أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الحلقة التاسعة من السياسة البريطانية في العراق عشية 14 تموز














المزيد.....

الحلقة التاسعة من السياسة البريطانية في العراق عشية 14 تموز


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4236 - 2013 / 10 / 5 - 16:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


درء المخاطر ... ومأزق النظام
بما أن الخطر الحقيقي على النظام , الذي تمثله بشكل رمزي المعارضة الحالية , يأتي من خارج البلاد , فإن هناك حدوداً لا يمكن لأي حكومة عراقية أن تفعله عبر اجراءات إيجابية داخل البلاد من أجل خفضه . إنهم يدركون أن التطور الاقتصادي ساهم بالفعل في الاستقرار , وأن عليهم ان يمضوا قدماً بهذا التطور ويمدوا نطاقه على نحو واسع وسط السكان ككل . ويرى كثيرون منهم أن هناك أيضاً أفقاً كبيراً لإجراءات اجتماعية واقتصادية تدريجية و هم مساعدون للشروع بها . وبمرور الوقت سيكون بالإمكان التطلع غلى خفض متواصل في حجم الفقر الشديد في الريف , وخصوصاً في الجنوب , وأيضاً في أحياء الصرائف المحيطة بالمدن الكبيرة . ومع ذلك , لا توجد مؤشرات كثيرة على أن هذا سيحدث بالسرعة التي يتطلبها الوضع . فالسياسة الاجتماعية للبلاط ولنوري السعيد هي بالأساس على المدى البعيد . وهي تقوم على حقيقة أن زعماء العشائر وغيرهم من مالكي الأراضي , مع ما يمكن ان يمارسوه من نفوذ على رجال عشائرهم ومستأجري أراضيهم هم القوة المهمة الداعمة للاستقرار في البلاد , والقوة التي سيكون من الخطورة استعداؤها إلى أن يصبح الاقتصاد و المجتمع في العراق أكثر تنوعاً وأكثر حداثة ما هما عليه الآن . ومع ذلك , وبما أن الضغوط على الموازنة الوطنية للعراق كبيرة جداً وستصبح أكبر عندما يتعيّن دعم موازنة الإتحاد العربي أيضاً , لن يمكن تنفيذ معظم الاجراءات التدريجية إلا بالتدخل في حقوق مالكي الأراضي أو رفع الضرائب عنهم . إن فشل الحكومات المتعاقبة في القيام بخطوة غير محببة كهذه بجرأة و شجاعة يغذي القناعة العامة بأنهم ( الحكام ) ليست لديهم أي نية في اتخاذ اجراء حاسم للتخفيف من الفقر بل أنهم لا يرغبون إلا في منح الأثرياء الفرصة لأن يصبحوا أكثر غنى . وتولد هذه القناعة من دون شك موقفاً لدى الناس الأكثر فقراً يمكن لناصر و المعارضة أن يستغلوها بالرغم من ذلك , لا أعتقد أن الفقر أو غياب فرص اقتصادية سيؤدي بحد ذاته , طالما يتدفق النفط , إلى نشوء وضع متفجر . إن الخطر الأكبر في الميدان السياسي وفي تلاعب عبد الناصر بمشاعر الاحباط الناجمة عن غياب منافذ التعبير الحر والنشاط السياسي . فالاستياء من الحرمان من الحريات السياسية يفسر من دون شك الكثير من أسباب عدم شعبية النظام وشعبية عبد الناصر . لذل فإن احدى المسائل المهمة هي ما إذا كان بعض الضغوط على النظام يمكن التخفيف منه بإعطاء المزيد من الحريات السياسية , أي بالاستجابة إلى المطلب الأساسي للمعارضة . إن تخفيفاً كلياً للقيود الحالية على حرية التعبير بالترابط مع انتخابات حرة كلياً سيؤدي في فترة قصيرة جداً إلى حدوت فوضى وربما ثورة . ولكن كل خطوة صغيرة في هذا الاتجاه لن تؤدي إلا إلى زيادة الضغوط نحوها , ويمكن تفهم التردد الذي أبداه البلاط والحكومات المتعاقبة – أن الخطوة التي يحتمل على الأكثر أن تشيع فوراً الشعور بالرضا والتي يمكن أن تؤدي – إذا كانت ناجحة إلى تهدئة تدريجية , هي تشكيل أحزاب سياسية . والسبب المشار إليه في الفقرة ( 2 ) أعلاه , أن هذا ليس بتطور سيلقى الترحيب من البلاط . ويجب الاقرار بأنه ستكون لدى البلاط أسباب جيدة للاعتقاد بأن نتائجها العملية لن تكون مفيدة , لأن من المشكوك فيه بأن احتمال أن تؤدي إلى تحقيق استقرار سياسي أكبر سيفوق ما جرى عندما سمح للأحزاب في السابق . فالعراقيون , مثل معظم العرب , يجدون صعوبة في خلق التماسك الذي يمكن للأفكار وليس الأشخاص يمكن أن يمنحوه , بل أن الوضع الحالي في العراق أيضاً لابد أن ينتج ما لن يكون في الواقع سوى حزبين , أولئك الذين يؤيدون النظام والسياسات الحالية , وأولئك الذين يؤيدون عبد الناصر . وبما أن المجموعة الأخيرة ستميل نحو الانحدار نحو التمرد , فقد تبرز الحاجة إلى قمع حزبهم خلال فترة وجيزة ولن يجري كسب أي شيء إطلاقاً سوى زيادة في المرارة ضد الحكومة . لكن , مرة أخرى , يجادل الكثير من العراقيين المعتدلين بأن بعض التنفيس للمشاعر هو أمر ممكن ومرغوب على السواء وانه سيكون بالإمكان ابقاء المعارضة ضمن حدودها . وأميل إلى وجهة النظر بأن هذا شيء يستحق أن نجربه . وعلى الرغم من أن المخاطر واضحة , اعتقد أنها أقل من تلك التي تنجم عن مواصلة القمع السياسي بشكل كامل . وصحيح أنه إذا أمكن لواحد أو أكثر من الأحزاب اليمينية أن تطور قادة يملكون جاذبية تجاه الجزء الواعي من السكان , فإنهم قد يمتصون بعض السموم الموجودة في النظام ويوفرون على البلاط الكراهية التي جلبها له إبقاء اجراءات قمعية . وقد جرّب نوري السعيد هذا النهج في الماضي لكنه فشل في ظل ما كان على الأرجح ظروفاً سياسية أقل صعوبة , إذ أن الرئيس عبد الناصر لم يكن حينها يقف في أعالي الفرات , وليس مستبعداً أن يتمكن رجل أقل سناً يملك قوة الشخصية وسعة الأفق ذاتها ولكن مع جاذبية أكثر مع الجمهور , من تحقيق النجاح في المستقبل . كل ما يمكن أن يقوله المرء هو أن مثل هذا الشخص لم يبرز بعد . وهناك بضعة رجال في الحياة السياسية ربما توجد لديهم بعض السمات المرغوب بها , مثل خليل كنة , الرئيس السابق لمجلس النواب , وسعيد قزاز , وزير الداخلية . لكن الأول رغم كونه يمتلك عزيمة و قوة , فإنه يعتبر موالياً لسنة لدرجة تجعله غير جذاب للشيعة ويستعدي آخرين بسبب طموحه المكشوف لأن يخلف نوري السعيد . أما الثاني , فبالرغم من كونه يحظى بشعبية نسبياً وبعيد النظر , فإنه كردي لا يمكن أن يستجيب لعواطف النزعة العروبية ويعبّر عنها في العراق . أما بالنسبة إلى د . فاضل الجمالي , فإنه بالرغم من خصاله التي تدعوا للإعجاب من شجاعة و نزاهة , ليس كبيراً بما يكفي وليس رجلاً يملك مقدرة تكفي لقيادة هذا البلد المضطرب من دون خبرة نوري السعيد وراءه . يتبع



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الرابعة والثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الخامسة والثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السابعة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة السادسة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة الرابعو من السياسات البريطانية عشية ثورة 14 تموز 1958
- الحلقة الخامسة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة الثالثة من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة الثانية و الثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثالثة و الثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثانية من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ...
- الحلقة الأولى من السياسة البريطانية في العراق عشية ثورة 14 ت ...
- الحلقة الحادية والثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الحادية و الثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثمانون من ثورة 14 تموز
- الحلقة التاسعة والسبعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثامنة و السبعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السادسة و السبعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثانية والسبعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة الثالثة و السبعون من ثورة 14 تموز
- الحلقة السبعون من ثورة 14 تموز


المزيد.....




- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وصفي أحمد - الحلقة التاسعة من السياسة البريطانية في العراق عشية 14 تموز