا يني يضحك طوال الوقت؛ وكأنما هو شخصٌ أخرق؟ "، تمتم الطفل وهوَ يتطلع نحو الضياء المبهر، المقتحم قلبَ العتمة.
هنيهة أخرى، ثمّ صدر من حرج الصنوبر حركة مريبة ما.
وإذا بالصبيّ يفاجأ، على الأثر، بخروج صياد من ذلك المكان وكان يتنكّب قوسه وسهامه. ما أن جالت عينا فتانا بهيئة هذا الصياد عن قرب، حتى تبيّن له أنها فتاة بمقتبل العمر؛ وأنها خارقة الحسن فوق ذلك.
شعورٌ آخر، أكثر جدّة، ما عتم أن تغلغل في حواس الفتى، ليتركّز من ثمّ بمكان معيّن من بدنه اللدن.
" أنا هيَ إلهة القمر، " ديانا "، أيها الفتى الجميل! "، خاطبته برقة. ثمّ أردفت تسأله في اهتمام متكلّف " لِمَ على القمر ألا يبتسم دوماً، برأيك يا صديقي؟ ".
الفتى، لم يجد حاجة للتأكّد من صدق إدعاء محدثته. على ذلك، أجاب سؤالها بأن وَصَفَ حاله في هذه الغابة وما يلاقيه مع مخلوقاتها من كيد السبع وزبانيته. عندئذٍ، ما كان من الربّة سوى أن تجرّدت من سلاحها لكي تناوله للفتى الملول: " هاكَ! إنّ سهمَ هذه القوس لا يخيبُ مَرامُهُ ".
الفتى الفاتن، " أدونيس "، كبرَ وأضحى شاباً. ثمّ أوغل في مجاهل العمر بعيداً، حتى انطفأت شعلة جماله. إلا أنه كان ما يفتأ على شهرته كصياد لا يبارى، تتناقل الغابات القريبة والبعيدة أخباره ومآثرَه.
أما في الغابة نفسها، التي فيها نشأ ونمى " أدونيس "، فقد مُحِضَ من لدن مخلوقاتها كرهاً شديداً؛ لما رأت منه من محاباة للسبع الغشوم. هذا الأخير، كان قد سبق ومات إثر حياة حافلة، فخلفه شبله الوحيدُ الأكثر نكالاً ولؤماً وغدراً.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟