أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد حبيب المالكي - الطرز المعمارية..عوامل مؤثرة وأستجابات















المزيد.....

الطرز المعمارية..عوامل مؤثرة وأستجابات


حميد حبيب المالكي

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 09:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عند ترحالنا بين دول ومدن العالم أو تقليبنا لصور عن الدول والمدن نلحظ اختلافا وتباينا وتمايزا في الأشكال والتصاميم المعمارية بين دولة وأخرى ومدينة وأخرى,وهذا التباين لم يأتي من فراغ بل هو في جوهر التصميم والطراز المعماري,فالعمارة لم تأتي من فراغ بل تمثل تطورا وامتدادا حضاريا وفكريا وأستجابة للعوامل و الظروف المحيطة بها التي تجعلها تأخذ هذا الشكل أو ذاك ولهذا السبب نرى التشوه الحاصل في كثير من المدن العربية التي "أستوردت" طرز معمارية هي ليست وليدة بيئتها ولا تناسبها ولكي نوضح الصورة أكثر لا بد من توضيح ما هي هذه المتطلبات والعوامل المؤثرة التي تصيغ وتنشأ عنها الطرز والأشكال المعمارية:
أولا:المناخ وهو أول وأهم مؤثر في تشكل الطرز المعمارية فكل معمار لدى قيامه بالتصميم يراعي ظروف المناخ فمثلا المناطق غزيرة الأمطار تكون سطوح بناياتها مثلثة كي تسهل تفريغ الامطار وعدم تجمعها فوق المباني,والمناطق الحارة تكون سطوح مبانيها على شكل قباب لكون القباب تسمح للهواء الساخن بالتجمع فيها في حين يلامس الهواء البارد الاكثر وزنا الارض,كذلك بالنسبة للنوافذ وفتحات التهوية فهي كبيرة وواسعة في المناطق الباردة كي تسمح بدخول أكبر مساحة من ضوء الشمس بينما تكون صغيرة في المناطق الحارة,لذلك ابتدع المعماريون الغربيون البنايات التي تكون واجهاتها زجاجية لكي يستفيدوا من أشعة الشمس بأكبر قدر ممكن لكن هذا الصنف من المباني لا يلائم منطقتنا كونها تتعرض لكثافة شمسية عالية مما يجعل المباني الزجاجية تستهلك كثيرا من الطاقة لتبريدها.ولهذا السبب أبتدع المعمار العراقي القديم السراديب في بيوت العراق للأحتماء بها من حر الصيف اللاهب,كما نجد أمور شبيهة بذلك في بعض مناطق أفريقيا كتونس حيث يبني الناس بيوتهم بالكامل تحت مستوى سطح الأرض.
ثانيا:التضاريس والبيئة والمادة الخام فالمناطق الصحراوية يعيش سكانها غالبا حياة البداوة والتنقل وراء الماء والكلأ لذلك كان المتطلب أن تكون مبانيهم تلائم هذا الغرض فمن غير المنطقي أن يشيدوا المباني في كل مكان يستقروا فيه لبرهة من الزمن ثم يرحلوا ليشيدوا غيره في المستقر الجديد بعد أشهر لذلك أوجد البدو البيوت والمباني المتحركة المصنوعة من الشعر التي يسهل تركيبها ونصبها ويسهل تفكيكها ونقلها أيضا ومادتها الخام متوفرة من وبر جمالهم, ناهيك عن كون رمال الصحراء لا تصلح لبناء المباني لا كمادة خام ولا أساس تشيد فوقه المباني الحجرية أو الطينية حتى أنه مع كل التقدم التكنولوجي والصناعي والانشائي في العالم لكنه يعسر عليهم لليوم مد شبكة طرق في صحراء الربع الخالي أو الصحراء الكبرى لهذا السبب,كما شيدت المباني في مناطق السهول من الطين أو اللبن كونه هو الوحيد المتوفر في محيطها كما أنه يخدم متطلباتها لكون الطين بارد صيفا دافي شتاءا كما بنى سكان الأهوار بيوتهم من القصب والبردي كونه المادة الخام متوفرة بمحيطهم وملائمتها للضروف المناخية وفيضان النهر والهور في موسم وجفافه موسم اخر , في حين تشيد البنايات في المناطق الصخرية والجبلية من الصخور وذلك لأنها هي المتوفرة,وتشيد القلاع والحصون على قمم الجبال لأن السهول والوديان غير حصينة كونها أدنى من القمم وتكون مكشوفة عسكريا أما في المناطق السهلية فالحسابات تختلف حيث لا قمم لأنشاء القلاع عليها فيستعاض عن ذلك بأنشاء الأسوار والخنادق لحماية المدن.
ثالثا:الحالة الأقتصادية فالمناطق التي تعيش بحبوحة أقتصادية يلجأ أفرادها لأنشاء بيوت كبيرة وواسعة حتى في العصور الماضية كان الأغنياء يبنون البيوت الكبيرة والقصور وكانت بيوتهم مزركشة ومزخرفة كي ينعم ساكنوها بجمالياتها فسعة البيوت وكم البناء فيها والزخرف والجماليات الأخرى تحتاج أموال لأنجازها لذلك يتمكن الاغنياء دون غيرهم من تشييدها,أما الأفراد الفقراء فبيوتهم أصغر وأقل بكم البنيان والجماليات والزخرفة فيها معدومة أو بسيطة جدا.ومع كون المدينة الواحدة تحوي كلا الصنفين من فقراء وأغنياء وبالتالي منازل فارهة ومنازل بسيطة لكن في كثير من الأحيان تكون هنالك سمة بارزة على هذه المدينة أو تلك فقد تكون المدينة مزدهرة اقتصاديا ويعيش سكانها بحبوحة أقتصادية وبالتالي النسبة الأكبر من بيوتها كبيرة ومزخرفة كما قد يكون العكس.
رابعا:الحالة الأجتماعية والدينية والأمنية,فالحالة الأجتماعية تؤثر في شكل المباني فالمحافظون يجعلون بيوتهم كالقلاع محصنة أما المنفتحون والمتحررون تراهم أقل سرية وخصوصية في بنائها وصور هذا التأثير تظهرهذا في الأسوار الخارجية والشرفات والأواوين داخلية أم خارجية والحدائق والنوافذ والابواب,والحالة الدينية تتداخل مع الأجتماعية ويضاف لها أثره في التصميم و الزخرف والجماليات فمثلا ينزع المعاريون المسلمون لوضع أشارات وأيحاءات دينية كالهلال أو القمر أو شكل البيت الثماني أو محراب صلاة داخل البيت وأتجاهات القبلة والمراحيض و يستخدم الفنان المسلم الزخرفة النباتية في زخرفة الأشكال ومرد ذلك لسبب ديني وهو حرمة التصوير وغيرها من الأمثلة,كذلك المسيحيون فهم ينزعون لتصميم المباني وفق شكل الصليب أو تصمم النوافذ أو زخرفات يحويها المبنى على هذا الشكل.أما الأمنية فأنها تؤثر في مقدار الحماية الخارجية للمباني ويظهر أثره في الأسوار والنوافذ والأبواب كما قد توجد سراديب للأختباء.و تؤثر الكثافة السكانية التي لو تداخلت مع العامل الأمني والخدمي فأنها تدفع الناس للبناء العمودي في حين لو توفرت رقعة واسعم من الخدمات التي تقدمها السلطة وتوفر الأمان فأن البناء يتجه للأفقي لكن هذا ليس العامل وحده المؤثر بكون التوجه نحو البناء عمودي أم أفقي فهناك العامل الأقتصادي كون السكن في مباني عمودية أقل كلفة وقد يختصر المسافة فيكون قريبا من مكان عمله وبذلك يستغني عن بيت منفصل لأجل هذه الميزات.
من الأيجاز البسيط الذي تقدم يتضح كون العمارة ترتبط بشبكة من المؤثرات التي تصوغها وتشكلها وهي كالفكر وليدة بيئة معينة ولا يفوتنا تذكر أن العمارة مترابطة ومتصلة بالفكر والفلسفة أرتباط وجود,فالحضارة تنقسم الى قسمين أحدهما معنوي يتمثل بالفكر والثقافة والقيم والثاني مادي يتمثل بالمباني والأثار لذلك نود التنبيه للتشويه الذي يحصل على وجه الطرز المعمارية في منطقتا بسبب دخول طرز معمارية دخيلة لا تناسب منطقتنا ولم تنشأ أو تتطور طبيعيا في هذه البيئة فتشوه معالمها وجماليتها وأنسيابيتها وتطورها الطبيعي



#حميد_حبيب_المالكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ودول الجوار
- الرياضة العراقية تضيع بين الفساد والسياسة
- الطموح والخيال في فكر القاعدة
- حول مارتن لوثر وحركته وأثرها السياسي
- النظام الرئاسي بوابة لحل معضلة العراق
- جامعة الدول العربية بين الفشل والتقويم
- الثورة الفرنسية..بحث في الأسباب والنتائج
- الثورة الانجليزية..الأسباب والنتائج
- الحركة الصهيونية بين الأشتراكية والرأسمالية
- حول الفكر السياسي الشيعي
- الحرية في العالم العربي بين الأسلامية والليبرالية
- من يحاسب الرقيب؟
- مظاهرات المنطقة الغربية في العراق
- غياب الهوية الوطنية العراقية
- العراق جبهة المواجهة في الصراع الأقليمي
- روسيا والصين والهند نحو توازن قوى عالمي جديد
- هل اصبحت مفاتيح اللعبة بيد تركيا


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد حبيب المالكي - الطرز المعمارية..عوامل مؤثرة وأستجابات