نوبل الادب لها متى سيكون لنا

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 15:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

حازت الاديبه الكنديه اليس مانرو علىجائزة نوبل الاداب لعام 2013 وهو انتصار للمرأه وكتاباتها الادبيه رغم انها فقط المرأه ال 13 منذ ان نال الفرنسي ريني سولي بردوروم هذه الجائزه المرموقه عام 1901 وتشاء الصدف ان تحرز هذه الجائزه الادبيه مانرو عام 2013 .
وكانت مالالا يوسف الباكستانيه مرشحه لجائزة نوبل للسلام الاانها لم تفز بها وذهبت الجائز لجمعية مكافحة الاسلحه الكيماويه .
ومن المعروف ان نوبل للسلام بالذات تخضع لمعاير وتأثيرات سياسيه ونتيجة الاحداث المؤسفه التي حصلت نتيجة استعمال الاسلحه الكيماويه في سوريا كان من المفروض التنبيه والاشاره والتحذير من خطورة استعمال هذه الاسلحه المحرمه دوليا لذا كانت الجائزه من نصيب هذه الجمعيه.رغم تأيدنا ان حظر الاسلحه وادوات القتل جميعها نحن ضدها ونطالب الدول كافه بدون استثناء بالدخول الى معاهدات الحد من انتشار الاسلحه بشكل عام واسلحة الدمار الشامل بشكل خاص.
في عام 2011 نالت الناشطه السياسيه اليمنيه توكل كرمان هذه الجائزه ونالها اديبنا المصري الكبير نجيب محفوظ عن الادب. وكم نرغب بأن ينال ادبائنا واديباتنا هذه الجائزه المرموقه التى يحلم بها كل اديب واديبه.
لقد كان اقوى المرشحين لهذه الجائزه اديب ياباني ومنذ عشر سنوات وهومرشح قوي لكن مع الاسف لم يفز بها وكانت الاوفر حظا الاديبه الكنديه اليس مانرو وهي ملكة القصه القصيره وعنها نالت الجائزه.
الكاتبه مانرو كاتبة في ال 82 من العمر بدءت الكتابه من سن المراهقه تتناول قصصها الهم العام وقضايا المرأه بشكل خاص وهي لا تحمل الرجل كل الشرور.ومن هنا فاني ارى ان وضع المرأه في الغرب يختلف عن اوضاعها في مجتمعاتنا العربيه واذا كانت الكاتبه تعالج قضايا المرأه من زاويتها وزاوية مجتمعها الغربي وبالاصح الكندي الامريكي فهناك بون جدا واسع بيننا وبينهم.
اذا كانت الاديبه اليس مانرو لاتحمل الرجل الشرور فنحن نحترم ذلك ونتمنى ان نصل الى هذا المستوى الراقي والحضاري في تفكير المرأه ومكانتها لكن مع الاسف اديباتنا في كتاباتهم تكتب عن هموم المرأه في مجتمعاتنا وسنحمل الرجل الكثير الكثير من الشرور.
لا اعتقد ان نساء المجتمع الغربي يتحملون ويقاسون ما تقاسي به المرأه العربيه من الرجل.هل ممكن ان يدخل رجل غربي على زوجته مع زوجه ثانيه وثالثه ورابعه وتبقى على صمتها مثلا,او ان تصلها ورقة طلاقها من حيث تدري ولا تدري.هل ممكن ان تجلد امرأه امام العامه لانها لبست الجينز او لانها قامت بفعل الزنه. هل هناك زواج بالاكراه او قاصرات تحت جيل ال18 .هل هناك ختان للاناث .المانيا تصدر قرار بمنع ختان الذكور حديثا اما ختان الاناث فهو جريمه في الغرب يعاقب عليها القانون. هل هناك جرائم شرف تكتب عنها مانرو ضد شرور الرجل. هل كانت ستكتب مانرو عن شيوخ الفضائيات الدينيه وضيوفهم من الرجال و عن كيفة اسهل واخف الطرق لضرب المرأه والضرب المحبب المخفف من رجالنا لنسائنا. هل كانت ستكتب مانرو عن منع المرأه من قيادة السياره ونحن في القرن الواحد وعشرين وانه اخيرا اعطيت امرأه قبل اسابيع اجازة مزاولة المحاماه في السعوديه وانه هناك اربعه اخريات ممكن ان ينالوا هذه الرخصه في الوقت الذي تنال سنويا ما لا يقل عن 1000 امرأه سعوديه شهادة المحاماه من الجامعات.وان المرأه السعوديه تمارس المحاماه على الانترنت والمواقع اللكترونيه.
هل كانت ستكتب مانرو عن عورتها ونقص عقلها ودينها وان ميراثها سيكون الثلث واخوانها الثلثان وان شهادتها لا تساوي بصله في ظل عدم وجود رجل .هل كانت ستسافر من كندا الى امريكا بوجود محرم واذا لم يكن هناك محرم ستتكرسح بالبيت.هل كانت ستكتب عن تحجيب جسمها وعقلها وبعد كل هذا هل كانت ستحرز جائزة النوبل.
اذا اردنا ان نذكر ممنوعات المجتمع بقيادة الرجل في مجتمعاتنا تجاه المرأه وذكرت في مجلدات القصص والرويات الطويله لا الاقصوصه أي القصه القصيره وصاحبتها مانرو لكان نصيب المرأه الاديبه العربيه اكثر من نوبل واحده.
نحن نمتلك طاقات ابداعيه ادبيه نسائيه في وطننا العربي رائعه وجديره بالتقدير ونعلم اننا مغيبون عن هذه الجوائز لعدة اسباب والادب وقيمته ليس منها.اعتقد انه هناك تحيز واعتبارات خاصه للقائمين علىهذه الجائزه.
شاعرنا الرائع محمود درويش كان من المفروض ان ينالها في حياته.وحاليا الشاعر السوري ادونيس وهناك ادباء واديبات من الممكن ان ينالوها فهل سيتحقق ذلك في الاعوام القادمه وستتغير الاعتبارات وستتحرر نسائنا من سطوة وقسوة وشرر الرجل وتصبح الشريك المتساوي في كامل الحقوق لا احراز نقطه هنا او هناك من اجل المساواه.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات