|
أتوبيس نقل عام
سامح محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 22:21
المحور:
كتابات ساخرة
غريبا أمر هذا الشعب يعشق التقسيم و التصنيف ، فقد يصنف الانسان بناء على ديانته أو لونه أو جنسيته مع ممارسة موهبة الحسد فى حالة الجنسية لى أى من الدول الخليج العربى أو الدول الاوروبية ، و لعل أكثر التصنيفات التى يستخدمها المواطن المصرى هو التصنيف على اساس الدن و الجنس و هو ما أنا بصدده هنا .
أثناء ركوبى لأحدى اتوبيسات النقل العام متجها الى منزلى بعد عناء العمل الذى لا يغنى و لا يسمن من جوع صادف أن هذا الاتوبيس يمر على شوارع حى عين شمس و التى تتميز بالضيق و التكدس و الزحام ، فقد لعبت معى الصدفة و استطعت الجلوس على كرسى بجانبك الشباك ليصتدم وجهى بهواء الليل الصيفى المختلط برائحة عوادم السيارات و القمامة المكدسة على الارصفة و التى تمنع الراجل من السير الطبيعى على هذه الارصفة ، فاذ بى أنظر الى هؤلاء المارة الصانعون للزحام "سكان عين شمس" فلفت نظرى بجانب وجود العديد من محلات الماركات العالمية للملابس و الاطعمة أن غالبية سكان المنطقة من الاخوة الاقباط حيث انه من السهل الاستدلال عليهم لما يتمتعوا به من كوجيتو خاص صنعوه لانفسهم الا ان ما رايته جعلنى أتأكد أن هذا الشعب يعشق التقسيم و التصنيف و ان كان لغير حاجة . فشوارع الحى مثلها مثل غيرها مكتظة بالسيارات و القمامة و الزحام الشديد و سلوكيات الناس كما هى ليس بها اختلاف سواء ان كانت صادرة من مسلم أو مسيحى ، فهؤلاء البشر الموجودون بالاسفل لا يسيرون بطريقه منظمة على الاطلاق لا يعرفون شيئا عن النظام ، فم يملئون الشوارع بدون سبب واضح و كأنها انتفاضة لترك المنازل و السير بالشوارع لنشر الفوضى ليس الا . فعلى سبيل الواقع الذى نحياه تجد فجأة مجموعه من البنات اليافعات و المراهقات يقومون بعبور الشارع أمام أى سيارة مارة دون سابق انذار مما يترتب معه حدوث فرمله صارخة يترتب عليها رد فعل غير لطيف بالمرة لركاب تلك السيارة و لاسيما ان كانت السيارة من سيارات الاجرة "المكروباص - الاتوبيس الشعبى" ، و يلحق ذلك بالطبع كيلو جرام من السباب و الشتائم من قائد الحافله مختلطة بنظرات خانقه من هؤلاء البنات ثم انفجار "ماسورة" من التعليقات صادرة من ركاب الاتوبيس ليتحول الآمر الى مؤتمرا للأمم المتحدة أو مجلس الأمن و لكن تشبه رائحته رائحة "المجارى" تثير غسيان كل من يسمعها . و فجأة وجدت الاتوبيس لا يتحرك تقريبا فهناك تجمهرا لققطيع من البشر مجموعه من الباعه الجائلين يحتلون احدى الماكن امام احدى الكنائس هناك يصادف ذلك تجمهرا أخر و هو خروج جماعى مفاجىء للمصلون الأقباط و محاولتهم المستميته لعبور الشارع للرصيف الآخر مسببا ذلك اختناق مروريا فى حاجة لغرفة الانعاش . فقد ذكرنى ذلك بالمشهد الذى اراه بعد صلاة الجمعه خاصة ان حالفنى الحظ و أديت صلاتى بأحد المساجد الاثرية المشهورة أو المساجد الكبرى المتواجدة بالميادين فبمجرد انتهاء فريضة الصلاه يخرج المصلون المسلمون فى تزاحم شديد يقابله على باب المسجد ععد من الشحاذين و الباعة الجائلين مما يؤدى لارتباك الحركة المرورية و ان كان ذلك غير مؤثر احيانا باعتبار ان الشعب المصرى ذو اغلبيه مسلمه . طبعا أنا لا اكتب هذا الا لأحترامى للمقدسات و الأديان ، فأنا مسلم موحد بالله و مؤمن بكافة الرسل و الانبياء و الرسالات السماوية و اليوم الاخر و الملائكة ، و اشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمد رسول الله ، غير أننى أستنكر هذه الفوضى أن تكون نابعة من عباد الله المؤمنون به و لاسيما أن هؤلاء العباد هم المصريين خير أجناد الارض و بلد الأمن و الأمان و ان كان لا يعبر حالها الان عن ذلك بسبب سلوكيات شعبها و فوضويته الغير مبررة . و بالعودة لاحداث الاتوبيس فتجد الام التى لا يعبر النظر اليها انها المثالية التى يتحدثون عنها فهى تقوم بسحب ابنها من يده و كانه "شنطة" بلاستيك من الخضراوات ، و الطفل حدث ولا حرج فهو كائن غير مستقر و كانه مادة جيلاتينية تم تحضيرها بالمعمل ، فلا تستطيع أمه السيطرة عليه فهو لا يكف عن البكاء و ان كف فلا يكف عن الحكة داخل الاتوبيس المزدحم مستغلا لحجمه الصغير . و الغريب ايضا هو صعود فتاه جميلة للاتوبيس و فجأة تجد الشهامة تظهر على غير حينها ليقوم أكثر من شاب من مكانه لكى تجلس الفتاه على كرسيه ليقف بجانبهاليتمعن النظر بمفاتنها كذئب البريه الناظر للخراف . فجأة و بدون أى انذار يتوقف الاتوبيس فى غير محطته فقد اشار للسائق رب احدى الاسر و معه اسرته المكونة من اطفال صغار من نوع "العفاريت" و زوجته ذات الحجم "أكس لارج" ليركبوا جميعا الاتوبيس بصعوبه بالغة متسببين جميعهم فى تاخير الركاب و السيارات خلف الاتوبيس لاسيما و هى الاخرى تزعج بنهيق الكلاكسات أثناء محاولتها لتفادى الاتوبيس و حال لسان سائقها لا ينفث منه سوى السباب و الشتائم لسائق الاتوبيس . هذا هو اذن سلوك المجتمع المصرى سواء كانوا مسلمون أو أقباط ، رجال أو نساء ،أطفال و شيوخ ، فالجميع قطعان من الهمج يكفرون بالنظام و أهميته لا يفكر أى شخص فيهم سوى فى نفسه الأمر الذى معه يجب أن تقوم ثورة أخرى و لكنها ليس على نظام حاكم و انما علم مجتمع بأكمله لانشاء معايير جديدة تهدف لخلق مجتمع انسانى بالكامل .
#سامح_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العداء مع الحضارة
-
التابوهات الثلاثة
-
الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
-
الانسانية بين الوهم و الحقيقة
-
الحقيقة المأساوية
-
رواية الأفاعي صرخة ضد الجهل والإرهاب
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|