نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)
الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 17:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الباحث عامر جابر تاج الدين يؤرخ لمدينة الحلة الفيحاء من الناحية السياسية والاجتماعية والإدارية للقرن الماضي
نبيل عبد الأمير الربيعي
الحُلة تلك المدينة العريقة بتأريخ حضارتها البابلية التي نشأت في موقع Site لا يبعد عن مدينة بابل الأثرية في منطقة زراعية خصبة, فقد بنا بني مزيد دولتهم عام 459 هـ من قبل زعيمهم (صدقة ابن مزيد الأسدي) على هذه الأرض وقرب شاطئ الحُلة المتفرع من نهر الفرات , فكانت قريبة من مركز الخلافة لمدينة بغداد وتتوسط مدن الفرات الأوسط , فكانت تحتل مرتبة متميزة في مجال العلم والأدب والفقه , وفي مطلع القرن العشرين كانت مركزاً للوعي السياسي لنشاط أبنائها في الحركات الدستورية التي ظهرت في إيران وتركيا عامي (1906-1908) فدخلت لهذه المدينة الصحافة والتلغراف والبريد , فمن الصحف العربية التي وصلت لهذه المدينة (المقطم والهلال) ثم صدرت صحيفة داخل المدينة باسم(الفيحاء) , أما التعليم فقد اتخذ الناس من المساجد مدارس يعلمون أولادهم الخط العربي وتلاوة القرآن حتى تأسس أول مكتب ابتدائي في الحلة عام 1899 ومن ثم تأسست مدرسة الأليانس لأبناء الديانة اليهودية , ويؤكد عبد الله الفياض " إن تقدماً فكرياً قد أخذت جذوره تنمو هنا وهناك, وإن هذا التقدم الفكري لا بد أن يتمخض عن نمو في الوعي السياسي والاجتماعي ".
الباحث والمؤرخ (عامر جابر تاج الدين) من مواليد الحلة عام 1948 اهتم في الدراسة و البحث لتأريخ مدينته الحُلة الفيحاء التي تنصب على العصر الحديث بين فترة الاحتلالين العثماني والبريطاني , فكانت دراسة تاريخية مهمة قدم من خلالها لأبناء مدينته قدراً مهما في تأريخها السياسي من خلال كتابه (تأريخ الأحزاب والجمعيات السياسية في الحلة 1908-1958) الصادر عام 2007 عن دار الشؤون الثقافية في بغداد والذي يتضمن (560) صفحة من القطع الكبير , الذي تناول فيه أحداث الحركة الوطنية في الحلة بأحزابها وجمعياتها , الباحث يؤكد في مقدمة الكتاب ص7 " هي دراسة تناولت نشوء وتطور الأحزاب السياسية التي تكون في المدينة خلال النصف الأول من القرن العشرين, وتحديداً بين الأعوام (1908-1958) , وشملت العهدين العثماني والملكي والأخير على فترتين.. الأولى بين الأعوام (1919-1935) والفترة الثانية بعد الحرب العالمية الثانية وشملت الأعوام(1946-1958) وبعد هذه الفترة ألغت الحكومة إجازات الأحزاب لتبدأ مرحلة جديدة (1955-1958) تركزت على العمل السري أثمرت عن علاقات نتج عنها جبهة الاتحاد الوطني 1957 وتوجت في النهاية عن قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ",وكتابهُ الثاني (الحلة ..لمحات اجتماعية وإدارية وفنية 1858-1958م)الصادر عام 2013 عن وزارة الثقافة عن بغداد عاصمة الثقافة العربية وقد تضمن الكتاب (480) صفحة من القطع الكبير , إضافة لكتابه (تاريخ مساجد الحلة ..رحلة في عالم الإيمان والأديان)لم يذكر اسم دار النشر ولكن الكتاب يتضمن (404) صفحة من القطع الكبير مضاف إليه الصور ذات الورق الصقيل والملونة لمساجد الحلة , وهنالك مؤلفات ثلاث تحت الطبع منها (تاريخ المزارات والمقامات في الحلة و تأريخ مصارف الحلة والجزء الثاني لكتاب الأحزاب والجمعيات السياسية 1958-1968) , فقد كثف دراساته في تاريخ المدينة في جميع جوانبها المتنوعة, والباحث عامر تاج الدين عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وعضو الجمعية العراقية للتصوير وعضو حلقة الحوار الثقافي في لبنان , حاصل على شهادات تقديرية وامتيازات من جهات إعلامية عديدة , نشر مئات المقالات والبحوث والتراجم في مختلف الصحف والمجلات العراقية .
كتاب الباحث عامر تاج الدين (الحلة..لمحات اجتماعية وإدارية وفنية 1858-1958) يتناول واقع الحلة الاجتماعي والإداري والفني زهاء قرن كامل من تسلسل الإدارة المدينة من قبل متصرفو الحلة , فكان الكتاب عبارة عن سفر مهم قدمه الباحث عن تاريخ المدينة الاجتماعي والإداري , بسبب واقع المدينة المهم التي صنع أبنائها الكثير من الأحداث السياسية والإدارية والاقتصادية والفكرية والعسكرية , إلى جانب أهمية مدن العراق الرئيسية كالبصرة وبغداد والموصل , يؤكد الباحث لسبب اختياره هذه الدراسة في ص7" بسبب أن المتصرفين ظاهرة لم تخضع سابقاً للدراسة كما تكونت هذه الدراسة أيضاً نتيجة البحث المتواصل عن المعلومات التي جمعتها خلال تلك الحقبة , وتدوين تاريخها الإداري...وذكر أهم الحوادث التي شهدتها مدة البحث", بدوري اثني على يد الباحث لما قدمه من بحث ودراسة مهمة عن تاريخ المدينة فهو جزء من تاريخ العراق , فمدينة الحلة من المدن المهمة لأنها تعد وريثة مجد دولة بابل , كما كان لها الدور السياسي والاقتصادي لبلاد ما بين النهرين حيث أصبحت مقراً للحوزة العلمية و مركزاً للاجتهاد والإفتاء زمن العلامة(الشيخ الطوسي) .
فقد عرضَ الباحث تاج الدين في كتابه التشكيل الإداري للدولة العثمانية عام 1858 وتعاقب الحكام على المدينة حتى احتلال العراق من قبل الاحتلال الانكليزي بداية الحرب العالمية الأولى وواقعة عاكف عام1916 وتأثيرها في المجتمع الحُلي, بسبب هذه الواقعة قد تم إرهاب أبناء المدينة من جميع طوائفها وخرج معهم يهود الحلة يرتلون بالعبرية المزامير التي من عادة اليهود تلاوتها في ساعة الضيق فقد" استباح الجيش مدينة الحلة وفعل فيها الأفاعيل من الحرق والهدم والنهب والسلب والقتل وضرب فيها أربع محلات حيث شمل محلة الوردية , أما محلة المهدية فلم يتعرض لها بسوء احتراماً لأخذ زعمائها .....ثم شكل محكمة عسكرية لمحاكمة من القي القبض عليهم فحكمت المحكمة بشنق 127 رجلاً ونفي 231 رجلاً وكانت عمليات الشنق تجري على دفعات يوماً بعد يوم" حتى قصة المشنوق الأخير يحمل رقم(127) يدعى الياهو بن مردخاي من الديانة اليهودية وكان أصم وأبكم ويعمل ببيع الفرارات و سبب إعدامه لاستهزاءه من القوات العثمانية لاستفزازهم بكل شجاعة , فقد عده الدكتور علي الوردي بان عدد المعدومين كان ينقص واحد بما يسمى (واقعة الحلة الأولى), وقد أشار الراحل أنور شاؤل في كتابة قصة حياتي في وادي الرافدين ص38 "كانت البيانات المعلقة على صدور جميع الذين أمر عاكف بك بشنقهم تحمل جملة واحدة هي الثورة على الدولة العلية العثمانية عدا الورقة التي علقت على صدر المشنوق الأخير فقد ذكر فيها إن الجريمة كانت امتناع المحكوم عليه عن صرف الليرة العثمانية ", فكانت ثورة من قبل أبناء الحلة على حكامها بسبب الوعي السياسي والاجتماعي عندما أساء الأتراك لأبناء المدينة في المعاملة , من خلال مراجعتي للكتاب لاحظت إن تاج الدين قد نهج نهجاً غير متعصب أو منحاز لجهة معينة , لكن كانت الدراسة ذات نهج علمي رصين بعيداً عن التمجيد والتهليل, معتمداً في البحث على الوثائق التاريخية المهمة لعرض تاريخ الحوادث , فقدم الباحث من خلال جهده لجمع المعلومات والوثائق المهمة خدمة للمدينة والبلاد .
أشار الباحث تاج الدين في ص13 إلى مكون المجتمع الحُلي من العشائر العربية و الأكراد ومن الديانات المسيحية والإسلامية واليهودية ,فيؤكد"أما الأكراد فهم قبيلة الجاوان ... سكنوا الحلة المزيدية بالعراق " ثم يعقب على عادات العشائر في المدينة في الحقبة الماضية حيث" بقيت العشائر على عاداتها التقليدية كالاعتزاز بالأنساب وعادات أخذ الثأر ,وديات القتل ,وكانت الدولة العثمانية غير قادرة على السيطرة عليهم",كما يؤكد الباحث في ص15 "أن الحلة تمتلك اقتصاداً زراعياً قادراً على تحقيق فائض في الإنتاج وتتمتع بموقع جغرافي يرتبط مع المدن المجاورة بشبكة من الطرق ووقوعها على نهر الفرات أكسبها شهرة تجارية وعسكرية حيث عند فيضان دجلة يصبح الطريق الوحيد هو نهر الفرات" ,أما الجانب الإداري فيؤكد تاج الدين إن أول من تولى أمر الحلة هو "شبلي العريان الدروزي عام 1858وهو من دروز سوريا .. أواخر أيام عمر باشا..حيث شغل المنصب عشر سنوات ...كان قوي الإرادة , استتب الأمن في عهدة واستطاع السيطرة على السلب والنهب وكان يتولى بنفسه قيادة مجاميع عسكرية مسلحة لإرهاب السكان وإجبارهم على دفع الضرائب والأموال للحكومة", ثم يعقب الباحث عن تأريخ دخول التلغراف لمدينة الحلة أوائل عام 1861 " إضافة إلى تأكيد الباحث في مجال آخر إن مدحت باشا دعا إلى تشكيل وتأسيس لجنة لإسكان العشائر وتوزيع الأراضي عليها في مدينة الحلة عام 1870 فترة رئاسة متصرف لواء الحلة (مظهر باشا) .
أما واقع الحلة الأدبي فيذكر الباحث تاج الدين في ص29 إن المدينة " انفردت بتكوين نهضة شعرية لعدة أسباب :
1- موقعها الجغرافي الجميل 2- الهدوء السياسي بسلامتها 3- بسبب أن مؤسسيها بنو مزيد الأسدي فقد نشأت مطبوعة بطابع العروبة فأصبح الشعر سليقة يجري على كل لسان 4- انتقال الحوزة العلمية لها قرابة قرنين ونيف 5-توافد شخصيات للدراسة في الحلة مما جعل الشعر فيها بغزارة , إضافة لأسباب عدة ذكرها الباحث.
ثم يعرج الباحث إلى تأريخ تواجد الطائفة اليهودية في المدينة عام 1305هـ وقصة منارة النبي ذو الكفل والصراع على مرجعية المقام والقبر للمسلمين أم لأبناء الطائفة اليهودية فيذكر الباحث تاج الدين في ص135"كانت مدينة الحلة مكون مجتمعها من الديانات المختلفة ولها أماكن للتعبد لكل ديانة وبكل حرية . وعوملت الأقليات على أساس المساواة مع المسلمين في المجتمع العراقي , فكان إلى جانب المساجد التوراة والكنيسة ",فكان لليهود مكانين للعبادة بما تسمى التوراة الأول وهو مندرس حالياً في شارع الري في الموضع الذي اتخذه حاج عيسى معملاً للكاشي سابقاً والتوراة الثانية في الجباوين في عكد اليهود ولا تزال البناية موجودة, وكان في هذا المكان تجمع لليهود " , حتى هجرتهم من المدينة عام 1951 , فيذكر الباحث في ص 309 لمحه موجزة عن تاريخ أصل يهود العراق والسبي البابلي القديم , ولكن في مطلع العشرينات من القرن الماضي حافظ الدستور العراقي على "حقوق اليهود وكان مستوى وعيشتهم مرتفعاً , وقد عبرَ الملك فيصل الأول عن التسامح العراقي تجاه الأقليات في خطاب ألقاه في حفل من الاسرائيليين في بغداد بتاريخ 21 تموز 1921 ( ولا شيء في عرف الوطنية اسمه مسلم ومسيحي واسرائيلي , بل هناك شيء يقال له العراق ... ولكنا منسوبون إلى العصر السامي ولا فرق في ذلك بين المسلم والمسيحي واليهودي "وعلى أساس هذا التآخي حيا الزهاوي الملك فيصل قائلاً:
عاش النصارى واليهود ببقعة .......والمسلمون جميعهم إخوانا
كما أشار الباحث إلى عائلة أحمد سوسة إذ يذكر في ص311 " يذكر سوسة في مذكراته ص107 : كان والدي رجلاً صالحاً مستقيماً في معاملاته صادقاً في مخالطاته صريحاً في كلامه مما جعله محبوباً لدى عارفيه وكانت له منزلة ذات شأن في المجتمع حتى عين عضواً في مجلس إدارة اللواء", أما في ص 312 فيؤد الباحث تاج الدين " كان لليهود دورُ في الحياة الحزبية في الحلة لم يقل شأناً فقد انتموا إلى جانب العرب في محلية الحزب الشيوعي ومنهم "داوود الياهو" خياط ويوسف نسيم أبو زنة ونعيم صالح العابد... وغيرهم , وفي الوطني الديمقراطي أصبح يوسف اسرائيل مقرراً للحزب وإبراهيم المختار محاسباً " أما " الأستاذ داوود معلم يعقوب من سكنة عكد اليهود في محلة الجباويين أديب ومفكر له في الأدب والنقد آراء صائبة ", وقد انتشرت في المدينة ظاهرة الياهو ففي ص 317 عمل الياهو" قطعاً ذهبية بمهارة فائقة فكانت مصوغات جميلة لا غش فيها فهو لم يخلط أية معادن رخيصة أخرى عندما يقوم بصياغة القطع التي يطلبها الزبائن منه , وتدرب أغلبية صاغة الحلة كصناع تحت يده ", لكن بعد الهجرة " لم يعرف اليهود في أي بلد في العالم عيشاً أرغد من العيش الذي عرفوه في العراق".
يؤرخ الباحث تاج الدين في عهد الإدارة البريطانية أحداث وأعمال حدثت في المدينة من الناحية العمرانية منها إنشاء (جسر بروكنك) قبل عام 1921 وإنشاء السكك الحديدية عام 1916 , وانتشار المقاهي وتعرّف الحُلة على الشاي قبل الحرب العالمية الأولى , وتاريخ إنشاء أول كنيسة كنادي ومكان للعبادة لأبناء المدينة , ثم يعرج على تاريخ تشكيل الشرطة المحلية في المدينة نهاية حزيران عام 1919, وتاريخ تأسيس فرع لدائرة الري في الحلة عام 1920 , وإن أول سيارة أهلية تدخل الحلة سنة 1919 تعود إلى أحمد سوسة, أما تأريخ أول إحصاء وتسجيل للنفوس فكان عام 1921 , وأول متصرف في العهد الملكي لمدينة الحلة كان علي جودت الأيوبي عام 1921 ومن ثم ناجي شوكت وتحسين العسكر وسعد صالح جريو ,أما سجن باب المشهد فيؤكد الباحث تاج الدين إن"منتصف الثلاثينيات دعت الحاجة إلى بناء سجن جديد لأن السجن الحالي أصبح وسط المدينة وكانت فكرة اختيار موقع لبناية السجن آنذاك في موقع غير مأهول بالسكان منتصف عام 1936 ", أما أول جريدة ومطبعة في المدينة فكانت جريدة الفيحاء وصدرت على أثر وصول مطبعة الفيحاء" وكان الخواجة الياهو عزرة دنكور الذي تعهد بجلب ماكينة الفيحاء وأدواتها لصاحب هذه الجريدة من ميناء البصرة إلى لواء الحلة " أما أول نادي فكان في بداية شهر تشرين الثاني 1926 باسم نادي البلدية , وإن أول فرقة اطفائية أنشئت في مطلع شباط عام 1927 , ويؤكد الباحث تاج الدين إن أول ماكينة كهربائية ابتاعها الأسطة جابر صاحب السيارات المشهور وقد كانت قوتها الحصانية 12 حصاناً لينير بها داره الذي يدعى بـ(منزل المظفرية) الذي تم بناؤه حديثاً , ثم أصبح فندقاً لمبيت الزائرين والوافدين إلى الحلة مع مقهى ملحقة به ,كما أشار الباحث تاج الدين إلى أن أول من امتهن التصوير هو (محمد علي شنطوط).
لقد تم تأسيس بلدية الحلة في العهد البريطاني وتم تنصيب محمد أفندي أغا في المجلس البلدي في لواء الحلة ففي ص 219 أشار الكاتب إن من" وسائل التبريد عند الحُليين (موسم الحر) جاء في التقرير الإداري عام 1929: تقوم البلدية برش الجادة العمومية في كل يوم مرتين وهذا مبدأ استعمالها وتزيل الأوساخ والقاذورات من الجادات والأسواق ويتم تشييد المقاهي على حافة النهر ابتغاء أن تحصل على إيرادات يكثر وارداتها " , كما كان من واجبات المتصرفية في لواء الحلة تقديم تقرير إداري لما أنجز خلال عام من عمل المتصرفية وهذا شيء جيد ليعرف المواطن الحلي ما قام به المتصرف من أعمال العمران والبناء والخدمات .
كان النشاط الثقافي والفني يهم أبناء الحلة بسبب الواقع الثقافي الذي تتمتع بع اغلب العوائل الحلية فقد تم تقديم عمل مسرحي مطلع عام 1932 من قبل فرقة الراحل حقي الشبلي , وبدعم من أسطة جابر بالتبرع بإقامتهم في منزل المظفرية مجاناً تشجيعاً منه للفن ,أما أول صالة عرض سينمائية فيؤكد الباحث تاج الدين في ص280 "هي سينما الحمراء الشتوي في الحلة فتحت في عام 1942 من قبل إسماعيل شريف في بناية مجاورة للبريد ", أما من الناحية المصرفية فيؤكد تاج الدين في ص 296 "افتتح في الحلة مصرف الرافدين فرع الحلة /5 عام 1946 ... وكان الأستاذ نوري كاشف الغطاء من أوائل مدرائه" , وقد اهتمت الشركة الوطنية للإنشاء والتعمير بتسيير سيارات "في شوارع الحلة بتاريخ 28-1-1948 وكانت سيارتان تسيران من المحطة إلى السجن المركزي ".
من خلال مراجعتي للكتاب فهو يعتبر مصدر مهم لمن يروم البحث في تأريخ المدينة لاعتماد الباحث على الكثير من المصادر والوثائق المحفوظة في مركز حفظ الوثائق والصحف والمجلات والمقابلات الشخصية والصور الوثائقية , فأنا اشد على يد الباحث تاج الدين لهذا السفر القيّم الذي بذل الجهد الكبير من الوقت والبحث لتقصي الحقائق بشكل مستقل بعيدا عن أي ميول سياسية أو مذهبية , البحث يمثل حقائق مهمة في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية , فقد قدم المعلومة المهمة بالقسط اليسير خدمتاً للمدينة وأهلها ولتأريخ العراق والمجتمع بنظرة فاحصة وسديدة , فهو جهد مضني في عمل جمع من خلالها المعلومات والوثائق والصور لتأريخ مدينة الحُلة .
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)
Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟