الحلقة الخامسة والثمانون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 21:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الهجرة و الاستيطان اليهوديين إلى أراضي الدولة العثمانية
لم تكن قليلة الأهمية التاريخية تلك المحاولة التي قام بها رأسماليون يهود عند هذه النقطة لإقناع (( تركيا الفتاة )) بإدخال مجموعات من المستوطنين اليهود إلى العراق وأنحاء أخرى من الأراضي العثمانية . وقد جاء في مشروع عمم بشكل خاص سنة 1910 بين أعضاء مختارين من الأتراك الشباب قادة تركيا الفتاة , وكان من وضع فرع برلين ل (( التنظيم اليهودي العام للاستيطان )) , ما يلي :
(( إننا نرغب في عدم اقتصار الهجرة والاستيطان خصوصاً على جزء واحد فقط من الأراضي العثمانية , بل توزيع المهاجرين اليهود على مناطق مختلفة . ومع ذلك يجب أن نبقي في الذهن بأن ارسال المهاجرين إلى نقاط مختلفة لا يستتبع فصلاً تاماً للأفراد وعائلاتهم أحدهم عن الآخر , لأن اليهودي مضطر إلى أن يعيش بين أبناء دينه لكي يكون قادراً على القيام بواجباته الدينية . إننا نرغب في رؤية أبناء ديننا وقد أقاموا في المدن تجاراً وصناعاً وأطباء ومهندسين ومعلمين , ونرغب لهم , في الوقت نفسه , أن ينتشروا في الولايات وأن يرتبطوا بالزراعة . و(( الأجزاء التركية التي تبدو لنا أكثر ملائمة لمشروعنا هذه هي : شط العرب والأناضول وسوريا وفلسطين ..... ومع أن العراق كبير بما يكفي لاستيعاب عشرة أضعاف ما في العالم من يهود فإن برنامجنا يتضمن استيطان اليهود في قبرص و مصر .... (( وسيهاجر أبناء ديننا على حسابهم الخاص بمساعدة المصرف و الجمعيات المشكلة بهدف تسهيل الهجرة . .....
(( وستظهر إلى الوجود حالة أعمال مربحة جداً لتركيا وتستحق أخذها في الاعتبار ..... وإذا فتحت تركيا أبوابها للهجرة اليهودية فإن أبناء ديننا الذين يشغلون مراكز عالية . ومن دون الوقوف ضد الواجبات التي عليها لبلدانهم نفسها وسيستخدمون كل نفوذهم من اجل التقدم السياسي و الاقتصادي للحكومة العثمانية الدستورية .....
(( إننا نعد بمودة وصداقة اليهود تجاه مركز الهجرة اليهودية الجديد وتجاه الحكومة التي تحمي المهاجرين , ونضمن هذه المودة والصداقة , لأننا نملك كل الوسائل لإحداث هذه المشاعر .... )) .
وكان الأكثر كشفاً للنوايا هو كتاب الإرفاق السري الذي أرسله السفير البريطاني اسطنبول إلى وزارة الخارجية في لندن :
(( في إرساليتي .... بتاريخ 29 كانون الأول ( ديسمبر ) 1909 , كان لي شرف رفع مقتطفات من (( تركيا الفتاة )) حول استيطان اليهود لبلاد ما بين النهرين والتلميح إلى عرض الرأسماليين اليهود لتزويد تركيا بالأموال اللازمة لموازنة العجز التجاري في ميزانيتها كبدل للهجرة اليهودية غير المقيّدة .
(( إن عقد القرض الأخير الذي توصل إليه جاويد بك مع بيوتات مصرفية أكثرها يهودي في باريس ذكّر الدوائر التركية مرة أخرى بهذا المظهر من مظاهر (( مشكلة تركيا الفتاة )) , وبعضهم خصوصاً جاويد بك , اليهودي هو نفسه , يشك في أن مشاريع الهجرة ترتبط بالصفقات التي استخدمت عملياً قبل بضع سنوات في العمل الصهيوني . لقد أعطيت مؤخراً نسخة من نشرة باللغة التركية , لي شرف ارفاق ترجمتها , صادرة عن الفرع الألماني لجمعية الاستيطان اليهودي وزّعت بشكل خاص بين أعضاء تركيا الفتاة الذين يحتمل أن يصبحوا متعاطفين مع مشاريع الهجرة اليهودية .... وكذلك فقد عبّر إسرائيل زانغويل أيضاً , في عدد نيسان ( أبريل ) من (( فورتنايتلي ريفيو )) , عن أمله بأن يصبح تحقيق مشاريع إقامة دولة يهودية مستقلة ذاتيأ في بلاد ما بين النهرين أمراً ممكناً في ظل الوزارة العظمى لحقي باشا , الذي تتكون سكرتاريته الخاصة , وأصدقاؤه المقربون والخاصون من اليهود .... والمقصود بالنشرة المرفقة هو عرض الموضوع بطريقة غير عدائية , إن لم تكن مغرية , وتجاوز الشكوك و الاعتراضات التركية . وتذكر النشرة أن المشروع عبارة عن مشروع انساني بحت وليس مشروعاً سياسياً , وأن ليس على الحكومة التركية إلا أن توقع عقداً , ويقوم اليهود بعمل كل شيء آخر , وأنه إذا ما وافقت تركيا فإن اليهود اللذين يشغلون مناصب عالية في بلدان آخرى سيستخدمون كل نفوذهم من أجل التقدم السياسي و الاقتصادي للحكومة العثمانية الدستورية , وأن فوائد هامة ستكون من نصيب تركيا , وأن طريق التحالفات المضمونة والمؤثرة ستفتح أمامها , وأن رجال الدولة العثمانيين الذين يقومون (( بتأسيس هذا التحالف الدائم )) , أي التحالف مع الأمة اليهودية , سيكسبون عرفان هذه الأمة بالجميل . وتقول النشرة أيضاً أنه عندما يتم الحصول على حق إنشاء مصرف عقاري ( من قبل اليهود ) فإن رأس المال سيتوفر بغزارة لأغراض الاستيطان . يتبع

#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات