أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة الحياة الايطالية في عصر الفاشية والحروب العالمية والمعجزة الاقتصادية















المزيد.....


أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة الحياة الايطالية في عصر الفاشية والحروب العالمية والمعجزة الاقتصادية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 00:00
المحور: الادب والفن
    


أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة الحياة الايطالية في عصر الفاشية والحروب العالمية والمعجزة الاقتصادية
هو الظهر الأول لهذا المخرج المثير للجدل،الأكثر شعبية في ايطاليا في عقد الستينات والسبعينات،وهذا المخرج قدم متأخرا إلى عالم السينما لأنه خرج أصلا من رحم الأدب وكان من اشهر قصائده الشعبية (رماد غرامشي)،وبازوليني هو في حد ذاته مناضل ثوري ملحد غير مؤمن بالله هذا بعد أن قرأ اشعار شاعر فرنسا(رامبو) مثليا جنسيا لا يخشى من جهاره بهذه المثلية لأنه كانسان يمتلك الحرية المطلقة في اختياراته،وبالنسبة اليه فإذا كان الله موجودا فعلا فهو اله قاسي إلى ابعد الحدود،والفن بالنسبة اليه لم يكن سوى عبارة عن أداة للتعبير عن افكاره...
ونحن نقتصر في الحديث عن بازوليني على نتاجه السينمائي،وهنناك الكثير من المصادر للقراءة عن ماضي هذا الشخص الأدبي والسياسي الذي قضي مقتولا من قبل حزمة فاشية لن يتوانى بازوليني عن فضحها طوال حياته قبل ان يحقق المشاهد الأخيرة من فيلمه سالو الذي حمل تسميات سبقت سمعته وسبقت كمصدر لكل من اراد ان يشاهده من حيث انه الفيلم الأسوأ سمعة في تاريخ السينما...
إذا الظهور الأول لبازوليني سينمائيا لم يكن قويا بما فيه الكفاية تحدث عنه برتولوتشي الذي كان يعمل معه كمساعد في ذلك الوقت بأن بازوليني كان لازال في مرحلة اكتشاف الكاميرا/ومع رعاية فلينية لابد أن يكون فيلم بازوليني الأول مبنيا على خلفيات سينمائية كانت عبارة عن قاعدة في ايطاليا في ذلك الوقت وطارت شهرتها إلى كل العالم ألا وهي (الواقعية الجديدة)....
ونحن لا نستطيع أن نقارن هذا الفيلم بافلام كبيرة صنعتها الواقعية في ذلك الوقت على شاكلة روما مدينة مفتوحة أو سارق الدراجة أو الأرض تهتز،لأن بازوليني كان في مرحلة الاكتشاف كما انه سوف يحلق بعيدا عن هذا التيار مثله كمثل فليني وأنتونيوني وهذا الاخير لا نستطيع فعليا أن نحكم عليه إن كانت افلامه الأولى واقعية أصلا....
فيلم اكاتوني مبني اصلا على رواية لبازوليني(صعوبة الحياة) كما ان الموسيقى المستخدمة للفيلم هي من تاليف العملاق النمساوي (جون سباستيان باخ) وهذه الميزة الموسيقية لا يستطيع ان يستخدمها اي احد فينسب نفسه إلى تيار الواقعية الجديدة المتقشفة،ولكننا نستطيع عن هذا إذا عرفنا بان بازوليني استخدم ممثلين من الحياة نفسها،بل أن (فرانكو سيتي) الذي قام بلعب دور اكاتوني في الفيلم كان هو الظهر الأول له في هذا الفيلم،ونحن نعرف بأن هذا الممثل سيصبح ممثل بازوليني المفضل وسيرافقه تقريبا في كل افلامه...
فيلم اكاتوني هو عن مجموعة من الشباب العاديون العاطلين عن العمل،يعيشون حياة عابثة متسكعين وهم يكرهون العمل واكاتوني هو واحد منهم وليس زعيما لهم على الرغم من انه متزوج....
هو مهجور الزوجة والابن ويعمل كقواد مع صديقته ماجدلينا المغصوبة على هذا الامر...
اكاتوني كشخص لا يمتلك أي ميزة سواء كانت عبقرية أو بطولية،وهنا يتفق بازوليني مع الواقعية الجديدة بابراز الحياة الصعبة للطبقات السفلية في روما من خلال سرده لحياة اشخاص عاديين...
الهم الوحيد الذي يعاني منه اكاتوني هو كيفية حصوله على المال،حتى لا يموت من الجوع داخل احياء روما الفقيرة وهو عاطل عن العمل وباوليني يستخدم المسار السردي الطبيعي وتلك الفترة التي انتج فيها الفيلم كانت تتطلب منه ذلك،بل ان تركيزه على ابراز الفكرة وتوضيح النكهة الوثائقية للفيلم اكسب الفيلم بعدا سرديا(دعائيا) واضحا وهنا سيتجه بازوليني إلى سينما قصدية تسير نحو النهاية من دون اي عقدة مركزية أو اي عنصر تشويقي،على الرغم من انه يمكن التغاضي بسهولة عن هذا التقرير في هذا الفيلم على اعتبار ان بازوليني يروي حكاية من مسرح الحياة نفسها قد لا تكون مقنعة في بعض الاحيان عندما يقرر بازوليني نفسه احيانا الاقحام والتلاعب في المسار الطبيعي للأحداث...
ولكن بازوليني يقع في اشكال كبير الا وهو انه حاول تصوير قسوة الحياة الايطالية في عصر الفاشية
والحروب العالمية والمعجزة الاقتصادية من خلال شاب معدم لايرغب بالعمل ويعتمد على كسب حياته من خلال سمسرة الفاحشة،وعندما يحاول ان يعدل مسار حياته يبرز بازوليني عدم العدالة الاجتماعية من حيث الاجر القليل لهذا العمل بحيث يبدو أن هذا العمل غير مجدي اصلا بل والظروف تقدوه اصلا إلى الموت وهي الحالة الوحيدة التي يبدي نحوها البطل الرغبة والارتياح...
وبهذا يكون بازوليني استخدم الواقعية استخداما غير مثاليا،من خلال ابرازه لهموم الفرد الشخصية وخياراته القاسية،ليؤكد بازوليني-مع قليل جدا من الاستثناءات الواضحة-ان اكاتوني هو قبل كل شيء كان مرغما على هذه الحياة حتى لا يموت جوعا...
إذا يصح أن نقول عن واقعية بازوليني بأنها لم تكتفي بابراز الواقع الاقتصادي الصعب بل ايضا عمل على خلق شخصيات الحضاري والفكري كان ناتجا اصلا من هذه الظروف...
كما أن بازوليني يستخدم فنه ليبرز افكاره،فهو لا يذكر التدين إلا ليبرز قسوة الإله غير المعتقد بوجوده،كما انه على الرغم من ايمانه بالواقعية الجديدة إلا انه لا ينكر على نفسه استخدام اساليب اخرى فنيه لن ينكر هو ايجابيتها ولا صلاحيتها للتعبير الفكري عن هواجس الفرد،حيث استخدم في نهاية الفيلم حلما مطولا يبشر فيه اكاتوني نفسه بالموت،وهنا يقوم بازوليني بالتعبير عن هواجس الفرد في فيلم يعتبر من اقسى افلام الواقعية وهذه نقطة مضيئة بحد ذاتها وربما متفردة-ومن قال أن فيلم ليالي كابيريا هو فيلم واقعي اصلا-وبهذا يتفوق على مخرجين كثر من اتباع الواقعية الجديدة...؟
فيلم اكاتوني من ناحية فنية لن يكن كبيرا أو عبقريا وهذا كان متوقعا من شخص كان لا زال يتعرف على الكاميرا في ذلك الوقت ،بل لم يكن اكثر من مجرد رسالة يحاول ان يوصلها المخرج الى جمهور عرف مسبقا بانه يشاهد فيلما يمشي في مساره الطبيعي دون اي مفاجآت...وبالنسبة للنقاد قد يكون هذا الفيلم ساذجا من حيث تركيزه على هذه الفكرة دون غيرها الامر الذي ادى الى ضياع الناحية الجمالية للفيلم....إنه الظهور الأول لبازوليني



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطايا العشرة(كريستوف كيسلوفسكي) 1988: كيسلوفسكي يضع الحقائ ...
- الصدف العمياء 1987(كريستوف كيسلوفسكي):نزعة قوية لسمات مخرج ك ...
- هروب محكوم بالاعدام 1956 للعملاق روبرت بيرسون: هنا تحت الاحت ...
- المال 1983(روبير بيرسون): ...(السينما التي يمارسها بيرسون مج ...
- الأم والعاهرة 1973(جين يوستاش):عن شخصيات تعيش الفراغ الشديد, ...
- لانهاية 1985(كريستوف كيسلوفسكي):قصة يرويها رجل ميت
- الهاوي 1979:كريستوف كيسلوفسكي: التعلق بسينما وثائقية ذات معط ...
- الندبة 1976(كريستوف كيسلوفسكي):شاب سينمائي حقيقي لازال متعلق ...
- تعريف امرأة1982(مايكل أنجلو أنتونيوني): القضية الوجودية الحق ...
- نقطة زابرسكي1970(مايكل أنجلو أنتونيوني): مغامرة تختلف عن الم ...
- قتلة بالفطرة 1995(اوليفر ستون):عن مجنونان بريئان من الجنون ل ...
- 1966 مايكل أنجلو أنتونيوني: Blowe-pالانفجار أو تكبير الصورة: ...
- الصحراء الحمراء1964(مايكل أنجلو أنتونيوني): (حتى الطيور تعلم ...
- الخسوف 1962(مايكل أنجلو أنتونيوني):عن سينما غارقة في التفاصي ...
- Eros2004:مايكل أنجلو أنتونيوني وستيفن سوديربرج وونغ كار واي
- اسطورة 1900 جوسبي تورانتوري1999:حكاية شخص لم تلمس قدميه أرض ...
- سينما براديسو1990(جوسبي تورانتوري): حكاية افضل فيلم يتحدث عن ...
- الليل1961(مايكل أنجلو أنتونيوني): حوارات عابرة بين زوج وزوجت ...
- المغامرة 1960(مايكل أنجلو أنتونيوني): سينما اللاحدث،أو سينما ...
- الصرخة 1957(مايكل أنجلو أنتونيوني):التحليق فوق سينما واقعية ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - أكاتوني 1959(بيير باولو بازوليني):عن بازوليني و تصوير قسوة الحياة الايطالية في عصر الفاشية والحروب العالمية والمعجزة الاقتصادية