أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد مصارع - العراق ( خطية ) يا عيني ؟














المزيد.....

العراق ( خطية ) يا عيني ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


صرخت بي حبا بتي ثائرة : ( يا وال احمد تعال لهين ) , أنت درست بالعراق , وأنا أريد أن أفهم , ماذا يريدون من العراق ؟ ولماذا يقتلون الناس هناك في كل دقيقة , فأجبتها , ياحبابتي : لقد اكتشف العالم بان العراق هو رافعة الشرق الأوسط الكبير , فقالت معنفة , ( الله يلعن أبو الشرق الأوسط الحقير ) , ليتركوا أهل العراق يعيشون بسلام , فأجبتها مصطنعا الثقة , ولكننا نحن جميعا أبناء الشرق الأوسط الكبير , فدعت باستياء واضح : ( الله يلعن أبو الشرق مليون مرة ) ثم أضافت : كلها من راس شارون , فقلت لها موضحا : شارون ليس له علاقة , والعراق ليس فلسطين , فغيرت من لهجتها حين قالت متألمة : أنا أقصد الحكام العرب , وعلقت عليها ساخرا : لقد صرت سياسية ياحبابتي , فقالت على السريع :معاذ الله , ( تخسا السياسة ) , ( الله يبعدنا عن الكفر وأهله ) , ولكن خطية يا عيني أهل العراق يموتون في كل دقيقة , وهم لاذ نب لهم !!.
كان صديقي الشاعر الفلسطيني الغر , قد حل ضيفا وللمرة الأولى على العراق ( العظيم ) , وفي ديوانية الفندق ولحظة حلوله , هتف به أحد مشايخ العراق : ( الله بالخير ) , فاحتار الشاعر الغر ماذا يفعل , ومن وحي شاميته العميقة , أخرج من جيبه ورقة نقدية من أكبر فئة ( عشرة دنانير عراقية ) , وكما لوكان الملك العربي الذي يقامر بعد هائل , وفي كازينو مونتي كار لو , وحاول بظرافة بهلوانية أن يدسها في يد الشيخ , بحيث لاتعلم , يساره ماذا فعلت يمينه , ولكنه صعق برد فعل الشيخ العراقي حين قال له : ( ليك , آني أدمك بالفلوس ) , وهو يعني أنه قادر على دفنه بالدراهم , كقبر كبير بدل التراب , ومن شدة خوف شاعرنا الفلسطيني الغر هتف بوضوح بالغ : ( عمو آني من فلسطين ) , وفجأة وجد الشيخ يحتضنه هذه المرة , ويشرع الشيخ الجليل بإفهامه وبوضوح هادئ هذه المرة , بأن عبارة ( الله بالخير ) هي ترحيبية , وهو مدخل عراقي لحياة الحب والسلام , وراحت اللحظات الحلوة تمر بين مفردتي خطية وياعيني , بل ويا قلبي وآغاتي , فوجد الشاعر الغر نفسه محمولا في العراق العظيم , على العيون والقلوب , من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه , وخرج منه مسحورا بجنته , وذل جنه , بل وسحر ألفياته الليلية , وشهرزاد ه العسلية ,وشهريار ه المقيت , بدون صباح , وبدون صخب وعنف , بل وبحر دماء ..
التقيت أنا العبد الفقير بأحد العتقلية التوانسة , وحين قدمت نفسي كعراقي , فقد صرخ كما صرخت جدتي , متسائلا , عن سر اختيار آل العباس لأسخن بلد في العالم مكانا لحضارة عريقة , ولم يكن القار أو النفط مصدر الهام , لفلاسفة الإغريق , بان النار والهواء والتراب والماء , هم جميعا مصدر الحياة , وأصل الحضارة , ولا أجرؤا بعد على القول بان العالم الرهيب كان قد اكتشف بشكل مبكر , وبعد فاسكو ديغاما , وبعد أمريكانيوم , عمق العراق , وعمق الفعل , من أجل عالم جديد , وجديد للغاية , ولكن يا خطية على حساب شعبنا العراقي العظيم , وأعود للعنات حبا بتي , بضرورة وقف مهزلة القتل العشوائي , وضرورة أن يكا فأ الحب العراقي بالحب , وليس بالحرب ...



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محافظ ومتحرر, وفي آن واحد معا ؟
- ستالين من الصعلوك الى القيصر
- صيد واقتناص البشر ؟
- هل يمكن للإبداع أن يحكم بين أطراف الصراع ؟
- ماذا عن مؤتمر البعث السوري القادم ؟ والمطلوب ؟
- تصاريف منطقية للشيوعية
- الطبقة العاملة هي شرف التاريخ المعاصر
- كيير كغارد والحياة بدون أوغاد ؟
- الله و الحرية , ومن ثم الديمقراطية
- كوميديا عن علاقة المثقف بالسلطة
- العلمانية هي تفاؤلية العصر الحديث
- سوريا بدون معارضة , هي سوريا بدون طبقات
- تحية للمرحوم روبرت أوين
- الشرق بين الخطيئة والجريمة
- اللاسياسة أو انتحار البغل
- العقل وحرية الوجود
- حق التظاهر السلمي بعد حق الحياة
- دستور : الاتحادية أفضل من الوحدوية
- هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟
- القس سعدي يوسف يطل من شباكه اللندني


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد مصارع - العراق ( خطية ) يا عيني ؟