أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)















المزيد.....

عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 08:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يمثل عبدالفتاح إسماعيل أبرز قيادات النضال في اليمن، تداخلت فيه مرحلتا التحرر الوطني والبناء السياسي المستقل.
(ينتمي عبد الفتاح إسماعيل إلى أسرة انتقل عائلها من الجوف واستقر في قرية الأشعاب ناحية حيفان التابعة للواء تعز. ولُد هناك في 28 يوليو 1934م وقد سافر الفتى الفقير عبد الفتاح إسماعيل إلى مدينة عدن ليواصل دراسته حتى أكمل الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بحي التواهي.).
تضافرت حياته منذ ذلك الحين مع التحولات السياسية للقوى القومية اللاعب الرئيسي في الحراك السياسي، فبعد الإطاحة بنظام الإمامة وتشكل النظام الجمهوري سنة 1962، ومجيء القوات المصرية وتسعيرها للكفاح في الجنوب باتت القيادة السياسية في ظل نظامي رأسمالية الدولة العسكرية، المصرية القائدة من وراء البحر واليمنية الشمالية المؤججة للصراع في الجنوب.
بتشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب في 1962 وكان عبدالفتاح أحد قيادييها، وقيامها بالعمليات العسكرية يبدأ نولُ التاريخ في نسجِ حياةِ عبدالفتاح السياسية ضمن ثنائية متضادة، هي ثنائيةُ الشمالِ والجنوب، ثنائية السلطة العسكرية والسلطة المدنية، وكان تتويجُ قوةِ الجبهةِ القومية العسكرية من قبل الشمال يخلقُ ثنائيةَ الصراع بين سلطة عسكرية شمالية آخذةً في التبلور وقوة عسكرية جنوبية بملامح أولية جنينية.
لم يستطع عبدالفتاح إسماعيل أن يكون قائداً عسكرياً متنفذاً فهو قائد يقوم بعمليات ويستثمر شركته الخاصة في نقل المواد العسكرية للجنوب تحت غطاء البناء. لكن هذا لم يبعده عن التعرض للسجن.
بدت الملامح الفكرية والسياسية لعبدالفتاح غامضةً فهو شمالي يشارك في تحرير الجنوب، وهو مثقفٌ وعسكري، لكن إيديولوجيته القومية دفعته لفضاءٍ سياسي تجريدي عام، فهو متعاطف بقوة مع الوحدة، التي تبدو تلاقياً بين وحدات سياسية عربية مختلفة، وتتوارى الظروفُ المشكلةُ للبُنى الاقتصادية الاجتماعية العربية المنقسمة والمتوجهة لهذه الوحدة، لكون الظرف العربي في وعي القوميين متماثلا، فهم أمةٌ واحدة منصهرة، إذن تغدو الخطوات فوق هذه التضاريس مستندة لمشاعر عامة ولإردات فوقية مهيمنة، وهنا تغدو رأسماليةُ الدولةِ العسكرية في مصر هي المنشأةُ لرأسماليةِ الدولة العسكرية في اليمن الشمالية، فتفيضُ بعد ذلك على الجنوب اليمني تحريراً وتوحيداً بالضرورة.
ولكون دولة الشمال العسكرية اليمنية موحّدةً بشكل فوقي عسكري غير قادرةٍ على صهر المدن والقبائل والأرياف في دولة مدنية حديثة فإن دولة الجنوب تنتظر قراراتها السياسية. إن قوى العسكر العليا تغدو شكلاً لرأسمالية بيروقراطية تتحكمُ في الموارد حسب طريقتها السياسية فتقربُ الموالين من شيوخ القبائل ورجال الدين والتجار دون أن تسمح لهذه الموارد بالحراك الديمقراطي الانتاجي التنموي الحر، ولهذا فإن سير الدولة للتطور النهضوي الوطني العادل المتجاوز للإقطاع يصير غير ممكن ويفرضُ الإقطاعُ مضامينه عبر العقود.
لقد بدا منذ تحرر الجنوب كونه دولةً مستقلة ذات سيادة، وقد راحت تكونُ نفسَها من خلال تجربتها وعبر قواها السياسية المستقلة، واتخذ شكل رأسمالية الدولة العسكرية المدنية طابعاً كلياً شمولياً فيها، فالوعي القومي الأيديولوجي لا يقفز فوق تضاريس البلدان ذات التطور المختلف بل يقفز فوق تشكيلات التاريخ الموضوعية كذلك.
ولهذا سارت دولةُ اليمن الجنوبية من دولة قَبلية غير منصهرة إلى دولة اشتراكية عبر مؤسساتها العسكرية والسياسية الاقتصادية.
لقد رفضت القيادة السير المتنوع للاقتصاد وبقاء القوى العسكرية السابقة وسيطرت على كل جوانب الحياة، مانعة المجتمع من التطور الداخلي المنّوع الديمقراطي.
إنها عجلت بشكل كاريكاتيري التطور الشمولي لمجتمعات رأسماليات الدولة العسكرية الشرقية في بضع سنين، ونقلت السلطةَ من القوى المتعددة للسلاطين والمشايخ إلى الحزب الاشتراكي ثم إلى المكتب السياسي الذي راح قادته يتصارعون على الحكم لأسبابٍ شخصية غير متبلورة في صراع اجتماعي سياسي واضح معبر عن قوى طبقية بارزة.
إن إنقسام المكتب السياسي بين علي عنتر وعلي ناصر محمد يعبر عن تناقض قوى العسكر القومي السابق الذي التهمّ السلطةَ السياسية ولكن ثمة قوى سياسية رفضت هيمنته، وهي تسيطر كذلك على جوانب السلطة الاقتصادية المدنية.
ولم تتوقفْ رأسماليةُ الدولة العسكرية الشمالية من الرغبة في الهيمنة على الجنوب، وكان ذلك جزءًا من المشروع السياسي الأولي الذي بدأ من خلال قدراتها، فكان لا بد أن تستغل التناقضات في الجنوب، مثلما تحاول فرض إرادتها عبر إشعال الحروب (التوحيدية).
ولهذا كان أي تفتح ديمقراطي في قيادة الجنوب عاملاً مهماً لكن التفتح الديمقراطي كان لا بد أن يتشكل كتيارٍ فكري سياسي واسع، وهذا كان مستحيلاً من القوى السياسية الجنوبية المحدودة الوعي. أما القضاء على هذا التفتح فيعني هيمنة الشمال.
إن العناصر الديمقراطية في تجربة اليمن الجنوبي الموجودة منذ الاستعمار البريطاني لم تُتح لها أن تتطور عبر قبضة الجبهة القومية ثم أشباحها التالية، ولهذا فقد اكتسحت وتشظت اليمن ودخلت مرحلة الفوضى الاجتماعية.
في هذا السياق عاش عبدالفتاح إسماعيل منساقاً مع نشأته الشمالية، فإن جذوره وميوله التوحيدية جعلته غير منصهر مع المجموعات السياسية الجنوبية وبدا محايداً بين الخصمين علي ناصر وعلي عنتر، بين الرأسمالية المدنية الشمولية والرأسمالية العسكرية، بين الشمال والجنوب، لكن توحيديته ظهرت في لقائه مع علي عبدالله صالح في الكويت والاتفاق بينهما على الوحدة، أو على التهام الشمال للجنوب.
إن رؤيته الغائرة عبرتْ عن قبوله بسير ماكينةِ الشمال الشمولية فوق الجسم اليمني كله، وكان في قبول القوميين الجنوبيين المتشددين للوحدة والصراع مع القسم الآخر من رفاقهم القوميين عجز عن تطوير الديمقراطية الداخلية في كل وجوهها وفهم الواقع والتاريخ، ولهذا نجد رؤية عبدالفتاح إسماعيل محدودةً فيرى وهو في منفاه الاختياري في روسيا (1980-1985) عبر لقاءاتٍ فكريةٍ إن الحل هو في تفتح اليمنيين الاجتماعي والتعليمي رغم بقاء النظام الشمولي، فلم تكن أدواتُهُ الفكرية تتوجه لتفكيك مقولات الهيمنة الرأسمالية الحكومية في الوطن والمنفى معاً، ولهذا كان يكتب شعراً رومانسياً معبراً عن إرادة القوة ودورها الكلي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية
- تحولات ذاتية
- تحولاتُ الدورِ الروسي العالمي
- تحللُ العرب.. سوريا نموذجاً


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)