عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 06:46
المحور:
الادب والفن
رسالة جوابية لصديقٍ قديم عزيز على عزيز فرّق الزمان بيننا:
يا صديقي آلطيب أبو إيناس؛ طريق العاشقين لا يُدركهُ إلّا مَنْ مشاه!
تحياتي و أمنياتي و دعائي لك بقضاء الحاجات و رفع المشكلات آلتي أحاطت بك .. أما بعد
هي هكذا آلحياة دوماً مع الطيبين .. لا ترحمهم و لا تدعهم أبداً حتّى يملّوها كما ملّها عليّ(ع) حتى صاح بأعلى صوته بعد ما خرّ صريعاً في محراب معشوقه: (فزت و رب الكعبة)!
صدّقني سمعتُ مرّات و مرّات من بعض آلخواص و هم يتمنّون الموت, رغم وصولهم قمة آلأدب و آلعشق .. لكنّي كنتُ أكذّبهم بقلبي و لا أصدّقهم!
كيف يُعقل أنْ يتمنّى المرءُ الموتَ و هذه الحياة الجميلة أمامهُ بكلّ زبرجها و شهواتها و طيبها و جمالها و فرصها و لذّاتها؟
لكن بعد ما رأيت أموراً و عايشت أوضاعا شيبتني بحق بل و أقضّت مضاجعي بسبب هذا آلأنسان الكنود ألذي طالما حاولت أن أكرهه و ما إستطعت .. أقولها و أنا أعني ما أقول .. و لعلك تُصدّق كلامي؛ بأني طلبت مرات معها من الله تعالى أن يأخذ أمانته و ينهي هذه الحياة بغير رجعة, بل و دعوته بإصرار ليلاً بأن يستجيب تعالى كي أرتاح, و وقتها ندمت على ظنوني لمن كذبتهم بقلبي على ذلك!
ألبلايا يا حبيبي في هذا الزمن تصبّ علينا و تنهمر على أمثالنا كآلمطر من كلّ حدبٍ و صوبٍ و مكانٍ, بل و توجه إلينا آلأقدار سهامها الواحدة تلو آلأخرى و يا ليتها تقتلنا في كلّ مرّة .. لكنها و للأسف تجرحنا و بآلعمق في قلوبنا لنبقى مع الألم و آلجراح هائمين بلا قرار أو سكون .. هي نفسها آلمظالم أحاطت بأئمتنا و بمحمد باقر الصدر(قدس) و قد أحاطت آليوم بكلّ الأنسانية بسبب آلحاكمين شرقاً و غرباً و لكن لا تنسى يا صديقي العزيز؛ بأن الله معنا .. إنه يُحبّ عباده ألمؤمنين المبتلين الصابرين, لهذا إطمئن بأنّه لن يتركنا لحظة أبداً و قد ترك الأثرياء و الحاكمين مُرفهّين مُنعمين و يسرحون و يمرحون كي يُثقل حسابهم في يوم لا مفرّ منه (...إنما نُملي لهم ليزدادو إثماً), أمّا نحن فقدرنا على الدوام كان و سيبقى هكذا لأننا نَحملُ همّ آلحقيقة ألتي ذبحها تجار آلسياسة .. أنّه همّ الفقراء و المساكين و المظلومين في العراق .. بل في كل الأرض !
هذا هو ديننا و ذنبنا الوحيد!
و سوف لن نحيد و قد قبلنا ما قَسّمَ آلرّحمن لنا بكلّ شوقٍ .. إنّه طريق العاشقين و لا يُدركهُ إلّا مَنْ مشاهُ بإخلاص .. لكن لا تنسى بأنّ المستقبل لنا .. فأسمائنا قد ثبتْ في صحيفة العالم .. إنّه مُؤكّدٌ خلودنا في هذا آلوجود إن شاء الله و لكن أكثر الناس لا يعلمون و دمت مُسدّداً.
ألمخلص : عزيز الخزرجي
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟