جومر:سباحة فى بحر التراث

باهر عادل نادى

الحوار المتمدن-العدد: 4239 - 2013 / 10 / 8 - 09:16
المحور: الادب والفن
    

صدرت رواية جومر "جريمة في دير الراهبات" للكاتب الصحفى روبير الفارس. عن وكالة سفنكس للفنون والإبداع التي تقع في 233 صفحة من الحجم المتوسط .
وفى معرض الكتاب اللى فات يناير2013 اشتريت رواية "جومر" للصحفى والروائى روبير الفارس ..وظلت الرواية حبيسة كارتونة الكتب (حيث أن الكتب عندى فى كراتين)- بالرغم من انها رواية ليست كبيرة فهى صغيرة نسبياُ -
وكان عندى شعور بثقل المهمة لسببين الأول الأدب عندى له قراءه خاصه ومتانية والثانى :أنى عارف طبيعة الرواية بختصار وأهميتها "حيث تناقشت مع روبير عنها" ومن حوالى عشرة أيام تشجعت واتجهت لمكان الرواية واخرجتها وبدأت القراءه .فوجدتها أكثر مما توقعت جمالاُ واشرقا
أســـلوب الــروايـة
تنتمى إلى"مدرسة الواقعية السحرية" من خلال الربط بين قصة جومر وعذابات مارجرجس ونجد أن القاتل من الماضى والجماجم تتكلم !
"والواقعية السحرية أو العجائبية تقنية روائية غلبت على كثير من الأعمال الروائية في الأدب الألماني منذ مطلع الخمسينيات و أدب أمريكا اللاتينية بعد ذلك, ثم وجدت طريقها إلى بعض الأعمال في أداب اللغات الأخرى. و تقوم هذه الواقعية على أساس مزج عناصر متقابلة في سباق العمل الأدبي, فتختلط الأوهام و المحاولات و التصورات الغريبة بسياق السرد الذي يظل محتفظا بنبرة حيادية موضوعية كتلك التي تميز التقرير الواقعي. و توظف هذه التقنية عناصر فنتازية كقدرة الشخصية الواقعية على السباحة في الفضاء و التحليق في الهواء و تحريك الأجسام الساكنة بمجرد التفكير فيها أو بقوى خفية بغرض احتواء الاحداث السياسية الواقعية المتلاحقة و تصويرها بشكل يذهل القارئ و يربك حواسه فلا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي و ما هو خيالي. و تستمد هذه العناصر من الخرافات و الحكايات الشعبية و الأساطير و عالم الأحلام و الكوابيس. وفي حكايات ألف ليلة و ليلة توظيف فطري للواقعية السحرية, مثل ما نجده في قصص الجان, و البساط السحري , و مصباح علاء الدين." (1)
ومن اشهر من أستعمل "الواقعية السحرية " الأديب غابرييل غارسيا ماركيز صاحب رواية "100 عام من العزلة"
الـفــــكـر
أهم مايميز الرواية على الاطلاق فهى رواية فكرية تناقش أفكار أنسانية وتضفير لتراث الأقباط فى الرواية بطريقة مذهلة وغوص فى نفسية الشخصية القبطية التى لا يستطيع ان يخوض فيها إلا روبير الفارس القبطى الأديب والباحث –فى الفلكلور القبطى- (حيث ان الكاتب له كتاب منشور عن الفلكلور القبطى) ففى هذه أثبت الكاتب روبير الفارس انه بحق غواص فى بحر التراث المصرى والقبطى بوجه خاص.
فجاءت الرواية مليئة بالصور والاساطير والحكى الشعبى والفلكلور القبطى والترانيم القبطية وبعض النصوص من الكتاب المقدس .
ففكرة الرواية تقوم ببساطة على مناقشة تاريخ الأستشهاد والرهبنة بأعتبار أن هذان العاملان المتحكمان فى نفسية وشخصة القبطى المعاصر.

الشـخـصـيـات جومر:هى الشخصية المحورية فى الرواية والأسم ماخوذ من الكتاب المقدس من سفر هوشع ومعنى الأسم: "تتميم، متمم" وهى فتاة جميلة وهذه هى المشكلة ! الأم بائعة صور: تقوم ببيع صور القديسين والإيقونات بمنطقة السبع كنائس بمصر القديمة (مارجرجس) وتعرف حكايات ومعجزات القديسين وتعرف حكاية كل صورة تبيعها!
الأب:نازح من الصعيد هارب من الفقر
مريم شقيقتها الصغرى :طالبة جامعية تحب شكسبير
يوسف الشقيق الأصغر: الذى قام بقتل صديقة بعد ان عايره بأخته فدخل السجن
والعديد من الشخصيات الأخرى المختلفة من الدكتور نادر إلى رهبات فى الدير إلى ضابط المباحث إلى الرهبان القدامى .
ونجد فى الرواية التركيز على الجانب الأنسانى فى الشخصيات وحتى الشخصيات الصغيرة لها قصص وحكايات رائعة، فأهتمام زائد برسم تفاصيل الشخصيات وإن كانت شخصيات صغيره وهذا أكثر ما أعجبنى .
ولكن المرأه فى الرواية هى وعاء جنسى فى الاغلب –هذا لايعنى عدم وجود جانب فكرى وانسانى (شكسبير وقصص القديسين)–بل أعتقادى ان الجانب الجنسى زائد الى حبة ما ،وحتى الراجال لا يتذكرن من زوجاتهن إلا أجسدهن و اثدائهن والعلاقة الزوجية !!

الـقـصـة
قصة أساسية تبدأ بأسرة تتكون من 5 شخصيات (جومر –الأم –الأب –مريم –يوسف) جومر الجميلة وتبدأ المشكلة عندما تفك خطوبها من ابن الكاهن و المرشح للكهنوت وبعدها تشهر أسلامها ،وتتزوج مريم من بن عمها فى الصعيد الذى يذاقها العذاب ..ويوسف الذى يدخل السجن بعد قتله لصديقه ثم أيجاد جومر مقتولة فى أحد الاديرة !
ثم خروج بقصص الى تاريخ الرهبنة وعصر الاستشهاد ونصل فى النهاية الى من قتل جومر؟
اللـــغـــة فلغة أدبية وشاعرية رائعة ورصينة ،تحتاج لقارئ مدرتب ومتمرس على قراءه الأدب .فلغة جميلة وبسيطة ترسم صور فى مخيلة القارئ اثناء القراءة!
وفى نهاية أحب أن أقول نحن أمام رواية أدبية رائعة وعَالم أدبى مميز ، استمتعت بالحياة فى عوالمهما المختلفة!
..............................................
(1) (من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة)

#باهر_عادل_نادى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات