مهزلة خليجي 22

محمد فريق الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بصرف النظر عن ما يمر به العراق اليوم من ازمات مستعصيه و عمليات ارهابيه ممنهجه يذهب ضحيتها يوميا مئات العراقيين و عمليات تهجير اصبحت تتوسع لتشمل محافظات عراقيه لها وضعا حساس في هذا الوقت و غيرها من العمليات التي يعتبرها منفيذها اساس بقائهم بمؤمن من العقاب و ايضا فشلا امنيا واضحا على الرغم من انتشار الفوات العسكريه من الجيش و الشرطه الكثيف و اغلاق تام للشوارع و لاشك ان المواطن العراقي هو من سيتحمل هذا الاغلاق من خلال البقاء لعدة ساعات في ازدحام مروري كبير جدا و في النهايه تمر السيارات المفخخه لتأخذ حصتها من المواطن.

و رغم ذلك نجد ان مليارات من الدولارات صرفت لاقامة مدينه رياضيه ضخمه تمهيدا لاستضافة بطوله عربيه لكرة القدم في العراق و فعلا اتم العراق جزءا كبيرا من هذه المدينه و اعلن جاهزيته لاقامة البطوله في محافظة البصره على الرغم من ان حاجة العراق اكبر لمشاريع خدميه تصل تكلفتها مبالغا اقل مما صرف على هذه المدينه الضخمه اذا ما نظرنا الى الواقع العراقي الحقيقي و ليس كما يراه المسؤولين العراقيين اللذين لا يكفون عن اعلان ان العراق تعافى و اصبح بلدا امنا مرفها و لا مكان للفقر فيه.

و لكن يبدو ان الاموال التي صرفت لاقامة هذا الصرح الرياضي لم تكن كافيه لتأهيل العراق لا ستضافة بطوله ستشارك فيها دوله نالت لقب اول دوله عربيه تستضيف كأس العالم و هي قطر التي تعد الدوله الاولى في الاستعدادت الرياضيه عربيا و ايضا دولا تقارن بالدول الاوربيه من الناحيه الرياضيه كالسعوديه و الامارات على الرغم من ان الانجازات الرياضيه بالنسبه لدول الخليج متواضعه الا انهم لا ينظرون الى العراق من هذه الناحيه بل من ناحية الاستعداد الرياضي بالاضافه الى الوضع الامني الذي يمر به العراق و لذلك فهم في الاتحادات الرياضيه الخليجيه اعلنوا ان هذه البطوله لن تكون في العراق بل في السعوديه للاسباب فنيه و عدم اكتمال الاستعداد الذي وعد به العراق.

ان ذلك ليس غريبا بل هو امرا اعتياديا يمكن ان يحدث حتى في اوروبا و لكن الغريب هو في قرارات الحكومه العراقيه التي اعلنت عن انزعاجها و استعداداها لتوفير جميع ما يطلبه الاخوه العرب من اجل بقاء البطوله في العراق و من ثم الانسحاب من البطوله في حالة عدم الاستجابه على الرغم من الاتحاد الرياضي العراقي اعلن عن عدم الانسحاب و السؤال المطروح هو ما الذي يدفع العراق كي يستميت من اجل بقاء بطوله رياضيه ستشارك فيها دولا يعتبرها العراق الراعي الاول للارهاب فيه ابرزها قطر و السعوديه فحتى الامس القريب اعلنت لجنة الامن و الدفاع النيابيه ان قطر و السعوديه و تركيا تدعم العمليات الارهابيه التي تهدف الى زعزعة امن و استقرار العراق و ربما يذكرنا هذا بالقمه العربيه و الموقف العراقي من النظام السوري ففي الحاله الاولى ارسلت الدعوات لدولا يتهمها العراق بوقوفها ضد العمليه السياسيه العراقيه والثانيه اصبح العراق داعما اساسيا لنظام اعلن العراق انه من يدرب و يرسل الارهابيين للعراق و هنا يبدو واضحا ان الحكومه العراقيه تحاول ان تظهر للعالم ان العراق يستضيف المؤتمرات و البطولات العربيه و الدوليه و ان فشلت في ذلك القت السبب على دولا اقليميه هي مدعوه لهذه المؤترات و البطولات.

#محمد_فريق_الركابي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات