هديل الرافدين
الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 22:47
المحور:
الادب والفن
امشي في شارع طويل
طويل جداً
بصمته ..هدوءه..ضجيجه
احمل حقائب التعب
والظنون تسكر مخيلتي
امضي باتجاه الريح
كطائر فقد عشه
ضيع طريق العودة
امضي دون التفات
الى امس
طحن قدرتي
مزق خريطة غدي
متجه للقاع
الى نقطة الصفر
حيث العداد
لا تعكره ارقام وحسابات
متجه
نحو السحاب
الى رحلة
غير معروف عنوانها
امضي مرتجل الخطوة
متكور الذات
اقفل باب الماضي
ادفن الذكريات
بخجل
كي لا اتذكر
من ليس من السهل نسيانهم
ارمي المفتاح
في وجه الزمان
امضي
حيث لا مجال للعودة
لا مجال للحصرة
لا مجال للدمعة
لا مجال للاشتياق
لنخيل الارض
وصوت الصيد
في دجلة الخير
لا مجال للذكر
اسير في دجى الليل
والمطر يبلل
المي
يلملم جرحي
والشوارع مزدحمة
بالفارين
والمتربصين
وراء غدٍ ضبابي
وضجيج يشعل قلقي
ابحث عن محطة
تشبهني
تشفيني
من بشاعة الموت المتاح
في بلدٍ
يموت كل يوم
ابحث عن ارض
تحمل عني اعباء الحياة
تهدي جرحي
تقلل همي
تبني كياني
امضي تائه
بين محطة واخرى
ابحث عن مأوى
عن دفىء امٍ
تداعب شعيرات
ابنها
عندما يمرض
ماذا حصل ؟
انا ابن الحضارة
امشي مبعثر الخطوات
في طرقٍ
تعبت من اثار اقدامي
مهاجر انا
من بلدٍ
لا يهدأ ليله ولا نهاره
من مسلسلات الموت
واحداث العنف
لا يهدأ
من اغتيال فجرٍ
في وجه الطفل
ودمع الام
امضي فتمضي
معي الهواجس والمسافات
ابحث عن وطنٍ
ليس فيه مكان للحرب
ليس فيه مكان للموت
ليس فيه مكان للخوف
ليس فيه مكان للصمت
ليس فيه مكان
للجوع ..للجهل ..للحرمان
وطن يزرعني كبرعم
يبنيني من جديد
يجدد وردة قلبي
يضم طفل روحي
يتحملني ويحملني
كأبٍ صبور وحنون
يعاتبني عند خطأي
يشجعني عند صوابي
يداعب وجع قلبي
يشرب دمعي
ابحث عنك ايها الوطن
الغائب
الضائع من كل الشعب
هل سياتي يوم واجدك؟
فاقيم بارضك
وانتمي لفجرك
مازالت الامنية دخيلة
القلب؟!
#هديل_الرافدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟