|
الزعيم عبد الكريم قاسم . أكبر من الشهادة وأعظم من تأويلها
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 4235 - 2013 / 10 / 4 - 12:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفتخر كل الدول بمؤسسيها وقادتها الوطنيين ومحرريها ويصبحوا مع مرور الأيام وتقادم الزمن هويات معرفة تحل محل الوطن حينما تذكر تلك الأسماء . ومن اجل عدم نسيان تلك الرموز الخالدة من مدار الأيام تقوم هذه الدول برسم أسماء هؤلاء الخالدين على وجه الزمان و جسد المكان فبعد أكثر من ثلاثة قرون لازالت الولايات المتحدة تستذكر قائد جيوشها المنتصرة على المستعمر الانكليزي بحاملة الطائرات جورج واشنطون .ولم تنسى قائد الحلفاء المنتصر على جيوش النازية إيزنهاور بحاملة طائرات نووية لازالت تثير الرعب في قلوب من يخالف سياسة البيت الأبيض . وخلدت فرنسا محررها ديغول بمطار تزوره معظم طائرات العالم وبقي نابليون راقدا مخلدا تحت جسر النصر وأطلقت اسم "دانتون" على احد بوارجها الجبارة . لكننا في عراق النحس ونكران الجميل تتمرد أقزام الأيام على حقيقتها الوضيعة وتريد التطاول والتشبه بلحظات المجد والشرف لتسرق من بعضها البعض مكتسبات الشهرة والمجد وتغطي بحبائل الكذب والإعلام المضلل أسماء الفاتحين لتستبدلهم بواجهات موشاة بأشباه وجبناء الرجال والمتملقين من اللصوص بدون خجل أو استحياء من صيرورة التاريخ التي تحتوي كل تاريخ الأيام . وان كنا نعلم علم اليقين أن مابين الرابع عشر من تموز وباقي الأيام فجوة في التاريخ لن يردمها الزمن بسهولة إلا بفاتحين يهتف لهم التاريخ مهلهلا بصوت (خروشوف) من شدة العنفوان بهزيمة الرأسمال وأذنابه من ارض سومر هاتفا بصوته الأجش :-(أنهم رجالك يا عبد الناصر ). لكن رجال الرابع عشر من تموز لم يكونوا رجال (خروشوف) و(لا عبد الناصر) بل أنهم هم من هم أبناء تربة لن تبلى وزمن يتجدد على الدوام لازالت تورق وتزهر فيه عشبه خلود (كلكامش الأبدية) على الدوام وحين تتشبه بة الأيام الخجلة فهي في حقيقتها مثل تشبه النحاس الرخيص الصدئ بالذهب اللامع البراق حين يريد يقلده في الشكل والمقدار لكنة أبدا لا يدانيه في القيمة . الوزن الذري وأفلاك الذرات . .في الرابع عشر من تموز كٌسر ظهر المستعمر الانكليزي وكنست كل أزبالة من الإقطاع والرجعية والحكم المتعفن ولصوص الحكام من الذين سرقوا قوت الشعب وموارده وخرجت بغداد مرفوعة الرأس من حلف بغداد ومستعمرها هذا الأمر الذي جعل (خروشوف) يسخر بوجهة الممتلئ الضاحك.:- ( تصوروا حلف بغداد بدون بغداد ) الرابع عشر من تموز أعاد نفط الشعب إلى الشعب وبدأت ارض ميزوبوتاميا تداني بقية عوالم الانسان في ازهي ديمقراطيات الشرق الأوسط وظهر الكادر النسائي بين حيطان الوزارات في بلاد سومر وأكد التي بدأت تشق طريقها بين عوالم الأرض. وأصبح رجال الرابع عشر أساطير حية تعيش في عقول ومخليات الشعب بعد أن عفت نفس الزعيم أن يجلس في قصور الأمراء التي أرجعها إلى المالية بتأميمها لصالح الشعب ولم يزور لة رتبة وضيعة يضعها على الكتف بل بقي يصعد سلم المجد مع الزمن والاستحقاق . ترك الزعيم القصور العالية ولم يتملك الجواري والغلمان واساطيل السيارات الفارهة والتفرد براتب خيالي متعالي على الشعب ومخصصات مالية أزلية منهوبة من نفط الشعب مدرة للربح وشراء الأسهم في مؤسسات وشركات ماوراء البحار . لذلك كون المحبين لهذا الزعيم صورة مساوية للقديسين .الملائكة الأنبياء والأولياء حين تجد صورته معلقة في المقاهي .البيوت . المساكن وأصبحت صورته الباسمة على الدوام تعيش في ضمير الشعب الذي أحب الزعيم ورسمه كرب متعالي يسلي بة النفس في شدة الموقف . وعلى الرغم من قلة أيام الزعيم في الحكم إلا أن عدد المؤلفات التي تناولت حياته وسيرته زاد على 300 كتاب ومؤلف وبدأت حمى رسالات الماستر والدكتوراه التي منعت أيام الفاشيات المقيتة تعيد تشكيل ترتيب الأوراق من جديد بعد رحيل الطغاة لتعيد رسم حقبة جديدة ترسم بقلم الحقيقة من هم رجال العراق الحقيقيين ومن هو النزيه ومن هو اللص والسارق بنظر المقارنات حين تتطاول بعض الأيام على بعض وتتمنى بعض الأيام أن تغطي على مثيلاتها من اجل سلبها الحق والسطوع الذي استحقته بالمجد والدم والتضحية. لكن تلك الأيام الكاذبة ما تلبث أن تكشف عورتها القبيحة السوداء على المليء حين تتملك الوجوه ضحكات السخرية يوم يتكلم الزمن بلعن آخر سماسرة المتسلطين مسلوبي الكرامة وهم يزورون التاريخ برسم أيام وطنية مضحكة لا يصدقها حتى مذيعها المتهجى للحروف الناطق من باحة التلفزيون يعلك سخريات القدر ومهازلة . ومع الزعيم صعد العراق سلم الانطلاق بين تلك العوالم الميتة بالجهل والثملة بالرقص على أنغام الطوطم ولو قدر للزمن بالاستمرار ولو لعقد واحد واستمر الزعيم كما استمر " ماو تسي تونغ " أو "كيم أيل سونغ " أو " كاسترو" لكان العراق اليوم "كوريا تكنولوجية أخرى " تصنع نظم الحاسوب .التلفزيون الملون. السيارات بأنواعها وشعلة وهاجة في عالم الخفافيش المظلم . ولهذا يريد الناقمون على الزعيم من سدنة الطوطم الكريه وإتباع " راع وأيل " وسماسرة الإقطاع والرأسمال نسيان الرابع عشر من تموز برجالة الخالدين ومسحة من ذاكرة التاريخ وتجريده من وطنيته الخالدة وإسقاطه من باقي الأيام. لكن التاريخ يحتوي على حقيقة يقول عنها " توينبي " بأنها لا يعتريها التزوير مهما تطاولت الأيام وتناسى التاريخ أيامه المجيدة لذلك بقي الزعيم يسكن القلب والذاكرة يعتلي صهوة المجد والذرى متعاليا اكبر من كل الكلمات التافهة واعظم من تاويلها نهتف باسمة الخالد ونرفع صورة الباسمة كلما رأينا الثوار والثورة وخالط أسماعنا البيان رقم واحد.
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا سيد الشرفاء وإمامهم يا عبد الكريم قاسم
-
الخدمة والميزة المطلقة ج2 كيف نحلل الوضع كحزب شيوعي
-
الخدمة والميزة المطلقة ج1
-
وأخيرا سقط - مولانا - في ميسوبوتاميا
-
قبل تكفير الآخرين ..عالم العولمة لا يحتاج إلى مسمى - الله -
-
اغرب من خيال : بضعة أشخاص يهزموا دولة
-
- نمريون - وان أختلفنا
-
لا يمكن لفكر الإخوان القروي أن يحكم مصر
-
رفيقنا العزيز النمري لندع التاريخ حكماً
-
مكانك المجد . الذرى والقلب وليس العراق يا عبد الكريم قاسم
-
- الإفلاس - هو الدافع لإعادة النظر بالماركسية
-
كيف نبني جهاز مخابرات علمي ذكي ومتطور ؟
-
تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها
...
-
تضامنا مع حملة التضامن ضد الطائفية -هكذا كانت بغداد في عصرها
...
-
يا حسافة - ضاع أبو جاسم هو ولواعيبه -
-
هل تنهي الكارثة العراقية - ب- ملجة مومن - ؟ ...1
-
يا مشايخ الدين . انتم آخر من عرف الله
-
مقترح لحل المأساة العراقية
-
في حقبة هزال التاريخ : -الحملدار- ينتقد ستالين
-
أي أسلام هذا الذي وحد العالم يا عبد الحميد الصائح ؟
المزيد.....
-
في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير
...
-
احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا
...
-
شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن
...
-
-هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي
...
-
غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما
...
-
فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل
...
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
-
تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|