أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - عيد الأضحى وإكراه العادات الاجتماعية















المزيد.....

عيد الأضحى وإكراه العادات الاجتماعية


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 22:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عيد الأضحى وإكراه العادات الاجتماعية

طقس ديني أم مناسبة اجتماعية ؟


عيد الأضحى :ملك الأعياد

تسميه العادات الاجتماعية بالعيد لكبير ، أي أنه يحتل عرش الأعياد الكثيرة : الوطنية منها والدينية .....ويستنفر من أجله الكثير من المال والوقت والجهد ,,,,,
عدد كبير من المهاجرين سواء داخل الوطن أو خارجه يفضلون العودة لأهلهم تزامنا مع هذه المناسبة .
وبهذا تفرغ المدن الكبرى من جزء هام من ساكنتها وتنشط حركة التنقلات نحو المدن الصغرى والبوادي التي تنتعش بدورها في هكذا مناسبة .

فرصة رواج اجتماعي وتجاري :


يشكل فرصة اجتماعية بامتياز لصلة الوصل بين الأقارب والأحباب ،الذين يجدون في ولائمه خيطا ناظما لعلاقات أسرية واجتماعية أكثر دفئا وتماسكا وسلاسة
حيث يعبر الكرم المغربي عن نفسه خارج هواجس الغلاء ،لأن أغلى شيء وهو اللحم متوفر ،فتكثر الدعوات واللقاءات بين الأهل والأحباب بشكل سلس ...
وتستعرض فيه النساء مهاراتهن في الطبخ وإعداد أشهى الأطباق ..

وهو أيضا فرصة لرواج تجاري مميز لبعض القطاعات : أهمها النقل وطبعا تجارة المواشي وما قد تستلزمه الولائم من أواني للطبخ ومن بهارات ومستلزمات غذائية ومعدات للذبح والشواء والغسل والتنظيف ,
وأيضا هو فرصة لرواج الملابس التقليدية التي يحرص المغاربة على لباسها أثناء أداء صلاة العيد واستقبال الضيوف بعد عملية الذبح أو غداة يوم العيد وأيضا لأطفال الميسورين منهم أما الفقراء فيحرص آباؤهم على أن يشرحوا لهم بأنه ليس عيدا للباس الجديد بل للأكل والاستمتاع بما لذ وطاب من الأطباق .ويكتفون بتهييء ألبسة العيد السابق لهذه المناسبة .
ويكتفي "الأطفال" بفرحهم بكبش العيد الذي يتباهون به مع أقرانهم ويشكل فرصة للتواصل مع "" الماشية "ولاكتشافها والاستمتاع بالنظر إليها وسماع مأمأتها وتقليد هذه الأصوات بفرح طفولي بالغ بالنسبة لأبناء المدن الاسمنتية بالخصوص ,
والكثير من الآباء يبرر حرصه على اقتناء كبش العيد بأي ثمن من أجل أبنائه الذين يجعلون من التطلع للأكباش الداخلة لأحيائهم فرصة لشغب طفولي مفعم بالفرح والانطلاق .

العيد ما بين الواجب الديني والاجتماعي :

دينيا ،يشكل عيد الأضحى مجرد سنة مؤكدة تحولت إلى "واجب شبه مقدس " بحكم سلطة العادات والتقاليد
,نادر جدا من ينسحب من ممارسة هذا الطقس الاجتماعي الذي يحيل على الوليمة والزردة والاسمتاع بألذ الأطباق مع الأحباب ,قبل أن يحيل على "الطقس الديني في دلالاته الروحية المتوخاة .
نادر جدا من يعفي نفسه من تجشم عناء توفير المال اللازم لاقتناء "كبش الأضحية " مهما كلفه الأمر من تضحيات،ولو ببيع بعض أثاث البيت أو باللجوء لقروض لا تخلو من ربا ونهى عنها الدين نفسه إذ لا إكراه في الدين ولايكلف الله نفسا إلا وسعها ,

الضغط الاجتماعي :
لا شك أن الله أرحم بكثير من مجتمع يجعل من المناسبات الاجتماعية فرصة "للتباهي"

واستعراض المكانة الاجتماعية ,حيث تأخذ هكذا مناسبة طابعا شبه إكراهي ،بحكم ما يعتقد تداولا بأنه "واجب اجتماعي شبه مقدس .
تزداد الكلفة سنة عن أخرى مع ارتفاع الأسعار ويزداد ارتفاع الطلب مع ارتفاع عدد السكان وعدد الأسر ,,,,,ومع ذلك لازال هناك تهافت على "كبش العيد" أو ما يوازيه من مواشي قد تختلف باختلاف القدرة المادية للأسرة وعدد أفرادها ( عجل أو عنز مذكر كان أو مؤنثا. )
طقس يغلب عليه طابع الضغط والإكراه بمعناه الاجتماعي ،
فقليل جدا من يسمح لنفسه بالخروج من "الجماعة " تحت الخوف من "سخرية الآخرين " أو احتقارهم حتى ، وانتقاداتهم المختلفة لأنه تحول إلى فرصة للتباهي الاجتماعي حيث تتأكد المكانة الاجتماعية بحجم قرون كبش العيد " وبثمنه وأيضا بمستوى الأطباق المقدمة أثناء الولائم ما بين الأسر وا لأحباب ,
ومن الراجح جدا بأن فئات واسعة تمارس هذا الطقس الذي هو ديني في الأصل لأسباب اجتماعية محضة ولا تطبق معه التعليمات الدينية ومنها "ضرورة التصدق بثلثه "
علما أن الأغلبية الساحقة تذبح كبشها وقد لا يجد من يريد التصدق فعلا لمن يعطي اللحم في هكذا مناسبة ,
وأيضا تحرص النساء على تخزين فائض اللحوم في الثلاجات تحسبا للأيام القادمة ،فثمن اللحم جد غالي بالنسبة للأغلبية الساحقة فالكيلو منه يوازي "يوم عمل " بالنسبة للفئات العريضة التي تقتات في الغالب على الخضار والدجاج والقطنيات والرخيص من الفواكه
ولايشكل اللحم الأحمر إلا استثناء على موائدها .
لذلك يكون هذ "اٌلإقبال" المنقطع النظير على تطبيق هذا الطقس الديني فهو فرصة سنوية
.لتجاوز هذا الحرمان ، من خلال وليمة اللحوم وخصوصا الشواء التي توفرها هكذا مناسبة



من سلبيات العيد :


ومن سلبيات هذا العيد في المدن بالخصوص هو ركامات الأزبال والدماء و مخلفات عمليات الذبح وإيواء المواشي في أماكن لاتناسبها ,
وصباح يوم العيد ينشط شباب الحي في إعداد مواقد من الخشب في زوايا الأزقة كي يزيلوا شعر الرؤوس والأرجل بالنار فيتصاعد الدخان والروائح وقد تبقى المخلفات في الشوارع ,
فتتضرر البيئة المباشرة بكم الأزبال والروائح إذا لم تسارع البلديات إلى جمعها في أقرب الآجال أو يحرص السكان على تفاديها من خلال بعض الإجراءات التحسبية ,

ثم إن أصحاب الشقق بالخصوص لايجدون المكان المناسب لإيوائها أو ذبحها ، ومنهم من يتركها عند صاحبها إلى ليلة الذبح ومنهم من يذبحها عند جزار ويأتي بها مجزأة .

من المؤكد بأن إجراءات الإيواءوالذبح والغسل والتنظيف تشكل ضغطا على بعض الفئات
التي لاتسمح لها ظروف السكن وحتى العمل بالقيام بذلك في شروط مناسبة ومريحة كما هو الأمر في البوادي وبالتالي قد نطرح التساؤل :
إلى أي حد يتوافق ذبح المواشي مع الشروط السكنية في المدن ؟؟
أليست السلطات مطالبة بإيجاد حلول مناسبة حماية للبيئة والشروط الصحية ؟؟؟
أوليس القيام بهكذا سنة مؤكدة مع انعدام القدرة و تحت ضغط الإكراه الاجتماعي فقط نوع من تعذيب الذات والانزلاق في متاهات سوء التدبير لإمكانيات قد لا تسمح والسقوط في متاهات الاقتراض ؟؟
أو ليس هذا الإقبال الجماعي المحموم على ذبح هذا الكم الهائل من المواشي مس بالاحتياطي الموجود من الثروة الحيوانية وإسهام في تعميق غلاء اللحوم الحمراء طوال السنة ؟؟
ألا يتطلب الأمر إيجاد حلول وسطى كالدعوة للتشارك في كبش واحد من طرف عائلتين أو أكثر وهكذا نكون قد طبقنا هذا الطقس وحافظنا على الثروة الحيوانية وعلى ميزانية العيد من الأسر وقدرتها على تحقيق التوازن الغذائي طوال العام

يبدو لي بأن فقهاء الدين مطالبون بتوسيع الشرح لهذه الفئات التي تتعذب من أجل اقتناء الكبش بأنها سنة حسب المقدرة ,
وكل عيد وأنتم طيبون وكرماء



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبلة المراهقين وضرر الوصم الاجتماعي
- علي أنوزلا ومواجهة الريشة والصولجان
- الأعراس الصيفية والتلوث السمعي بالمدن بالمغربية ،هل من تقنين ...
- المديونية وآثارها على استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية
- المواعيد و الوعود والالتزامات على محك زمننا المهدور
- نخاسة النساء عبر ما يسمى - بجهاد المناكحة
- صورة المرأة من خلال رواية عزازيل
- مفهوم القوامة و تحولات أدوار الزوجين
- المرأة ورياح الربيع العربي الأمازيغي .
- ماذا يعني عيد الحب في فضاء ينضح بالكراهية ؟
- تقبل العزاء ما بين الواجب الإنساني و الإسراف الاجتماعي
- حول منتدى فاس النسخة التاسعة :التربية والتعليم وتنمية المجتم ...
- نساء الربوة بالرباط يحتفين بإبداعات الفقيدة حفيظة الحر
- رحيق الشوك
- الكتابة و الخصوصية النسائية و صراع المواقع
- عسل الشوك
- غروب صحراوي ببصمة مرزوكة
- حول المؤتمر التركي الشمال إفريقي للعلوم الاجتماعية والإنساني ...
- . -. على هامش الندوة الصحفية للجنة الائتلاف الحقوقي الموفدة ...
- افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 ...


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - عيد الأضحى وإكراه العادات الاجتماعية