أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2














المزيد.....

نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


اجلسي قليلا واشربي قهوتك.

سوف أحدثك عن أبوغريب
ذاكرتي مثقلة باحمالها امام تاريخ طويل من الانكسارات والهزائم
فقط خمس سنين في سجن أبوغريب وأطلق سراحي مع جميع نزلاءه بعفو أصدره صدام بعد أن أزاح البكر وأصبح رئيساً للجمهورية .. على فكرة قضايانا كانت تدعوها دولة صدام " تخريب " لذا سُجنا مع المجرمين العاديين وليس كسجناء سياسيين أمَّا العفو الذي شملنا فقد أضيفت له فقرات خاصة بنا تنص بأنه في حالة اقترافنا لجريمة جديدة فسوف تضاف لعقوبة الجريمة الجديدة العقوبة القديمة التي شملها العفو .
بعد مغادرة " أبوغريب " مباشرةً بدأت السلطة حملة شاملة للتبعيث الإجباري , ما كان ينفع فيها أن يقول الواحد :
" ياجماعة أنا واحد تعبان وما أنفع لحزبكم العظيم "
كان حالي أشبه بحال كلب دخل جامعاً فصارالكل يطارده ولا أحد يمد له يد المساعدة فكل شيء في العالم الذي كنت أعرفه تغير , تصوري أن تقابلي جميع معارفك بعد خمس سنوات من الغياب .
كل خطوة تقدمين عليها تكون جديدة وعليكِ إعادة اكتشاف تفاصيل العالم من حولك بدقة ( أمنية مخابراتية ) لكني تحملت " بماسوشية " و لم أوقع للإنتساب إلى البعث .

الثمن كان باهظاً ، انفرطت علاقتي بأهلي الذين لم يستطيعوا تحمل المزيد واضطررت للإنتقال والسكن بعيدا عنهم.
ما أن أكملت السنتين المتبقيتين لي لإتمام دراستي بجامعة البصرة حتى اندلعت الحرب العراقية – الإيرانية وخضتها كمجند لمدة سنتين وحينما توفرت لي أول فرصة للهرب من الوطن , العراق العظيم , أنتهزتها بدون تردد , كنت مقتنعاً بأنني أخوض حرباً ليست حربي وشددت الرحال في يونيو حزيران 1982عبر الكويت إلى سوريا لأذهب الى لبنان للإشتراك بصد الغزو الإسرائيلي , لكني وصلت متأخراُ في 22 يوليو تموز 1982 حينما توصلت منظمة التحرير لاتفاق الإنسحاب من بيروت وترحيل مقاتليها إلى تونس , لذا بقيت في دمشق وعملت في تحرير جريدة لإحدى المنظمات في المعارضة العراقية .
بقيت أقل من عام في دمشق وضعتُ بسحرها على حد قول مظفرالنواب :
" من ضاع على أرصفة الشام سيعرفني ويعرف أية طقوس للسرية في لغتي ".
وهنا ارتقت تجربتي من المستوى الوطني إلى المستوى العربي ، فبعد أن أدركَ البعض إستحالة تحريكي بالريموت كونترول حللت نزيلاً في معتقل لسنتين وثلاثة أشهر , كانوا ينتظرون أن أضعف بالتعذيب وأوافقهم على تلفيق اعتراف ليقتادوني مع مفرزة من القامشلي لتصفيتي على الحدود العراقية .

اه دعيني أحدثك ...
لقد شحذت كل ماسوشيتي وصبرت صبر الحمير , على فكرة آخر خلفاء بني أمية كان يُدعى الوليد الحمار لشجاعته وصبره في الحروب وليس لقدراته الماسوشية ، لكن الشهادة لله الجماعة اعتذروا عندما أطلقوا سراحي عن اعتقالي أولاً وعن عدم إمكانية بقائي في سوريا ثانيالأن النفس أمارةٌ بالسوء وأنني ... يصير أعملها ... وأحكي على ما حصل لي .
وبكل كرم حاتمي زودوني بجواز سفر مزور ودفعوا مبلغ بطاقة الطائرة لكوبنهاجن .
آه كم يؤلمني ذكر التفاصيل وأشعر بانسلاخي عن ذاتي .
وصلنا لكوبهناجن , للغربة التي يقول عنها الجواهري واصفاً غربته في براغ بالستينات :
" غربة , ونعم الغربة "

بعد حب لم تقدر له الحياة للشام وقعت بحب كوبنهاجن التي لم أتهدد فيها بالإعتقال وحصلت فيها على جنسية البلد بدون أن أعرف حتى الآن كلمات نشيده الوطني أو لحنه .
في كوبنهاجن وحدها عرفت الأمن رغم أن المشاكل في هذه المدينة لها أول وليس لها آخر وأتعسها التمييز والبطالة , لكن إقامتي في بلفاست منذ ثلاثة أشهر جعلتني أتحقق من الفارق الكبير بين الدنمارك وغيره من البلدان الأوروبية .
على فكرة ...
أتممت بجامعة كوبنهاجن دراسة علوم الكومبيوتر وإدارة الأعمال وتيقنت الآن بأن الابتعاد عمن أحبهم أصعب بكثير من البطالة .
سوف أحدثك عن علاقتي بالنساء ...
أنا ما يدعونه بالإنكليزية رومانسي أحمق , دائماً أتأكد من ضبط فراملي وأذكر نفسي بما حصل لي بآخر تجربة والتجارب التي سبقتها , لكن حينما ألتقي بإمراة جديدة أعيد فحص الفرامل , لكن لأبطل مفعولها وأعلن عن أنها حبي الخالد للآبد ! مع هذا لا زلت أؤمن بقوة بهذا الحب الذي سينزل عليَّ يوماً ويشغلني عن تعاسة هذا العالم .

لم أسعَ لرمي أوراقي أمامك على الطاولة بإنتقائية مقصودة , بالتأكيد نسيت بعضها وأهملت بعضها الآخر لكن عموماً ليست لدي أسرار أتكتم عليها ولا أخاف من شيء فلن أصل أبعد من حبل المشنقة الذي تنكر لي وتركني أعاني التعذيب والاضطهاد .
إنما تأكدي لو أن صمتي يحملني إلى دمشق وحاراتها لأعلن الحداد على لساني ريثما تحين ساعة لقاء تلك الحبيبة التي أنكرتني أزقتها .
لازلت أعيش على حلم لا أفسره ولا أعلم أبعاده إلا أنني أحلم وأسالك .. هل الحلم جريمة ؟؟
آهٍ يادمشق كم أشتهي وصلك .



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج الثاني للمرأة
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك
- آخر ورقة في التقويم
- قلادة الدهشة
- تأهيل المراة المطلقة
- جئتكَ بالحب
- صدر كاريكاتوري
- نهاية الخدمة
- أسماء النساء بألوان السيارات
- حينما كنتُ أسكبُ فناجين القهوة..
- مطالبة المراة بالمساواة بين التطرف والاعتدال
- هل يغار الرجل من تفوق زوجته؟
- البايوجيومترى هل هو طب حديث؟؟؟؟؟؟
- الحرية النفسية..
- الحرية النفسية للمراة
- أولادنا ومفاهيم خاطئة
- ام البنات
- قانون لحماية حقوق المراة في حال الطلاق


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2