بلد الشفط و اللفط و النفط

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 14:04
المحور: كتابات ساخرة
    

كثيرا من العراقيين يرى ان النفط الذي تصّدر منه الحكومة الآن آلاف البراميل كان نقمة عليهم و ليس رحمة ! ، اذ انهم منذ اليوم الاول لما يسمى بتأميم النفط و هم لم يستفيدوا منه جناح بعوضة . فلولا وجود النفط فربما كان وضعهم احسن ، و مستقبلهم اكثر زهوا وازدهارا, مثل حال جارتهم الاردن ، فهي ليست بدولة نفطية ولا بدولة زراعية , ولكن وضعها احسن بكثير من وضع العراق و اعظم حالا ،و هذه معادلة عجيبة غريبة يدركها ساسة العراق ، ولكن ( ضاربين السكتة ).
ومثلما يرى المثل الدارج ( الما رضه بجزه رضه بجزه و خروف ) حيث كان العراقيون يرون ان النظام السابق لو انهار وسقط فسوف تعاد لهم حقوقهم , و تكون ثروتهم النفطية بيدهم يتصرفون بها كما يشاءون وهي ثروة كبيرة جداً , يمكن ان تعيش بها ثلاث او اربع دول بحجم العراق ، بحسب ما يرى الاقتصاديون و اهل الخبرة و المعرفة , فان ميزانية العراق للعام 2013 ميزانية خيالية انفجارية تبني العراق و تغني المساكين و الفقراء الذين يعتاش بعضهم على المزابل و النفايات .
مشكلة العراقيين انهم -والى هذا اليوم - لم يجدوا الحاكم العادل النزيه الشريف , الذي يعامل الشعب بالعدل والانصاف و يعطي للناس حقوقها كما ، يرى العقل و المنطق ، فحاشى ساستنا من الشرف و الانصاف ، لان هذين المعنيين لا يوجد في قاموس حياتهم .
ومع الاسف الشديد ان ميزانية العراق الانفجارية تذهب في جيوب السراق واللصوص , يشفطون و يلفطون و ينهبون , لا يردعهم رادع من دين ولا وازع من انسانية ولا ذرة من الرحمة ، وهذا شيء عجيب غريب , و هو اقرب الى الخيال و الى قصص ( الف ليلة و ليلة ) منه الى الواقع .
مسؤول خلال اربع سنوات يشتري عقارات تبلغ قيمتها مليارات في ارقى و احسن مناطق بغداد و يدع كثير من ثروة العراق في بعض المصارف العالمية , و هو قبل وصوله او مجيئه الى هذا المنصب لا يمتلك سوى بدلة واحدة من دون ربطة العنق , لأنه يحّرم ذلك عليه ! , ولا يحرم هذه المبالغ التي شفطها ولفطها من ميزانية الفقراء والمساكين ( ولد الخايبة ) الذين اوصلوه الى هذا المنصب الذي هو الان فيه , و مع ذلك لا يجد من يحاسبه لانهم ( كلهم في الهوا سوا ) و اكرر و اقول ، ان الذنب يعود للعراقيين انفسهم , لانهم هم الذين انتخبوا هذا المسؤول الفاسد , و جاءوا به الى الكرسي .فعلى راي المطرب ( حيل وياك كل اللي جرى من ايدك ) .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات