أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - اليهود البشر واليهود النصوصيين















المزيد.....



اليهود البشر واليهود النصوصيين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 15:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليهود البشر واليهود النصوصيين

طلعت رضوان
أساء البعض فهم كتاباتى (سواء فى كتبى أو مقالاتى) عن الديانة العبرية. وعن مجمل التراث العبرى المُعادى للحضارة المصرية. ورأى (ذاك التراث) توريث مصر لبنى إسرائيل. وفات المُنتقدين لكتاباتى أننى ركزتُ على التراث العبرى المكتوب ، ولم أتعرض لليهود كبشر، فهم مثل غيرهم (فى أى ديانة) فيهم المُتمسك والمؤمن بحرفية النصوص المُعادية لمصر، وترديد المغالطات والأكاذيب عن (الفراعنة الطغاة) وفيهم من انتقد ذاك التراث واعتبره ليس مُعاديًا لمصر وحدها ، وإنما هو ضد البشرية كلها ، عدا أتباع موسى من (شعب) بنى إسرائيل ، ومنهم من ينتمى للديانة المسيحية مثل الفيلسوف فولتير(1694- 1778) الذى كرّس كتابته كلها للدفاع عن ضحايا الدين والسياسة. وكان من رأيه فى بنى إسرائيل أنه بعد تشتتهم بقيتْ قبيلتان تم أخذهما فى أسر بابل وأضاف (( هذه هى النهاية التى آلتْ إليها تلك العجائب المذهلة ، والتى زعموا أنّ (يهوه) صنعها ليهوده. وينظر الحكماء المسيحيون بألم وأسى شديديْن إلى النوائب التى ألمّتْ بآبائهم الذين أعدوا لهم طريق (الخلاص) أما أتباع مذهب الشك فينظرون بفرح لما حدث لليهود ، ويرون أنّ الشعب اليهودى حامل لأبشع المعتقدات الخرافية وأدنى أشكال العهر. وأكثر ضروب السلوك البشرى وحشية ودموية)) (التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير- ليو تاكسل – ص 462) فهل كان فولتير يلقى بالتهم جزافــًا ؟ أم كان أمامه تاريخ بنى إسرائيل الدموى المنصوص عليه فى كتابهم الذى يُقدّسونه ، وخاصة أنهم رفضوا الاندماج فى الأوطان التى عاشوا فيها بصفة (المواطنة) وليس بصفة (الدين) بمعنى أنْ يكون انتماؤهم للوطن أما الدين فهو مسئولية شخصية. هذا الموقف (النقدى) من فولتير لتاريخ اليهود جعل القساوسة (الأتقياء) يرفضون دفنه فى باريس وفق الطقوس المسيحية. ولكن بعد 13 سنة من وفاته (وبعد سنتين من الثورة الفرنسية) تم نقل جثمانه عام 1791 لدفنه فى مقبرة العظماء (البانثيون) كما تم جمع تراثه الأدبى والفكرى فى سبعين مجلدًا وعمل أنصار الحرية على نشر أعماله الكاملة.
أما العالم الكبير سيجموند فرويد (1856- 1939) رغم ديانته اليهودية فقد وصف جدودنا المصريين القدماء ب (الودعاء) بينما وصف بنى إسرائيل وكل الساميين ب (الهمج) وكتب أنّ ((ديانة موسى كانت أكثر تعصبًا من ديانة سيده (إلهه العبرى) وأنه كان ((إلهًا فظــًا ، ضيّق العقل ، محليًا ، عنيفــًا ومتعطشـًا للدماء ، وكان قد وعد أتباعه أنْ يُعطيهم ((أرضًا تفيض لبنــًا وعسلا)) وشجّعهم على أنْ يُخلصوا البلد من سكانه الحاليين بحد السيف .. وحاز هذا الإله شرفــًا لم يكن يستحقه.. وليس بوسع أى مؤرخ أنْ ينظر إلى القصة التى ترويها التوراة عن موسى والخروج ، بأكثر من أنها أسطورة دينية.. وأننا لا نستطيع أنْ نبقى بغير اكتراث عندما نجد أنفسنا فى تعارض مع البحوث التاريخية اليقظة لعصرنا. وأنّ يهوه كان إلهًا بركانيًا)) (موسى والتوحيد – ترجمة د. عبد المنعم الحفنى – طبعة الدار المصرية- بدون سنة نشر- أكثر من صفحة)
وتحدى العالم والفيلسوف الإيطالى جوردانو برونو (1548- 1600) اللاهوتيين فأعدموه حرقــًا فى مدينة روما مع مطلع عام 1600، لأنه كان يُدافع عن الحضارة المصرية. ومن كلماته ((مصر مملكة الأدب والنبل العظيمة ، أصل كل تراثنا وشرائعنا. وأنّ اليهود هم فضلات الحضارة المصرية. ولا يستطيع أى إنسان أنْ يقنع أحدًا بأن المصريين قد أخذوا عن اليهود أى من مبادئهم سواء كانت صالحة أم لا. وأنه لكى يحل السلام (على العالم) الروحى والمادى فلابد من تجاوز المسيحية عقليًا وسياسيًا)) وقالت د. (فرانسيس بيتس) ((لقد أصبحتْ معتقدات برونو الهرمسية مصرية تمامًا . فالديانة المصرية لم تعد مجرد ديانة تلقى على المسيحية بظلالها ، وإنما أصبحتْ ديانة حقيقية)) (أثينة السوداء – تأليف مارتن برنال – ترجمة مجموعة من المترجمين – المجلس الأعلى للثقافة- عام 97- أكثر من صفحة) وكان تعقيب مارتن برنال ((لعلّ إعدام برونو لا يثير الدهشة إذا ما أخذنا فى الاعتبار هجماته المُجلجلة على المأثورات اليهودية / المسيحية ودعوته الصاخبة إلى العودة إلى الديانة المصرية.. وروّعه عدم التسامح المسيحى (لذا) تبنى فكرة العودة إلى الدين الأصلى أو الطبيعى ، وهو دين مصر)) (ص 107، 330) وذكر أنّ الفيلسوف والعالِم (سالمون ريناخ) جاء من عائلة يهودية غنية ، ومع ذلك ((كان موقف أخوته من الديانة اليهودية معقدًا ، فقد اعتقدوا – رغم تعليمهم الدينى ، أنها هى والمسيحية مجرد خرافات عفى عليها الزمن)) (المصدر السابق – ص 542)
ونظرًا للفارق الحضارى بين التراث العبرى والحضارة المصرية ، قال الروائى الإنجليزى الشهير (وليم جولدنج) الحاصل على جائزة نوبل فى الأدب فى أوائل الثمانينات من القرن العشرين (( كنتُ أعتقد فى (رع) و (إيزيس) و(أوزير) أكثر من الثالوث الأقدس))
أما الفيلسوف الهولندى باروخ اسبينوزا (1632- 1677) وهو سليل أسرة يهودية ، فقد طرده اليهود من (جنتهم المزعومة) أثناء فترة محاكم التفتيش ، وحرموه من حقوقه المدنية. لذلك كتب عن اسبينوزا عدد كبير من المفكرين الذين أرّخوا لحياته وحللوا أعماله. وكان من رأيهم أنّ تفكيره كان مستقلا عن التراث اليهودى ، ومن بين هؤلاء العلماء والمفكرين العالم رويس Royce الذى قال عن اسبينوزا أنه ((كان منتميًا إلى عصره أكثر مما كان يهوديًا ، فتفكيره كان أوثق صلة بتفكير الفيلسوف (ديكارت) وغيره من المفكرين الأوروبيين البارزين)) وأكد ذلك أيضًا العالِم (ريفو) تأكيدًا قاطعًا فقال إنّ اسبينوزا (( انفصل عن الأمة اليهودية التى تنكرتْ له انفصالا تامًا . وتعلق بهولندا وانغمس فى سياستها ودافع عن حزب (ديفيت) الجمهورى وفسّر ماهية الدين تفسيرًا علميًا)) وقد حاول البعض تقريب أفكار اسبينوزا (رغمًا عنه) وبين اليهودية، ولكن كثيرين دافعوا عن استقلال فكر اسبينوزا من بينهم – كمثال – العالم فيل Feill ورأى أنّ هذا التقارب – إنْ وُجد – ليست له إلاّ أهمية ثانوية ، لأنّ ((مذهب اسبينوزا له من الأصالة والعمق ما جعله مُتحرّرًا من كل أصل . وكتب العالِم (واكسمان) إنّ (( النتائج التى انتهى إليها اسبينوزا تتعارض تعارضًا أساسيًا – لا مع المبادىء الأساسية لليهودية فقط – بل أيضًا مع صورتها المُعدّلة ، كما عبّر عنها فلاسفة اليهودية)) بينما رأى العالِم ( ليوشتراوس ) أنّ اسبينوزا ابتعد عن اليهودية وناصر المسيحية. وأكد أنّ الهدف الأساسى هو : (( تحرير المسيحية من تراثها اليهودى )) فخالفه العالِم ( كاسير) الذى أكد ابتعاد اسبينوزا عن التراثيْن الدينييْن اليهودى والمسيحى معا ))
وكان من رأى المفكر المصرى د. فؤاد زكريا أنّ (( الشـُراح اليهود الذين سعوا إلى الربط بين تفكير اسبينوزا والتراث اليهودى ، تجاهلوا واقعة طرده من الطائفة اليهودية وانفصاله عنها طوال حياته الناضجة ( أى منذ سن الرابعة والعشرين حتى وفاته ) أو يقللون من أهمية هذه الواقعة ، مع أنها – مهما كانت قيمة طقوسها – دليل قاطع على عصيانه الروحى للطائفة التى نشأ فيها ، وكونه لم يُحاول فى أى وقت أنْ يتراجع عن موقفه ، أو يسترضى السلطات الدينية اليهودية ، دليل حاسم على ترحيبه هو ذاته بهذا الطرد . وعلى أنه بذل كل ما استطاع من جهد لإزالة آخر المؤثرات اليهودية فى تفكيره)) كما أنّ شـُراح اليهودية الذين حاولوا ( بالتعسف ) ضم اسبينوزا لصالح ديانتهم اليهودية ، وذلك باجتزاء بعض الفقرات من كتاباته ونزعها من سياقها العام خاصة من كتابه ( البحث اللاهوتى السياسى ) بينما تجاهلوا آلاف النصوص الأخرى التى كتبها اسبينوزا التى تشهد بطريقة قاطعة على خروجه من التراث اليهودى (( بل وكل تراث لاهوتى بوجه عام )) خاصة أنّ اسبينوزا اعترض على فكرة (( اختيار الله لليهود )) وعارض فكرة العودة إلى الدولة القديمة وإحياء مجد إسرائيل. وعن (( اختيار الله لليهود )) فإن اسبينوزا لا يكف عن القول بأنّ هذا الاختيار لا يرجع إلى امتيازه فى الفضيلة. وأنّ امتياز شعب على شعب فكرة رفضها اسبينوزا بشدة وكتب فى هذا الشأن (( لما كان الفضل الإلهى يعم جميع الناس على السواء ، ولما كان (الله) لم يختر العبرانيين إلا من حيث تنظيمهم الاجتماعى وحكومتهم ، فإنّ اليهودى الفرد ، إذا ما نظر إليه بمعزل عن تنظيمه الاجتماعى وحكومته ، لا يملك أية موهبة يخصه بها (الله) عن سائر البشر. ولا يوجد فارق يميز اليهودى عن غير اليهودى))
ورغم أنّ المفكر ( كايزر) حاول الدفاع عن الطائفة اليهودية واختلق بعض الاختلافات مع اسبينوزا ، رغم ذلك كتب (( لا يوجد على الإطلاق فى الوقت الحالى أى شىء يستطيع به اليهود أنْ يُباهوا به غيرهم من الشعوب . أما استمرار اليهود كل هذا الوقت بعد تشتتهم وضياع ملكهم ، فليس فيه ما يدعو للعجب ، إذْ أنهم قد انفصلوا عن كل أمة أخرى إلى حد جَلـَـبَ عليهم كراهية الجميع . ولم يتحقق ذلك الانفصال فقط عن طريق طقوسهم الخارجية ، وهى طقوس تتعارض مع شعائر الأمم الأخرى ، بل تحقق أيضًا عن طريق علامة الختان التى يحرصون كل الحرص على مراعاتها )) بينما اسبينوزا ضرب مثالا بيهود إسبانيا الذين تم إرغامهم على التحول للمسيحية. ثم عوملوا معاملة حسنة ، فاندمحوا مع السكان بمضى الوقت ، بحيث تلاشتْ كل الفروق بينهم وبين السكان الأصليين . أما يهود البرتغال الذين تم إرغامهم أيضًا على التحول للمسيحية ، فكان مصيرهم الاضطهاد وعوملوا معاملة سيئة ، وظلوا محتفظين بديانتهم اليهودية. وفى هذا الصدد فإنّ اسبينوزا – بعد أنْ خرج من الطائفة اليهودية- عابَ على اليهود تحجرهم وافتقارهم إلى التكيف مع المجتمعات التى يعيشون فيها. ومشكلة اليهود اعتقادهم الراسخ بأنّ لديهم تراثــًا تلقوه من (الله) ذاته. وأنهم هم وحدهم حفظة كلمة (الله) المكتوبة وغير المكتوبة. وأكثر ما يفتخرون به أنّ لديهم شهداء. وأنّ دينهم هو الحق. فى حين أنه (( لا الكاثوليكية ولا اليهودية يحق لها أنْ تدعى احتكار الحقيقة لنفسها. ومن الممكن الإتيان دائما – فى كل حالة تلجأ فيها إحدى العقائد – إلى الحجة القائلة بقدرتها على البقاء ، بأمثلة أخرى لعقائد مخالفة لا تقل عنها قدرة على البقاء. ولكن لا هذه ولا تلك يحق لها أنْ تدعى لنفسها احتكار الحقيقة.
وكتب د. فؤاد زكريا (( لقد تعرض اسبينوزا من جراء حملته على فكرة ( الشعب المختار) لانتقاد بعض معاصريه ممن كانوا يعدون هذا النقد بما فيه من خروج على بعض تعاليم العهد القديم ، منطويًا على مساس بتعاليم الإنجيل بأسره. وهكذا يلاحظ ( لامبرت دى فلتهويزن ) فى الرسالة رقم 42 الموجهة إلى اسبينوزا أنّ هذا الأخير أنكر فكرة اختيار اليهود أو تفضيلهم على بقية الأمم ، وأكد على أنّ ممارسة الفضائل الأخلاقية أجدى من ممارسة شعائر العقيدة اليهودية ذاتها. ويلوم صاحب الرسالة اسبينوزا لأنه جعل أمم الأرض كلها سواء ، وأفراد البشر جميعًا متماثلين فى القدرة على فعل الخير والتحلى بالفضائل ، وهى كلها تخالف تعاليم العهد القديم كما فهمها اليهود مخالفة أساسية))
وكان من رأى اسبينوزا أنه حتى ( بالفرض ) لو كان اليهود ممتازين عن غيرهم بحق ، فإنّ تباهيهم بهذا الامتياز يكفى لجعلهم أشرارًا ، إذْ أنّ المرء يسعد بتمتعه بالخير، لا بإدراكه أنّ الآخرين محرومون منه. وهنا نقد أساسى لفكرة (شعب الله المختار) نقد مؤسس على أنّ الفكرة ذاتها ليست مدعاة لشرف أي شعب ، لأنها تنطوى على مقارنة فيها حط من شأن الآخرين ، وهذا الحط من الآخرين ليس من شيم أصحاب الفضيلة. هذا فضلا عن الأنانية الواضحة فى هذا المعنى . وكتب د. فؤاد زكريا عن الذين احتفلوا فى إسرائيل بمرور 300سنة على طرد اليهود لاسبينوزا . وتصورا أنهم بذلك (يردون) له اعتباره بإقامة (نصب تذكارى) كتبوا عليه ((أهلك)) فسوف يجدون فى كتابات اسبينوزا نصوصًا عديدة عبّر فيها عن رأيه فى الدولة اليهودية القديمة. وبالتالى فى الدولة الحديثة التى تم تأسيسها لإحياء للقديمة. أو استمرارًا لها . فاسبينوزا أكد على أنّ الدين ينبغى أنْ ينفصل عن الدولة. وأنّ الهيئات الدينية ينبغى أنْ تترك للدولة الكلمة الأخيرة فى الشئون (المدنية) وأنّ الأحكام التى يفرضها (الله) على الناس لا ينبغى أنْ تصدر إلا من خلال الحكام الزمنيين . وأنّ الدولة مبنية على عقد بشرى وسلطتها مستمدة من سيادتها لا من الأوامر الإلهية. أما الدولة اليهودية القديمة ، فقد خلط اليهود بين السلطتيْن الإلهية والزمنية. بعد أنْ ولوا موسى على أساس أنه هو المعجزة الإلهية بينهم. واختاروا خلفاءه على أساس هذا التقرب إلى (الله) فاعتقدوا أنّ دولتهم تنتمى إلى (الله) وأنهم هم أنفسهم أبناء (الله) وبالتالى نظروا إلى الأمم الأخرى على أنها عدوة (الله) فعاملوها بكراهية شديدة. ولذلك نالَ اسبينوزا (كراهية) اليهود المتعصبين (رغم انتماء اسبينوزا للديانه اليهوديه) ولم يكن نقده للتراث اليهودى إلاّ لأنه انتقد كل تراث يستوجب النقد (د. فؤاد زكريا فى كتابه عن اسبينوزا – دار النهضة العربية- القاهرة – عام 1963)
000
تعمّدتُ الكتابة عن موقف اليهود المتعصبين (حتى فى العصر الحديث) من الفيلسوف اسبينوزا ، لأوضح أنّ الكتابة النقدية عن العهد القديم (وكل التراث العبرى) لا يعنى العداء لليهود بصفتهم الشخصية ، وإنما نقد تراثهم المُعادى لكل البشر، وبالتالى نقد كل أصولى يهودى لا يزال يرى أنه ضمن ((شعب ربه المختار) وأنّ من حقه احتلال أراضى الشعوب لصالح بنى إسرائيل الجُدد كما جاء فى كتبهم التى يقدّسونها. بينما اليهود الذين اندمجوا فى الوطن الذى يعيشون فيه (مثلما حدث فى إسبانيا) استمتعوا بالاستقرار، وحدث أنّ كثيرين من اليهود رفضوا احتلال إسرائيل لأرض فلسطين ، مثل العالم الكبير سيجموند فرويد الذى رفض الدعاية لإنشاء دولة لليهود. ويعود الفضل لصحيفة إيطالية نشرتْ نص رسالة كتبها فرويد وبقيتْ طى الكتمان لأكثر من 70سنة أعلن فيها فرويد رفضه الاسهام فى الدعاية لقيام دولة باسم (إسرائيل) لعدم اقتناعه ((بإنشاء وطن لليهود على أرض شعب آخر)) بل إنّ العالم الكبير أينشتاين رفض عرض (بن جوريون) ليكون رئيس دولة إسرائيل. أما الكاتب المسرحى الأمريكى (يهودى الديانة) آرثر ميلر، فقد فاجأ العالم برفضه (جائزة القدس) التى منحتها له الحكومة الإسرائيلية. تعبيرًا عن استيائه من ((سياسات شارون ضد الفلسطينيين))
وكما أنّ اليهود فى إسبانيا وافقوا على الاندماج فى المجتمع الإسبانى ، كذلك حدث فى تجربة اليهود المصريين الذين عاشوا فى مصر (قبل كارثة أبيب / يوليو1952) وبشكل أكثر دلالة ، حيث عاشوا كمواطنين (مصريين) قبل أنْ يكونوا يهودًا ، أى اقتنعوا بمفهوم (المواطنة) وبالتالى ذابوا فى نسيج المجتمع المصرى ، مثلهم مثل باقى المصريين الذين آمنوا (عبر تاريخهم الطويل) أنّ ((الأوطان تسبق الأديان)) وهو المعنى الذى عبّرعنه أ. خالد محمد خالد الذى قال (( وُجد الوطن فى التاريخ قبل الدين. وكل ولاء للدين لا يسبقه ولاء للوطن فهو ولاء زائف )) (روزا ليوسف 30/10/1951) لذلك حرصتُ على نقل آراء بعض العلماء عن تجربة اليهود الذين عاشوا فى مصر، للتأكيد على الفرق بين التعصب الأحادى للدين ، وبين الاقتناع بفكرة (المواطنة) وهو دليل يؤكد أننى لستُ ضد اليهود كبشر، وإنما ضد التمسك بالتراث العبرى الذى (كما أوضحتُ فى كتاباتى) أظهر عداءً بشعًا (ليس له أى مبرّر على المستوييْن التاريخى والإنسانى) وضد كل الشعوب عدا (شعب) بنى إسرائيل.
000
يُثير تاريخ اليهود المصريين الكثير من اللبس، فتختلط لغة العلم بالأيديولوجيا السياسية. وهذا الخلط تزايد بعد يوليو52خاصة بعد هجرة اليهود من مصر. ورغم أنّ العدد الأكبر توجّه إلى أوروبا والعدد الأقل إلى إسرائيل ، فإنّ العروبيين والإسلاميين اعتبروا أنّ (كل) اليهود المصريين خونة وأعداء لمصر. وبعد أنْ كانت شعارات الإسلاميين ((يا يهود جيش محمد سيعود)) وبعد أنْ وصفوهم بأنهم ((أحفاد القردة والخنازير)) بعد كل هذا طالب إسلامى أصولى عتيد بعودة اليهود المصريين الذين تجنـّسوا بالجنسية الإسرائيلية وحاربوا فى صفوف الجيش الإسرائيلى ضد مصر. وتعويضهم بمبلغ 30مليار دولار وهو المبلغ الذى قدّرته الجالية اليهودية فى باريس. فأين الحقيقة عن اليهود المصريين ؟ وهل اليهود الذين عاشوا فى مصر آلاف السنين ينطبق عليهم وصف الإسلاميين بالقردة والخنازير؟ وهل يجوز عودة من حارب فى صفوف العدو الإسرائيلى إلى مصر؟

أعتقد أنّ لغة العلم هى القادرة على إبراز الحقيقة المُجرّدة للفصل بين اليهود الذين عشقوا مصر، مثلهم مثل أى مصرى ، وبين من سمحتْ ضمائرهم بالذهاب إلى إسرائيل . كما أنّ لغة العلم هى الوحيدة التى فرّقتْ بين وضع اليهود فى مصر، ووضعهم فى مجتمعات أخرى ، وفى هذا السياق كتب أ. محمد حسن خليفة فى حديثه عن حارة اليهود فى القاهرة أو فى بعض المدن المصرية أنّ الكثيرين من الباحثين لم يهتموا بتوضيح الفارق بين الجيتو الأوروبى والحى اليهودى أو الحارة اليهودية فى المدن المصرية ، من حيث أولا : أنها لم تكن حارة مغلقة على أهلها تـُحيط بها أسوار تمنع من الدخول أو الخروج من وإلى المجتمع (المصرى) الكبير. كما أنها فى كثير من الأحياء لم تكن حارة يهودية خالصة بل عاش فيها مسلمون ومسيحيون بجوار اليهود . والأهم أنّ الرغبة فى العزلة لم تكن مُتوفرة فى اليهودى المصرى ، فنجده يعيش فى أحياء خارج الحارة اليهودية. ولم يكن مُلزمًا بالحياة داخل هذه الحارة . وأضاف ((إنّ تاريخ يهود مصر ليس تاريخ حارات يهودية بل هو تاريخ جماعة مصرية دينها اليهودية ومُندمجة فى المجتمع المسلم والمسيحى ومُختلطة به وليست مُنعزلة عنه)) (من مقدمته لكتاب " تاريخ يهود مصر فى الفترة العثمانية"- تحرير يعقوب لاندوا – ترجمة جمال أحمد الرفاعى وأحمد عبداللطيف حماد – المجلس الأعلى للثقافة عدد 199عام 2000ص21، 22) ونظرًا لهذه اللغة العلمية فإنه ذكر الحقيقة التى تتغافل عنها الثقافة المصرية السائدة البائسة إذْ كتب أنّ ((الصراع بين المُتدينين والعلمانيين (الإسرائليين) على أشده ومُهدّد لمستقبل إسرائيل كدولة))
أما المُترجمان فكتبا فى المقدمة ((إنّ هذا العمل يؤكد على أنّ يهود مصر كانوا جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصرى ، يتفاعلون معه ويؤثرن فيه ويتأثرون به. وعلاوة على اندماج اليهود الاقتصادى والاجتماعى فى مجتمعهم (المصرى) فقد شارك بعض اليهود فى الحركة الوطنية المصرية لمناهضة الاحتلال البريطانى ، بل شكلوا بعض المنظمات المناهضة لنشر الفكرة الصهيونية فى مصر. إنّ الطائفة اليهودية المصرية كانت جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصرى والتى رحل معظم أبنائها عن مصر خلال عقد الخمسينيات من القرن العشرين)) وأثناء الحرب العالمية الأولى ، حدث أنْ هاجر اليهود الذين كانوا فى فلسطين إلى مصر، وكان ذلك من بين أسباب تزايد عدد اليهود فى مصر. وكانت ((حركة الهجرة اليهودية من فلسطين إلى مصر نتيجة لقيام السلطات العثمانية فى فلسطين بترحيلهم)) (من 25- 50)
000
الدراسات المنشورة فى الكتاب كتبها علماء يهود يتميّزون بلغة العلم . ومن بين المعلومات الموثقة أنه فى عام 1984كان عدد اليهود فى القاهرة يُقدّر ببضع عشرات أغلبهم من المسنين الذين عانوا الكثير. والآثار اليهودية فى القاهرة شاهد على وجود طائفة كانت – فى أيام ازدهارها – تـُقدّر بعشرات الآلاف (ص 403)
وعن فترة الحكم العثمانى فإن أحمد باشا الخائن ضغط على اليهود ليموّلوا تمرده ، وهدّد بقتلهم وبالإبادة الجماعية إذا لم يُلبوا مطالبه النقدية المُغالى فيها . وحينما سيطر أحمد باشا على قلعة القاهرة أعمل رجاله القتل فى الانكشارية وقتلوا أيضًا مائة مغربى وسبعين يهوديًا كانوا يُقيمون هناك وعلى مقربة من مقر عملهم الرسمى حيث كانوا يعملون فى شئون الإدارة المالية فى مصر. ويتضح من هذا أنّ مطاردة اليهود والتهديد بقتلهم لم يكن لأسباب دينية ، لأنّ ضحايا التمرد الآخرين كانوا من المسلمين الموالين للعثمانيين (ص 477) وفى دراسة أخرى ذكر كاتبها أنّ أحدث الأبحاث تؤكد على أنه فى أوائل القرن 18 كان يهود مصر(وبخاصة يهود القاهرة) يتقلدون أهم المناصب فى سك العملة والصرافة والجمارك وصناعة المنسوجات . وكان كثير منهم أثرياء . وفى النصف الثانى من القرن 18 قلّ عدد اليهود بسبب تقديم الهدايا النقدية لحكام مصر، مرة كل 3 سنين لدى تعيينهم (ص 598) وكتب يعقوب ديفيد حسون ((يُمكننا باختصار القول أنّ يهود مصر كانوا مندمجين للغاية فى مجتمعهم (المصرى) وأنّ أبناء الصفوة منهم قدموا إلى مصر من كل موانىء البحر الأبيض المتوسط والبلقان والنمسا والمجر وبرلين والالزاس)) (ص 656) وعن أسباب استقرار هؤلاء اليهود فى مصر، أنه مع تولى محمد على السلطة واستقرار مجموعة كبيرة من السان سيمون فى وادى النيل أصبحتْ مصر مؤهلة لأنْ تـُصبح دولة ذات دور اقتصادى وسياسى وثقافى (ص 657)
وعن عدد اليهود قياسًا على عدد سكان مصر، فإنّ بعض التقديرات تـُشير إلى أنّ عدد سكان مصر كان يُقدّر خلال القرن 19 ب 3،5 مليون وفى الفترة التى تولى فيها محمد على حكم مصر (1805- 1848) زاد عدد السكان إلى 5،5مليون وفى نهاية القرن 19 وصل عدد السكان إلى 10مليون . وأنّ عدد اليهود كان يُقدّر خلال عام 1800بخمسة آلاف نسمة ثم وصل فى عام 1850إلى سبعة آلاف وفى عام 1882 وصل إلى عشرة آلاف . ومن المعلومات الواردة فى هذا الكتاب الإشارة إلى كاتب يهودى (رفائيل أهارون بن معون) ألف كتابًا بعنوان (خير مصر) وتمتْ طباعته عام 1908 (ص 412) وكما كان يتم تحصيل ( الجزية ) من المصريين المسيحيين ، كذلك كان يتم تحصيل الجزية (أى ضريبة الرؤوس) من اليهود المصريين وكانت حصيلة الجزية تـُوزع على ((رجال الدين المسلمين)) الذين مدحوا السلطات العثمانية التى حوّلتْ إليهم هذه الأموال ، التى استفاد منها أيضًا ((الخصيان السود الذين عملوا لدى العثمانيين وكانوا يحصلون على معاش من مصر)) (ص 492) وهذه الجزية التى فرضها الغزاة العرب على شعبنا المصرى استمرتْ حتى الحكم العثمانى ولم تــُلغ إلاّ فى عام 1858حينما قام سعيد باشا (وهو من أسرة محمد على) بإعفاء المصريين المسيحيين واليهود من دفع الجزية بعد فترة وجيزة من توليه الحكم . وأعلن فى فرمان خاص أنه متنازل عن الضريبة المفروضة على الرعايا تحت الوصاية من المسيحيين واليهود على الرغم من أنها كانت تـُدر عليه 2،897 كيسًا سنويًا مع مراعاة أنّ تعبير (ضريبة قانونية) التركى يُرادف المصطلح العربى / الإسلامى (جزية) (494) وشهد باحث يهودى ((نؤكد أنه يمكن القول (رغم بعض الظلال) بأنّ يهود مصر وصلوا إلى القرن العشرين وهم يحملون قدرًا كبيرًا من الثقة فى النفس والانتعاش والاستقرار وأصبحوا طائفة هامة وفعالة. وتدل هذه الحقائق أكثر من أى شىء آخر على أنّ ميزان العلاقات الشامل مع السلطات والمواطنين كان ايجابيًا)) (ص 528)
ومن بين مخازى الحكم العثمانى أنه فى عام 1785صدر أمر سلطانى بأنّ على المسيحيين واليهود ممن يحملون أسماء (إبراهيم، موسى، عيسى، يوسف ، إسحاق) تغيير أسمائهم واحضار ما لديهم من خدم أو عبيد. اضطر اليهود والمسيحيون إلى دفع الأموال (رشوة) لتجنب تطبيق هذا الفرمان (نقلا عن الجبرتى – المجلد الثانى ص 119) وفى بعض كتابات المؤلف الصوفى عبدالوهاب الشعرانى الذى تعامل بود مع الأديرة المسيحية ، فإنّ نظرته لليهود اتسمتْ بالاحتقار، حيث كان يؤمن بأنّ الأديرة المسيحية تصر على تجنب أكل طعام مرفوض من الناحية الدينية ، بينما اليهود يميلون إلى تناول هذا الطعام . ومع ذلك فقد تعرّض المسيحيون أيضًا للاضطهاد . كما أعرب الشعرانى عن أمله فى تدمير وهدم دور عبادة اليهود والمسيحيين . وكان يتمنى أنْ يتم ذلك بتصديق من السلطات. وتحدث الجبرتى عن هدم الأمير المملوكى مراد بك لكنائس الإسكندرية فى نهاية القرن 18 وعن إعلان السلطان منع المسيحيين من ركوب الخيل (الجبرتى – المصدر السابق ص 103، 115) وذكر الجبرتى أيضًا أنّ نابليون أصدر أمرًا تضمن أنه فى حالة حدوث خلاف بين مسلم ومسيحى أو يهودى يمكن لكل طرف أنْ يشهد ضد خصمه أمام الحاكم الفرنسى (الجبرتى – مجلد 3 ص21) وهذا الأمر يعنى أنه سادتْ المساواة بين المواطنين بغض النظر عن دياناتهم فى ظل القضاء الفرنسى . ورغم أية مآخذ على محمد على ، فإنّ نظرته العملية وتطلعاته الإصلاحية كانت فى صالح اليهود ، فقد استخدمهم فى الإدارة وحرّرهم من الابتزاز المالى الذى فــُرض عليهم . كما شجّع هجرة اليهود إلى مصر. وكتب الرحالة (لين) عن وضع اليهود فى عهد محمد على (( لم يتمتع اليهود بالتسامح الدينى فقط ، بل إنهم عاشوا فى مصر فى ظل سلطة أقل استبدادًا من أية دولة أخرى فى الامبراطورية التركية ))
وذكرد. محمد أبو الغار أنه فى أثناء ثورة 1919أعلن حزب الوفد مقاطعة البضائع الأجنبية. وكان من رأى الوفد والشعب أنّ محل شيكوريل المملوك لعائلة يهودية مصرية هو محل مصرى ولم يُقاطعه المصريون . وأنّ سلفاتور شيكوريل لم يكن مهتمًا بالصهيونية. وأنّ عائلته هاجرتْ مصر إلى فرنسا عام 1957بعد أنْ أصبح استمرارها مستحيلا بعد عدوان 1956. وأنّ اليهود المصريين كانوا فى موقف اقتصادى وثقافى متميز فى مصر، لذا شعروا بأنّ الصهيونية ستشكل خطرًا عليهم ولذلك عارضوها بقوة. وذكر أيضًا أنه فى أثناء ثورة19ضد الإنجليز انضم اليهود إلى المسيحيين والمسلمين فى وحدة واحدة. وكان زعماء الجالية اليهودية من كبار المؤيدين للثورة بصفتهم وطنيين مصريين . وأنّ المصريين اليهود كوّنوا جمعية (اليهود ضد الصهيونية) وذكر أنّ ((طبقة اليهود الغنية والمثقفة والمهنيين وأصحاب الشركات ذهب معظمهم إلى أوروبا وأمريكا ولم يذهبوا إلى إسرائيل)) وفى عام 1953هاجم الشيخ أحمد حسن الباقورى فى الإذاعة المصرية اليهود وديانتهم هجومًا شديدًا. وعن عبد الرحمن الرافعى فإنّ بعض اليهود المصريين انضموا إلى الثورة العرابية. وأنّ الشيوعى اليهودى هنرى كورييل – كما ذكر ثروت عكاشة فى مذكراته- بعث برسالة لعبد الناصر عبارة عن نسخة من وثيقة الخطة الكاملة للهجوم على مصر بعد تأميم قناة السويس. وأنّ عبد الناصر لم يهتم بها وعكاشة لم يتلق ردًا على طلبه (لمزيد من التفاصيل : أنظر د. محمد أبو الغار- يهود مصر من الازدهار إلى الشتات- دار الهلال عام 2004أكثر من صفحة)
ولأنّ اليهود المصريين تأثروا بالثقافة القومية المصرية ، فإنهم تشربوا هذه الثقافة المؤسسة على الرحمة ، من ذلك ما حكته كاتبة فلسطينية عملتْ بجريدة الأخبار المصرية للمفكر الراحل الجليل بيومى قنديل ، إذْ ذكرتْ أنه فى عام 1956هاجمتْ القوات الإسرائيلية بيوتهم . وأنّ من دخل بيتهم لتفتيشه جندى يهودى مصرى ، فلم يعبث بمحتويات البيت وعندما همّتْ جدتها للقيام قال لها بلغته المصرية التى لا تـُخطئها الأذن فى المنطقة العربية كلها ((خليكى زى ما إنتي يا أمى)) وبعد أنْ انصرف وضع علامة على البيت ترمز إلى أنه تم تفتيشه حتى لا يتم تفتيشه مرة أخرى . بينما بيتهم المجاور كان من سوء حظ أهله أنه تم تفتيشهم بمعرفة جندى يهودى عراقى الذى حطم أثاث البيت وعندما خرج لم يضع العلامة التى تدل على أنه تم التفتيش . وكان تعليق أ. بيومى قنديل الذى ذكر تلك الواقعة فى كتابه (حاضر الثقافة فى مصر) أنّ الجندييْن يؤمنان بالديانة اليهودية ، فلماذا اختلف المصرى عن العراقى؟ وقال أترك الإجابة للقارىء. وكان يقصد الفرق بين ثقافتيْن قوميتيْن . تلك الثقافة تفرض على كل من يتحدث عن يهود مصر أنْ يتحلى بلغة العلم ويبتعد عن أية أيديولوجيا عاطفية (عروبية أو إسلامية) فالأيديولوجيا عدوة البحث العلمى .
*



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا من أتاتورك وإسماعيل أدهم إلى أردوغان
- سراب اسمه (تجديد الخطاب الدينى)
- موتسارت : طفل معجزة وحياة بائسة
- التوراة بين التاريخ والعلم والأساطير
- النقد العلمى لأسطورة هيكل
- مدينة أون والادعاء العبرى
- اسم مصر
- قاسم أمين : أحد رموز التنوير
- شهر مصرى صُغنتوت من خمسة أيام
- فرح أنطون ومحمد عبده
- أحمد لطفى السيد
- قناة الجزيرة والوعى المتأخر
- متى تتحقق الحرية والعدالة ؟
- هل تلتقى المذهبية مع التحضر ؟
- العلاقة بين الخرافة والأسطورة والدين
- إيزيس / مريم / زينب
- موسى بين التراث العبرى ولغة العلم
- التعريف العلمى لثورات الشعوب
- يوسف بين التراث العبرى ولغة العلم والفلوكلور
- الإبداع والأيديولوجيا : أولاد حارتنا نموذجًا


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - اليهود البشر واليهود النصوصيين