سلامة كيلة
الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:52
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
أصبحت لقاءات المنتدى الإقتصادي العالمي في البحر الميّت منتظمة، حيث تعقد سنوياً كما لقاءات دافوس الأصلية التي تعقد نهاية الشهر الأول من كل سنة. الأمر الذي يشير إلى الأهمية التي باتت تحظى بها المنطقة العربية، خصوصاً و أن هؤلاء الملتقون هم أغنى أغنياء العالم و قادته السياسيين و الفكريين، و الذين يرسمون السياسات العالمية و يقرِّرون صيغ " تقاسم الغنائم "، و كذلك يحدِّدون أدوار الدول. فهم أصحاب الشركات الإحتكارية العملاقة و مالكي رؤوس الأموال فائقة الضخامة، و بالتالي القادرون على فرض السياسات على الدول. و المنتدى الإقتصادي العالمي الذي يُختصر ب " منتدى دافوس " هو العقل المفكّر للرأسمالية، كما أنه ملتقي الإتفاقات و المساومات فيما بينها.
لهذا حينما يقرّرون اللقاء الدوري في المركز من " الشرق الأوسط الموسّع "، و في مركز الوطن العربي، فإن لذلك أهمية تستحق الإنتباه. خصوصاً و الدولة الأميركية تحتل العراق و تعمل على توسيع سيطرتها إلى سوريا و كل المشرق العربي. و أوروبا تعمل على إنجاح " الشراكة الأوروبية المتوسطية ". و لكن خصوصاً أن المنطقة باتت هي مركز " التنافس " بين الرأسماليات من أجل السيطرة على العالم، حيث أن الذي يتحكّم بالنفط و السوق الممتدّ من المغرب إلى أواسط آسيا يمكنه أن يكون المنتصر الوحيد في معركة تجري في الخفاء بين الرأسماليات الأميركية و الأوروبية و اليابانية.
و خصوصاً كذلك أن العقد القادم هو عقد إدخال الدولة الصهيونية في معادلة السيطرة الإمبريالية على المنطقة، ليس عبر القوّة فقط و هذا أمر ممكن بل محتّم، و لكن أيضاً عبر السيطرة الإقتصادية، و فرضها شريكاً مسيطراً في إطار العلاقات مع العرب. كونها يمكن أن تكون " القاعدة الإقتصادية " للشركات الإحتكارية الأميركية خصوصاً، من أجل سوق بسعة " الشرق الأوسط الموسّع " .
لقد غدت لقاءات البحر الميّت مخصّصة لدراسة أوضاع المنطقة، و لوضع الخطط التي تسمح بترتيبها في إطار النظام العولمي، و المنطلقة من مركزية الوجود و الدور الصهيونيين. و هذا الأمر هو الذي يجعل اللقاء بالغ الأهمية و الخطورة معاً. فماذا سيقرّرون للمرحلة القادمة؟ ما هي الأجندة التي سيفرضونها؟
#سلامة_كيلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟