أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 01:09
المحور:
الادب والفن
قطعة.. من الشيفون الكناري
د. أماني فؤاد
استيقظَ قلقا ، تحسسَ رقبته ، يشعرُ أن أحباله الصوتية رخوة ، أتراه قد نجح في ترويضها ؟ لم يعد يملك حق الصراخ ..، أو القدرة عليه ؟ وقف أمام المرآة طويلا ، كأنه يتعرف علي نفسه للمرة...!؟ للمرة التي بلا عدد .
رأها تخطو فوق صفحة وجهه ، تغزو رائحة شعرها الغجري أنفه ، تحسس خده .. لم يجد أحدا ، شعر بانحناءات خفيفة علي ملامحه ، غوص حاني في مسامه ، إثر وقع أصابعها تتحسسه بشوق بالغ ، مسح رأسه في حركة خاطفة ، و مرر يديه علي المرآة أيضا .. لم يجد شيئا ، لكنه علي يقين أنه غير واهم .. نعومة شفتيها تلامس شفتيه...يتذوق تفاحها..
امتدت يده باردة إلي رف الحمام الجانبي ، والتقط شفرة حادة ، شرع يمررها علي جانبي صفحة وجهه ، من منبت شعر جبهته حتي أذنيه ، وباليد الأخري يشد قناعه السميك ، ينزعه.. يبحث عنها أسفل جلده.. ، لم يجدها ..
دُهِشَ من صخور جرانيتية ، تصطف مدببة حادة ، تذكَّر أنه منذ عام يربيها ، يرتَّبها عاشقا ومعشوقا ، كألسنة الصخور التي تلقي بالبحر.. تقاوم اجتياحه للشطآن ، لمح بعيدا علي إحدي الصخور الصلدة ، بجانب أنفه العنيدة ، قطعة ممزقة من الشيفون الكناري ، ثوبها الذي كانت ترتديه حين تنام بين ذراعيه .. ــ في أحلامه ــ ، التقط صخرة من فوق صفحة وجهه ، وشرع يضرب في الفراغ بعنف أسود ،.. حطَّم المرآة ، ..باغت أحباله الصوتيه وقطَّعها ..
نظر ثانية إلي هشيم وجهه .. وجد جسدها ملقي علي جانب صخوره ، لكنه لم يجد صوته ؛ ليصرخ ينقذها..أو ينقذ ملامحه..
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟