عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 4237 - 2013 / 10 / 6 - 10:01
المحور:
الادب والفن
-1-
يذهب " شعيبة " إلى رأس الدرب، وهناك يجتمع ب " ولاد الدريبة "، فيكورط معهم الكارطة، يجلسون على الأحجار، ويشكلون دائرة، ويطلقون الموسيقى، كان " شعيبة " هو رئيس العصابة، هو الآمر والناهي، يضع فوطة على رأسه، وسيجارة فوق أذنه، ومن حين لآخر ينفث دخانا يصعد إلى عنان السماء .
-2-
في اليوم الموالي ؛ يسرق " شعيبة " لأمه خمسين درهما، ويذهب إلى رأس الدرب، فيشارك بها، وفي أول مشاركة يربح خمسين أخرى، ثم يشارك للمرة الثانية والثالثة، فتؤول النتيجة إلى لا غالب و لا مغلوب، ترتعد شفتاه، ويتعرق جبينه، و تطلع له " القردة " إلى شقفة الدماغ، فيقول : " ت هاد الزهر مال ر..."، ثم يلعب للمرة الخامسة، فتذهب خمسون درهما، فيزيل الفوطة، ويتبعها بالقميص، ثم تتشنج عروقه : " والو و الله واحد لا مشى، نربح أو لا مدايراش "، يلعب للمرة السادسة، تمشي الخمسون الأخيرة، فأصبح " شعيبة " على " الضص " .
-3-
يمشي " شعيبة " جيئة و إيابا، و " ولا دريبة " مازالوا ماكثين في أماكنهم، منهم المنتصر، ومنهم الخاسر، البعض يريد أن يبقى، و البعض الآخر يريد أن يذهب، يصرخ " شعيبة " : " والاو والله واحد لا مشى "، يزيل سرواله، فيراهن به، فيرد عليه واحد منهم : " ت هاذا سروال أو لا خنشة "، ينتفض شعيبة : " تسكت ر... أولا نجي نحنك لك "، تقبل المجموعة على مضض مشاركته بالسروال، وفي أقل من ثانية ينهزم، فيبقى ب " السليب " و " المايو "، يمزح أحد المنتصرين قائلا : " واش تلعب بالمايو " ؛ يحس " شعيبة بنوع من الأمل، فاعتقد أنه سيفوز، و يسترد السروال، والمئة درهم، فلعب، فكانت الضربة القاضية ( هههه ) ؛ فأصبح " شعيبة " دون ملابس " سكطي "، فخر يهيم في الدروب، أما المجموعة، فانطلقت تتلاعب بالملابس، وتقول : " شكون مول السروال ؛ شعيبة العريان " .
عبد الله عنتار - الإنسان - / 04 أكتوبر 2013 / واد زم - المغرب
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟