جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 22:34
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
شعر الرجال
الادب العربي هو الشعر بتقاليده القديمة لذا فهو ادب رجالي سواء ذهبت الى شعراء الجاهلية او شعراء العصر الحديث. طبعا هناك شاعرات و لكن نسبتها لا تستحق الذكر حتي في الادب الانجليزي في الفترة الرومانسية. يناسب الشعر الطبيعة الرجالية الثورية الصاخبة و حاجة الرجل الى المدح و الهجاء و اثارة مشاعر الجماهير. يتعجب الغربي كيف ان قصيدة عربية تتكون من ابيات كثيرة تنتهي بنفس القافية و لا يريد الشاعر ان يغيرها و لا يتعب من قافيتها.
الرواية و سرد القصص اسلوب ادبي غير عربي و استعارة من الغرب ساعد ايضا ظهور الجرائد و المجلات و السينما و المسرح و همينة الدول الغربية مثل انجلترا و فرنسا على دول الشرق الاوسط و شمال افريقيا على انتشارها. ساعدت الحكومات الدكتاتوية بشكل غير مباشر على ظهور القصة كرواية رغم عطش الدكتاتور الى شعر شاعر مأجور او متملق يرفعه الى السماء. لم توجد روايات و لا قصص عربية او دراما مسرحية قبل منتصف القرن التاسع عشر. لا تناسب الرواية العقلية الشرقية عدا اغاني او اناشيد سرد البطولات.
لربما اضافة الى موسيقية الشعر تلعب مشكلة الذاكرة ايضا دورها في تحول مجتعات شفوية الى الشعر بدل النثر باستثناء الحكايات الخرافية البطولية و اساطير الاولين و احاديث محمد. القصة القصيرة رمز حركة تحرر المرأة الغربية لا تجد رواجا في مجتمعات لا تدعم حرية المرأة الا باللسان. لم يتعرف القراء في الغرب رغم زيادة الطلب على اللغة العربية الا بعد حصول نجيب محفوظ على جازة نوبل للاداب و ترمة رواياته بفضل سياسته السلمية قبل نوعية رواياته.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟