أجمل وأظرف وأقصر كلمة هي : طــــز ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:27
المحور: كتابات ساخرة
    

مسامير جاسم المطير 912
أنا واثق كل الثقة بان المفوضية العليا للنزاهة إذا اشتغلت خلال الأشهر القادمة بسرعة ونزاهة فسوف تنقلب مكاتب ومباني العديد من الوزارات العراقية على رؤوس وزرائها وموظفيها الكبار والصغار وحتى الكوادر الوسطية الغرامية عندما تدرك هذه المفوضية أن الماء القليل يغلي بوقت أسرع من الماء الكثير الموضوع على النار ..! فمنذ عامين تقريبا ونحن ندق المسامير على رؤوس السرّاق والحرامية والمرتشين في عدد غير قليل من الوزارات لكن لا أحد من المسئولين الكبار يقرأ أو يسمع أو يرى .. ولا أحد لا من الأحزاب الوطنية والديمقراطية ولا من الأحزاب الإسلامية حفظها الله ورعاها تهتم بما يقال ويشاع ويكتب في الصحافة العراقية عن الفساد .. وأي فساد أبعد الله جميع القراء من شم رائحته الكريهة ..! حتى الجمعية الوطنية القديمة المعينة والجديدة المنتخبة لم يكن لها شأن بالفساد لأن الكهرباء متوفر في مكاتبهم وفي قاعات اجتماعاتهم ..!
اليوم يصرح السيد سلام المالكي وزير النقل عن فساد كبير في وزارته ،
السيدة ليلى عبد اللطيف وزيرة العمل السابقة تستدعيها مفوضية النزاهة للتحقيق معها ،
كم أتمنى أن يستدعى وزراء آخرون كنت أول من بسمر وزاراتهم بالفساد الأحمر مثل وزيرتي البيئة والزراعة وغيرهن وغيرهم كثيرون من الوكلاء والوزراء ..!
السؤال الموجه إلى المفوضية العليا للنزاهة : هل يوجد أمل للمواطنين أن يتقدم مجتمعنا قليلاً إلى أمام ..! هل يوجد أمل في إنهاء عصر الرشوة والسرقات في العراق الديمقراطي المرتقب ..؟ أم يظل الناس والكتاب والأحزاب يلقون اللوم على جون أبي زيد وقوات الاحتلال وعلى رغد صدام حسين وعلى دويلة إسرائيل وكوفي عنان وعلى أغاني مادونا ونانسي عجرم وعلى سيقان هيفاء وهبي باعتبارهم المتآمرين على العراق والعراقيين وعلى نزاهة الوزراء والوكلاء والمدراء ووساطات النساء ..؟
هل آن أوان مفوضية النزاهة أن تكون جادة في تحقيقاتها وتقاريرها وقراراتها مرة واحدة على الأقل ..؟ هل سيطلع الناس المساكين ( اللي تحت ) على ما كان يفعله القادة المسئولون ( اللي فوق ) ..؟ هل يمكن للناس العاطلين والجائعين أن يعرفوا أين ذهبت أو تذهب مليارات الدنانير ولا أقول مليارات الدولارات خوفا من أتهامي بالدفاع عن الدولار الأمريكي الذي ( يهرب ) من داخل العراق إلى خارجه مع المسافرين والموفدين بارك الله فيهم وفي مساعيهم ..!
مساكين نحن .. نظل نتساءل ولا جواب لا من وزير مسلم يصوم ويصلي ولا من مدير يسهر ويسكر ولا من بعض قادة أحزابنا الجائعطين في الفضائيات ولا من البرلمانيات المحجبات وغير المحجبات ..! مساكين نحن شعب العراق لا نسمع شيئاً غير تشكيل اللجان هنا وهناك حتى صار عددها في العراق مليون وسبعمائة ألف وثلاثة وثلاثين لجنة والرقم في تصاعد مستمر والحمد لله ..! ناسين أو متناسين أن نوري السعيد رحمه الله كان يردد قوله الشهير : إذا أردتم أن لا تفعلوا شيئا فقوموا بتشكيل اللجان حتى تقعدوا على كراسيكم مرتاحين ..!
اقتراحي الوحيد إلى مفوضية النزاهة :
شكلوا لجنة في كل وزارة من سبعة وكلاء + سبعة مدراء عامين + سبعة مدراء خاصين + سبعة فراشين + سبعة من العرافين + سبعة عاشقين + سبعة محاسبين مخصيين ، وسوف ترون ما لا يمكن أن يراه ملائكة الله أجمعين بشرط أن تكون نسبة النساء في هذه اللجان لا تقل عن الثلاثين ..!
في العراق الجديد نتعلم مبادئ ديمقراطية جديدة ملخصها :
في استطاعتك أن تقول أي شيء ‏ وأن تكتب كل شيء..‏ ولكن أحدا لن يسمعك ولن يقرأ حروفك ..‏!‏
أنتظر أيها القارئ الكريم دائما سماع أجمل وأظرف وأقصر كلمة : طــــــــــــــــــز ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 25 – 5 - 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات