أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أنا وبول كلي أنا وشيشرون)














المزيد.....

قصص قصيرة جداً (أنا وبول كلي أنا وشيشرون)


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


أنا وبول كلي
1.
- لماذا فقأت عيناه بهذه البشاعة..؟ هكذا صاح القاضي في غرفة التحقيق.
تجاهلته تماماً وكأني لم أسمع صيحاته.. فعاد بأسئلة ملتوية أرغمتني على فضح الحقيقة كلها..
- يا سيدي لم أقصد إسدال الستار على بصره، لولا نفسي اللعينة التي استذكرت مقولة الرسام السويسيري بول كلي (عين ترى والاخرى تحس)..
ففي ذلك اليوم المشؤوم رصد محبتي صباح قبلته، وتحت أضواء القمر رآني ملتحفاً بأحضان حبيبته.. وهو الامر الذي أجبرني على اغماض عينيه حتى لا يرى ولا يحس بتلك اللحظات المؤلمة ولا يبصر مستقبلاً قرف من المحيطين به..
2.
استهل مُعلم الرسم درسه بمقولة بول كلي (ليس على الرسام أن يرسم ما يراه، بل ما سوف يُرى) وطلب من الجميع رسم لوحات تعبيرية على وفق حريتنا شريطة الالتزام بنصيحة بول كلي.
رسم زميلي زهرة مشنوقة ورسم الآخر شمساً تسيح مثلها مثل مكعبات الثلج فيما خطط آخر لوحة لوجوه أطفال دامعة وأبدع آخر رسم رصاصة عملاقة بدت وكأنها تلتهم المدينة كلها واكتفيت انا بمزيج مشوه بين اللون الاحمر والابيض والاسود..
وبعد انتهاء الوقت المحدد للاختبار، اعلن المعلم لحظة تدقيقه وفحص الرسومات، وبدأ يراقب أفكارنا المطبوعة على الورق..
الغريب في الامر انه لم يناقش تلك الافكار المتنوعة إلا فكرتي التي قوبلت بالتوبيخ والزعيق غير المبرر..
وعلى الرغم من ترددي في الاجابة إلا انني رددتُ وببرود عميق جداً (جثث وأكفان وحزن قاتم، هذا ما أرادت قوله ألواني..)
صفق الجميع بحرارة إلا هو.. مزق لوحتي وأكتفى بطردي من الفصل، ولم أعرف وقتها السبب.
كنت طفلاً وقتها، أجهل ان معلمي تمنى ان أرسم وزملائي أي رمز للأمل..

أنا وشيشرون
1.
أعلنا الولاء للنَعام، ودفنا رؤوسنا تحت التراب، واغتسلنا بالسُخام، واستنرنا بالظلام، بعدما تعطلت أضواء الكون كلها، وغطت العتمة وجه الشمس..
قتلنا الحياة على الارض، اغتصبنا القوانين كلها إلا قانون السكوت، كل هذا لأننا اعتمدنا مقولة الكاتب الروماني شيشرون (في الحرب تصمت القوانين( وانتظرنا الهلاك بصمت..

2.
- قُلْ ما تريد قبل أن أرحل..
- إبتسامتكِ تأسرني، وبهاؤك يأخذني حد التيه، وحبكِ...
- توقف.. ولا تُكمل لأنك لن تراني بعد الآن، سأغيبُ من دون أمل العودة.
- ولكني مجنون بحبكِ انتِ ولا سواكِ.. وعاشق لضياء عينيكِ..
قاطعتني بقهقهات عالية، أرغمتني على الصمت، وألقت على مسامعي مقولة شيشرون وهي تنسحب بخطى واثقة (الكاذب لا يصدق ولو قال صدقاً).
لحظتها.. أيقنتُ انها اكتشفت لعبتي..



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جداً (أنا وألبرت أينشتاين أنا وبول فاليري)
- ينقصنا شيء ما...
- قصص قصيرة جداً (أشلاء من السماء الموت لمرة واحدة رقصة المو ...
- قصص قصيرة جداً (أنا وأنديرا غاندي، أنا وهيلين كيلر)
- قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبيرل باك، أنا ومارلين مونرو،أنا وبتي سم ...
- قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير ...
- أنا وأصحاب الحكمة.. قصص قصيرة جداً
- أنا والأسماء.. قصص قصيرة جداً
- اشتعالات.. ق.ق.ج
- أنا والكبار.. قصص قصيرة جداً
- أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهنَ.. قصص قصيرة جداً
- أنا وهُمْ.. قصص قصيرة جداً
- قصص قصيرة جداً (إعلان، رَسمتُ إلهي ، شوق مُتأخر ، زيف)
- قصص قصيرة جداً (أحلام الجياع عَفنْ اكذوبة عالم الوحدة)
- شهادة: كيف كَتبتُ روايتي (ذبابة من بلد الكتروني)*
- قصص قصيرة جداً (اعتذارات ، الدفاع عن الرب ، سؤال مجهول الاجا ...
- قصص قصيرة جداً (رياح التكنولوجيا ، نور هناك.. موت هنا، حلول ...
- قصص قصيرة جداً (طوابير، اشتعالات التغيير، وشم)


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قصص قصيرة جداً (أنا وبول كلي أنا وشيشرون)